قال القيادي البارز في حركة "حماس" حسن يوسف، إن الانتخابات القروية المزمع إجراؤها يوم السبت القادم في الضفة الغربية، "لا يُمكنها إصلاح النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني المتأزم بالضفة".
وأكد "يوسف" في مقابلة خاصة مع "وكالة سند للأنباء" أنه ضد الانتخابات الجزئية التي تجرى على "مقاس معين ومحدد"، مشددًا على ضرورة إجراء انتخابات شاملة كمدخلٍ أساسي لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.
وفي سؤالنا هل يُمكن للانتخابات المحلية أن تكون مدخلًا حقيقيًا لـ "ديمقراطية شاملة"، رد: "الصواب هو تحقيق ما تم التوافق عليه من الكل الفلسطيني، بحيث تشمل الرئاسية، والمجلسين الوطني والتشريعي".
ولفت إلى أن الانتخابات الشاملة جرى التوافق عليها عبر اجتماعات الأمناء العامين ومن خلال اللقاءات الثنائية مع حركة "فتح"، في كل الحوارات السابقة.
ويرى "يوسف" أن مسار الحوار الوطني الفلسطيني، تعطل بُعيد الغاء الانتخابات في شهر ابريل/ نيسان الماضي.
وتعاني الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي وجغرافي، منذ عام 2007، وفشلت عدة محاولات سابقة للصلح بين طرفي الانقسام "حماس" و"فتح".
وتتصاعد الحاجة لعقد الانتخابات في هذا التوقيت _تبعًا لحسن يوسف_ ، خاصة مع ارتفاع ما أسماه "وتيرة الفلتان الأمني الذي وصل إلى حد الجامعات، والتغول على الحياة السياسية الوطنية الفلسطينية".
وحول مشاركة حركته في الانتخابات القروية، أكد عدم المشاركة الرسمية فيها، لكنّهم تركوا الخيار لأنصار وأفراد "حماس" المشاركة أو الانضمام لأي قائمة "طالما أن ذلك يصب في معالجة قضايا اجتماعية وخدماتية"، بحسب "يوسف".
"مركزي المنظمة"
في السياق، وصف القيادي في "حماس" الدعوة لاجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بـ "الحل المنقوص".
وكانت اللجنة التنفيذية منظمة التحرير، قد دعت لعقد اجتماع "مركزي المنظمة" في موعد أقصاه شهر يناير/كانون الثاني 2022، في ضوء حالة الجمود السياسي التي تعيشها الساحة الفلسطينية.
ويعتقد "يوسف" أن انعقاد "المركزي" لن يأتي بحل، معللًا ذلك: "أن المجلس عقد سابقًا أكثر من اجتماع، دون التوصل لقرارات يُمكن ترجمتها على أرض الواقع".
وأشار إلى "حماس" لم تتخذ موقفًا نهائيًا بشأن المشاركة في اجتماع "المركزي"، مرجحًا عدم المشاركة "لأنها ليست المدخل الحقيقي للواقع الفلسطيني المتردي" بحسب قوله.
ورقة "حماس" والمصالحة
وفي معرض حديثه معنا تطرق القيادي حسن يوسف إلى ورقة "حماس" لإنجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، معتبرًا إياها بمثابة "مدخل للحوار الوطني، وهو ما أكدته فصائل فلسطينية عديدة".
وواصل: "إن هذه الورقة من شأنها معالجة الواقع الفلسطيني، كما أنها تصلح لتكون أرضية للحوار، لا سيما وأنها تنادي بإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ولكل مؤسسات الشعب الفلسطيني".
وأوضح أنها بحاجة إلىمبادرة من حركة "فتح"، بحيث يتم "التقاطها والعمل سويًا لتحريك مياه المصالحة الراكدة".
وتمثلت رؤية "حماس" التي قُدمت لجمهورية مصر العربية في "إعادة تشكيل القيادة الوطنية العُليا لمنظمة التحرير، بحيث تضم جميع القوى والفصائل والشخصيات الوطنية من خلال الانتخابات".
وفي حال تعذّرت الانتخابات لسبب أو لآخر، يتم التوافق وطنيا على تشكيل قيادة وطنية مؤقتة ولمدة محددة، يتم الاتفاق عليها، كمرحلة انتقالية لتهيئة الأجواء للانتخابات السياسية العامة، وفق الورقة.
كما حثت على ضرورة الاتفاق على "استراتيجية وطنية لهذه المرحلة، ما يعني الاتفاق على البرنامج السياسي الوطني، الذي يتوافق عليه الجميع"، داعيةً لـ "التوافق على آليات العمل الوطني والميداني والسياسي وخلافه".
"انفجار حقيقي" في الضفة
أما عن الوضع الميداني في الضفة الغربية، أكد "يوسف" أنها تعاني من "انفجار حقيقي"، في ظل تنامي الاعتداءات الإسرائيلية وتغول الاستيطان على الأرض.
ونبّه أن الأوضاع قد تخرج عن السيطرة في أي وقت، "وحينئذ لا تستطيع قوة أن تحول دونها"، مستطردًا: "الاستيطان يتنامي، والانتهاكات بحق الأرواح والمتتلكات والمقدسات الفلسطينية تتزايد، هذا لا يُمكن السكوت عنه".
وخلص "يوسف" إلى أن كل هذه الأحداث، "ستقود الأوضاع لمرحلة نحن نشعر بوادرها وارهاصاتها، ولا أحد يتنبأ بمآلات نهايتها".