الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"الذئاب المنفردة".. ظاهرة تُحاصر "أمن إسرائيل" في الضفة

حجم الخط
العمليات الفردية.jpg
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

تشهد الساحة الفلسطينية في السنوات الأخيرة تنامي ظاهرة العمليات الفدائية الفردية التي يُنفذها ويخطط لها فلسطينون ضد دوريات الاحتلال وجنوده المنتشرين في الضفة الغربية ومدينة القدس، دون إيعازات أو تعبئة تنظيمية مسبقة.

هذا النمط من الهجمات الفدائية، هزّ المنظومة الأمنية الإسرائيلية، التي يصعب عليها جمع معلومات عن تلك العمليات قبل تنفيذها، وفي مراتٍ كثيرة، تجد صعوبة في الكشف عن هوية الفاعل، ما يضعها بـ "مأزقٍ كبير"؛ في ظل الحديث عن المراقبة الأمنية المتطورة والحديثة التي تمتلكها إسرائيل.

إسرائيل تُطلق مصطلح "الذئاب المنفردة" على الفلسطينيين الذين يُنفذون عمليات فردية بحق جنودها وحواجزها العسكرية سواءً كانت عبر "الطعن، أو الدهس، أو الاشتباكات المسلحة، أو تفجير العبوات الناسفة".

فشل محاولات المنظومة الأمنية الإسرائيلية بالكشف عن "الذئب المنفرد" أو الوصول إليه وتوجيه إنذار مسبق، يثير غضب وقلق وحيرة قيادات أمنية إسرائيلية، إذ يطرحون التساؤل الأهم: "لماذا نفشل في الوصول لخيط رفيع قبل التنفيذ؟".

ومن أبرز العمليات التي كشفت مدى هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، هي التي نفذها الشهيدان أحمد جرار قرب البؤرة الاستيطانية "حفاد جلعاد" بنابلس عام 2018، وأشرف نعالوة في بركان الصناعية قرب سلفيت عام 2019، إذ تمكنا من الإفلات من الاعتقال لشهور، ما جعلهما مصدر إلهام لكثيرين.

وتُشير بيانات فلسطينية إلى أن منفذي العمليات تتراوح أعمارهم بين 18-22 عامًا، مع وجود حالات استثنائية عمرية، كعملية الدهس التي نفذها الفتى محمد نضال يونس (16 عامًا) أمس الاثنين عند أحد الحواجز العسكرية في طولكرم.

"إبرة في كومة قش"

المحلل في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، يقول، إن توصيف الفدائيين الفلسطينيين بـ "الذئاب" مردها لـ "أجهزة الأمن الإسرائيلية"، فهم لا يتبعون لجذور تنظيمية أو هرمية الخلايا.

ويُضيف "أبو عامر" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "الذئب المنفرد من وجهة النظر الإسرائيلية، ليس له ملف أمني أو خلفية سياسية يخرج للميدان ويقلب الطاولة، وتنتهي الحادث باعتقاله أو استشهاده".

ويرى "أبو عامر" أن هذه الظاهرة "مشكلة جدية لأمن الاحتلال لغياب النموذج المتعارف عليه عند المنفذ، والمتمثل بشخصية نافذة ومؤثرة وتحت مراقبة أمنية مسبقة".

ويؤكد "ضيف سند" أنها "باتت تحديا حقيقيا للأمن، حيث إن مخابرات الاحتلال مطلوب منها بهذه الحالة مراقبة مئات الآلاف من الشباب في الضفة، وهو ما يُشبه البحث عن إبرة في كومة قش".

إدانة الاحتلال..

ويتهم الخبير بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالتسبب في ظاهرة "الذئبية"، قائلًا: "ما الذي يدفع فتى في سن الخامسة عشرة بتنفيذ عملية فدائية، كحادثة أمس بطولكرم، سوى ممارسات الاحتلال".

بدوره يؤكد المحلل السياسي عماد أبو عواد لـ "وكالة سند للأنباء" أن هناك جملة من الأسباب تدفع الشباب للعمليات الفردية ويحاول الاحتلال إخفاؤها، وتتمثل في سلوك الاحتلال وجرائمه، وانسداد الأفق السياسي والحالة الاقتصادية المريرة، إضافة إلى الشعور بالإحباط من الحالة الداخلية الفلسطينية.

كما ينقل "أبو عواد" عن مصادر إسرائيلية قولها إن 93% من العمليات الفدائية الفريدة، دافعها الأساسي قضية مدينة القدس والمسجد الأقصى.

ولا يخفي "ضيف سند" وجود علاقة بين "الذئب المنفرد" في الضفة والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يتمثل بـ "الانتماء الفكري" للمقاومة، وهو يحفز الكثيرين من الشباب.