الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور محمد القريوتي.. لم يترك أرضه بورًا فزرعها "بروكلي" خوفًا من مصادرتها

حجم الخط
1.jpg
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

بسعادة غامرة، يحمل أستاذ اللغة العربية محمد القريوتي (47 عامًا) رأس "بروكلي" في يمينه ويتصور "سلفي" بجانب أحد أبناءه وسط سهل أخضر ممتد، إيذانًا بنجاح الموسم لهذا العام وبدأ تسويق منتجه الجديد وبيعه.

وفي خلفية الصورة غير الظاهرة مستوطنة "شيلو"، تجثم فوق أراضي قريوت جنوب نابلس منذ العام 1978، فتنقصُ من أطراف القرية وتأكل من مساحتها مع مرور الوقت.

ولأن فِلاحة الأرض والاعتناء بها، حرثًا واقتلاعًا للأحجار والنباتات الضارة، خير وسيلة للدفاع ووقف زحف المستوطنات وسيطرة المستوطنين عليها، ضرب "القريوتي" في الزراعة عصفورين بحجر واحد.

فمن ناحية زاد المعلم في أحد مدارس القرية من دخله المادي، وبدّد أطماع المستوطنين بأرضه التي زادتها عين الماء القريبة منها جمالًا وغنى.

يقول "القريوتي" لِـ "وكالة سند للأنباء"، "نحن فلاحون أبًا عن جد، الزراعة شغفنا ومهنتا الأولى، أما التدريس فرغم أهميته ودوره إلا أنه يحل في المرتبة الثانية".

ويتابع: "على بعد 200 متر فقط من مستوطنة شيلو، قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي 1.5 دونم، اعتدتُ على زراعتها بالبقوليات والخضروات التي يمتد موسمها عادة من شهر12 حتى شهر4، لكن مع مرور الوقت وجدت أن الأرض تظل فارغة بقية العام".

الخنازير والمستوطنون

ويشير "القريوتي" أن الخنازير البرية والطيور واعتداءات المستوطنين على مزروعاته كانت عائقًا أمام تقدمه، مما حداه لتسييج الأرض والمرابطة فيها قدر المستطاع، ووضع أكثر من "فزّاعة" في المكان.

ويُكمل: "زرعت الخيار البلدي والخس والسبانخ والزهرة والملفوف، بعدها بحثت عن منتج جديد، وبعد استشارة من الأصدقاء المزارعين وشبكة الانترنت، وقع الخيار على "البروكلي"، فهو صنف لا يحتاج لرعاية كبيرة وذو مردود مادي جيد".

ويلفت "القريوتي" أن هذا المنتج فلسطيني من الألف إلى الياء، فالبذور والأشتال يشتريها من مزارعين في بلدتي قبلان والفارعة.

ودورة "البروكلي" تمتد من 40- 90 يومًا، ويمكن البدء بقطفه بعد 70 يومًا من زراعته، كما يمكن قطفه أكثر من مرة خلال الموسم الواحد شرط أن يُزرع على مراحل وليس دفعة واحدة"، وفق "القريوتي".

ويشدد "القريوتي" أن "البروكلي" لا يحتاج سوى للماء والرش لمقاومة الدودة الورقية والقوارض العدو اللدود لـ "القرنبيط الأخضر"، كما يُسمى -أيضًا-.

منجم غني

ويعد "البروكلي" منجمًا غنيًّا بالمواد الطبيعية المفيدة للجسم، فهو يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم الذي يساهم في تحسين صحة الجهاز العصبي وينظم ضغط الدم، ويقي من هشاشة العظام ويعزز جهاز المناعة.

ويمتاز "البروكلي" -أيضًا- باحتوائه على المواد المضادة للأكسدة، التي تلعب دورًا مهمًّا في حماية خلايا الجسم من التلف والسرطان، كما يتوفر به نسبة عالية من المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم.

البروكلي في المقلوبة

ووجد "القريوتي" في مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لتسويق منتجه المطلوب خاصة في فصل الشتاء، فمن خلالها يبيع الأقارب والأصدقاء.

ويشدد على أن ما ينتجه لا يصل لكميات كبيرة، كما لا يرغب ببيعه للمصانع، فهي تبخس سعره، على حد وصفه.

ويوضح: "أن الناس في العموم لا تعرف البروكلي، فهو جديد نسبيًّا في بلادنا، رغم أنه في الدول الغربية صنف أساسي لفوائده الجمة، أما في بلادنا فبدأوا يضعونه مع السلطة وفي الشوربات وفي المفتول والمقلوبة كبديل للزهرة، فهو لا يسبب نفخة في المعدة".

ويشجّع "القريوتي" المزارعين على زراعة هذا الصنف؛ بهدف الوصل لكميات تجارية يمكن من خلالها الاستغناء عن "البروكلي الإسرائيلي" الذي تطلبه المطاعم والمصانع الفلسطينية.

5.jpg
4.jpg
3.jpg
2.jpg