الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالفيديو المغرب والجزائر.. أزمة تؤججها إسرائيل..ماذا بعد؟

حجم الخط
EZvKs.jpg
خالد أبو الروس-غزة

تمر العلاقات الجزائرية المغربية باختبار صعب لم تواجهه الجارتان الشقيقتان منذ عقود وهو من شأنه أن يزعزع استقرار منطقة المغرب العربي برمته.

غير أن التحول الأبرز هو دخول إسرائيل على خط الأزمة بينهما مؤخرًا سيما بعد توقيع اتفاقية أمنية لتعزيز قدرات المغرب الدفاعية في مجال الطائرات المسيرة بدون طيار.

اتفاقية دفعت الجزائر إلى القول إن المملكة المغربية أخطأت التقدير عندما اعتقدت أن التطبيع مع إسرائيل سيقلب الموازين، بينما يقول المغرب إن تفاهماتها مع إسرائيل لا تستهدف أمن الجزائر.

وفي هذا السياق يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في المدرسة الوطنية العليا بالجزائر د.حسام حمزة إن الاتفاقية الأمنية تهدف لتمكين المغرب من نظام سكاي لوك المضاد للطائرات بدون طيار المصنع من شركة (Skylock systems) الفرع من شركة (Avnon) الإسرائيلية.

ويضيف بأن الاتفاقية تمنح المغرب الشروع بإنتاج طائرات كاميكاز مسيّرة إسرائيلية، فيما من المتوقع أن تزيد الصادرات العسكرية إلى المغرب بعد التوقيع على المذكرة الأمنية.

تغذية المعضلة الأمنية

الاتفاقية مع المغرب وإسرائيل ستعزز من الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين المغرب والجزائر في السنوات الأخيرة، على خلفية أزمة الصحراء الغربية واتهام الجزائر بدعم جبهة البوليسارو.

ويقول "حمزة": "معروف بأن العلاقات الجزائرية-المغربية تشوبها الكثير من الخلافات الحدودية والسياسية والأيديولوجية (في فترة الحرب الباردة) التي لازالت تلقي بظلالها على العلاقات بين الدولتين إلى غاية الآن".

ومن وجهة نظره فإن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على إذكاء وتغذية الصراع بين الدولتين الجارتين من خلال دعم المواقف والسلوكيات المغربية المعادية للجزائر.

وفي هذا الصدد يشير إلى حادثة التجسس على مسؤولين جزائريين باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي، واصطفاف المغرب مع الاحتلال في معركته مع الجزائر الرافضة لتواجده كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي.

ويشدد "حمزة" على أن الجزائر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والمغرب؛ حيث ترى الجزائر فيها استهداف لأمنها ومكانتها في الميزان الاستراتيجي الإقليمي.

وهكذا "قد نشهد بسبب هذه الاتفاقية سباق تسلح جديد في المغرب العربي عنوانه الطائرات المسيرة والأنظمة المضادة لها"، وفقًا لما يرى الخبير "حمزة".

مساعدة المغرب لتعزيز مكانتها

الخبير الجزائري د.إسماعيل جوهري يقول إن إسرائيل تعمل على تغذية الخلاف بين المغرب والجزائر من خلال مخططها لإدخال القارة الإفريقية في عدم الاستقرار وأن تدفع المغرب باتجاه "حرب انتحارية" مع الجزائر، مستغلةً بذلك الفراغ في السلطة بالمغرب.

ويوضح "جوهري" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن مركز السلطة الحالي في المغرب ليس الملك وإنما رئيس المخابرات المغربي الذي يتعاون مع جهاز الموساد؛ لدفع المغرب نحو المواجهة مع الجزائر.

ويعتقد أن الهدف الاستراتيجي من وراء السياسة الإسرائيلية الحالية كسر شوكة الجزائر، "وهي سياسة قديمة جديدة تقوم على إلحاق الضرر بكل الدول والأطراف الفاعلة التي تساند القضية الفلسطينية".

الصحراء الغربية

ويقول "جوهري" إن "المغرب التقته مصالحه مع إسرائيل؛ لأن المغرب يرى في الجزائر المانع الوحيد الذي يمنعه من تكريس الاحتلال المغربي للصحراء الغربية".

ويشير إلى أن إسرائيل تسعى لمساعدة المغرب من خلال الضغط على الجزائر حتى يبسط سيطرته على الصحراء الغربية.

ويضيف أن "إسرائيل تريد تغذية النزاع في القارة الإفريقية من خلال دفع المغرب والجزائر لحرب كتلك الحرب التي حدثت بين العراق وإيران في التسعينيات وأدت إلى هزيمة وإنهاك الدولتين وانتصار إسرائيل".

"بالنسبة لإسرائيل الحرب وسيلة لتدمير الجزائر ومنعها من لعب دور ريادي ولاسيما في مجال الدعم اللامشروط شعبيًا وحكوميًا للقضية الفلسطينية"، وفقًا لما يقول "الجوهري".

ويلفت الخبير إلى مؤشرات فاقمت من الأزمة بين المغرب والجزائر مؤخرًا ترتقى إلى مستوى الإجابة الحربية من طرف المغرب.

وهنا يشير إلى توزيع السفير المغربي في مؤتمر عدم الانحياز خريطة يقتطع فيها جزءًا من الأراضي الجزائرية ويقول أمام الحضور أن الشعب القبائلي يستحق تقرير المصير.

ويقول: "هذه محاولة لدعم حركة إرهابية انفصالية ويرتقي لعدوان من خلال التحالف مع إسرائيل ضد الجزائر".

أشكال التعاون

ويشير إلى أن إسرائيل ساعدت المغرب في بناء جدران في الصحراء الغربية، ودعمه بالطائرات المسيرة بدون طيار "الدورون"، وبرنامج بيغاسوس الذي تجسس على 6000 آلاف شخصية جزائرية.

ويوضح أن المغرب استقبل وزير الجيش الإسرائيلي الذي قتل أطفال غزة وسمح له بإطلاق تهديدات للجزائر في سابقة خطيرة.

وينوه إلى أن "غانتس" اتفق مع المغرب على استحداث قاعدة عسكرية في منطقة الناضور على بعد كيلو مترات فقط على حدود الجزائر وهذه القاعدة مهددة لأمنها وسيادتها ومكانتها الإقليمية.

ويشدد أن التطبيع المغربي عكس التطبيع المصري والأردني والإماراتي؛ "فهذا التحالف ضد أمن الجزائر"، وفقًأ لقوله، مشيرًا إلى أنه "لم نسمع أي مسؤول إسرائيلي تهجم وهدد دول عربية انطلاقا من دولة عربية إلا في المغرب".

موقف المغرب

وردًا على ذلك يقول الكاتب والمحلل السياسي المغربي عبد الفتاح نعوم إن الجزائر تدفع دائمًا بذريعة أن العلاقات المغربية مع إسرائيل تستهدف الجزائر، واصفًا ذلك بـ "الهلع غير المبرر".

ويشدد "نعوم" في مقابلة صحفية متلفزة على قناة "آر تي" العربية على أن الأزمة بين الجزائر والمغرب غير مرتبطة من حيث السياقات بالعلاقات مع إسرائيل.

ويشير إلى أن هناك موضوعات أمنية وعسكرية تلح على التكتلات الدولية الجديدة التحرك من أجلها وفي المقدمة منها ملف الإرهاب، والوظيفة الجديدة للجيوش بعد أزمة وباء كورونا، والمشكلات الرقمية.

ويقول إن "ما يثيره الجزائر بأن المغرب يستهدفهم من خلال علاقاتها بإسرائيل كلام لا دليل عليه" مشيرًا إلى أن الجزائر يتهم المغرب بالتجسس من خلال برنامج بيغاسوس من غير دليل ولا برهان، و"فقط هي ذرائع".

ويوضح أن المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2000م عندما اندلعت انتفاضة الأقصى لكن الدوافع تبدو مختلفة الآن ومستجدات لا علاقة لها بالعداء مع الجزائر.

ويشير "نعوم" إلى أن المغرب يرأس لجنة القدس والملك محمد السادس أصدر بيانًا شديد اللهجة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، وأدان الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى في مايو/الماضي.

ويؤكد أن المغرب يدعم الفلسطينيين أكثر من الجزائر التي تتبنى المبادرة العربية للسلام، ولا يمكن للجزائريين أن يكونوا في الموضوع الفلسطيني أفضل من المغرب.

يسعى النظام المغربي إلى تحقيق التوازن بين تطوير علاقته الناشئة مع إسرائيل والحفاظ على دعمه للقضية الفلسطينية.

وبالفعل، أعلن النظام مراراً وتكراراً أن موقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال دون تغيير، فضلاً عن أنه سمح للحزب السياسي الحاكم في البلاد بإجراء محادثات مع أحد قادة حماس في شهر حزيران/يونيو الماضي.

في عام 2020، أصبح المغرب الدولة الثالث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطبّع العلاقات مع إسرائيل والدول الأخرى هي الامارات والبحرين والسودان هو الرابع وقع في شهر كانون الثاني/يناير 2021.

وفي مقابل استئناف بعض العلاقات مع تل أبيب ستستفيد الرباط من الصفقات الأمنية والمالية المهمة التي ستعقدها مع الولايات المتحدة، وضمنت اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية.