الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

آلامٌ تلازم أجساداً يدفع أصحابها ثمناً لنيل الحرية

حجم الخط
أسرى.jpg
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

أوجاعٌ تأبى أن تنفك عن جسد أصحابها، وآلامٌ تطالُ مَن حَولَهم، رغم إنهاء إضراب الكرامة بتحقيق بعض مطالبهم، لكن العافية لا تأتي في يومٍ وليلة، فلكل شيء ثمن، وكونُك أسيرٌ فلسطيني، سيتوجب عليك لتنال حريتك التي هي حق من حقوقك، أغلى ثمن، وهو " أن تصارع صحتك لتبقى على قيد الحياة".

وفي حوارات أجرتها "وكالة سند للأنباء" لتسليط الضوء على صحة بعض الأسرى، ممن كانوا مضربين عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري، كان القلق وانتظار الأحبة سيد الموقف.

"قلق مستمر"

لا شيء يُطفئ لهيب قلق الأم على فلذة كبدها الذي تراه صغيراً مهما بلغ به العمر، وفي حديثنا مع والدة الأسير مقداد القواسمة، تروي لنا الوالدة المحرومة من زيارة ابنها بعضاً من تفاصيلِ صحته.

تقول السيدة إيمان بدر والدة الأسير "القواسمة"، بعد تجميد الاعتقال الإداري لـ "مقداد" وصدور قرار الإفراج عنه في فبراير/شباط القادم، قرر "مقداد" تعليق إضرابه المفتوح عن الطعام الذي استمر لـ113 يوماً.

وتتابع، فك "مقداد" إضرابه في عيادة "الرملة" وكان يتناول الطعام بشكل مدروس بالكمية والنوعية ونظام غذائي محدد، فلا يأكل إلا الطعام الخفيف، والسوائل.

وبعد أن بدأت الأمعاء تستعيد عافيتها، عاد "القواسمة" إلى سجن النقب ليبقى فيه بشكل طبيعي إلى حين الإفراج عنه، بحسب والدته.

لكن القلق يتصدر قلب والدة "مقداد" بشكل مضاعف، في ظل الأحداث الصعبة التي يشهدها الأسرى في السجون الإسرائيلية حالياً، كون نجلها "مقداد" ذو بنية جسدية ما تزال هزيلة، وتفتقر إلى بناء العضلات والقوة.

" تكافل فلسطيني"

وبنبرة حانيةٍ ترتجف من قلقها " ابني بحاجة لغذاء معين، ورعاية واهتمام معين"، لكنه لا يخضع لأي علاج في سجون الاحتلال.

ورغم ذلك، يتجلى مظهر من مظاهر التكافل والأخوة الفلسطينية تصفه لنا "بدر" بقولها، إن الأسرى في السجون يعاملون "مقداد" بحرص، ويؤثرون إعطاء الطعام له فهو الأولوية بين من يشاطرونه الغرفة.

ومَن يسمع أن هناك طعام، يعتقد في سريرة نفسه أنه فاره، لكنه لا يعي أنه بِضع بيضات يتقاسمها الأسرى في السجن وبعضهم يخرج أحياناً خالي الوفاض.

وببعضٍ من طمأنينة، تشير "بدر" إلى أن وضع "مقداد" الحالي آخذ بالتحسن مقارنةً بما كان عليه في السابق، فقد كان يعاني من تسمم بالدم، ومشاكل في القلب والرئتين، والكلى، والكبد، الأمر الذي يؤثر على قدرته على الحركة والكلام والرؤية.

لكن ما يزيد الألم إلى حين خروج الأسير مقداد القواسمة، هو منع الاحتلال الإسرائيلي لعائلته من زيارته، بعد أن وصلوا السجن ليتفاجؤوا بإجبارهم على المغادرة، ومنعهم من التواصل معه.

"تذبذب وآلام"

الأسير علاء الأعرج لم يُفرج عنه، وما زال يقاسي آلام السجن بصحة ضعيفة، وبجسدٍ هزيل أنهكه التعب، الفحوصات الدورية لا تتعدى كونها بروتوكولات شكلية لا تسمن ولا تُغني من جوع، فلا علاج ولا اهتمام.

تقول زوجة الأسير "الأعرج" أسماء قزمار لـ"وكالة سند للأنباء"، إن حالة زوجها الصحية ما تزال صعبة للغاية، ورغم تجميد اعتقاله الإداري، إلا أنهُ حُوِّل إلى قضية، بتلفيق مجموعة من التُّهم الباطلة بحقه.

تبيِّن "قزمار" أن الأسير "علاء" بحاجة إلى الفيتامينات والمدعمات للمساعدة في تجاوز وضعه الصحي، والعودة إلى حالة الاستقرار، لكن زوجها الآن متذبذبٌ بين سجنه وسجن "عيادة الرملة"، دون علاج.

وبكلمات لا تفي بقسوة الشعور تصف الزوجة ألماً كان يقاسيه رفيق دربها أثناء الإضراب عن الطعام، وما زال ينهش منه حتى الآن، فمن تشنجات اليدين والأقدام التي يصاحبها اهتزاز في الرؤية، وأحياناً فقدان تام للبصر الذي لا يريه إلا العتمة.

أما الآلام الشديدة في البطن التي كادت أن تمزق جسده "كما وصفت "قزمار"، وآلام المفاصل والعضلات، التي لا تنفك عنه، كذلك ارجاع الماء من الأنف، والإغماء المتكرر.

وبجسده الهزيل الذي فقد أكثر من 20 كيلو منه، يصارع نخزات القلب والكلى والتشنجات والخطر الذي وصل الجهاز العصبي.

"الحال لم ينتهي"

لكن الحال لم ينتهي هنا، ما زال الأسير هشام أبو هواش يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 129 على التوالي، وسط تخوفات من فقدان حياته.

وفي مكالمة أجرتها "وكالة سند للأنباء" مع رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أطلّعنا فيها أن التقارير الطبية للأسير "أبو هواش" تقول صراحةً وبمنتهى الوضوح، إنه معرض للاستشهاد في أي لحظة، وإنَّ الاستمرار في الإضراب يهدد حياته بشكل مباشر، أو في أحسن الحالات قد يعيش مع إعاقة دائمة.

وبالحديث عن الأسير كايد الفسفوس، يبيِّن "فارس" أنه بقي فترةً في المستشفى، ويتماثل للشفاء بشكل تدريجي، وجسمه يستعيد عملية البناء، إلا أن هذا لا يأتي في يوم وليلة، مؤكداً أن وزارة الصحة لا تتوانى لحظة في تقديم العلاج المناسب لهم.