الساعة 00:00 م
الثلاثاء 16 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.32 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.77 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالفيديو الحرم الإبراهيمي بـ 2021.. عبث إسرائيلي متواصل بإرث فلسطين

حجم الخط
إبراهيمي.jpg
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

لم تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الإبراهيمي بالبلدة القديمة في الخليل جنوب الضفة الغربية ،خلال عام 2021 عند منع رفع الأذان، والتنكيل بالمصلين، واستمرار فرض التقسيم المكاني والزماني، بل طالت فرض وقائع جديدة من حفريات، وإقامة مصعد جديد عدا عن اقتحامات لمسؤولين إسرائيليين تحمل رسائل سياسية، كان أبرزهم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.

ومنع الاحتلال خلال عام 2021 رفع الأذان قرابة 635 وقتاً، وأغلق المسجد الإبراهيمي أيام الأعياد اليهودية، ومنع عمليات الترميم والإصلاح داخل الحرم منذ عشرة شهور.  

يُقول مدير "الإبراهيمي" حفظي أبو سنينة، إن الاعتداءات الإسرائيلية تصاعدت وتيرتها خلال العام المنصرم، عبر تسجيل انتهاكات خطيرة بهدف استمرار فرض التقسيم المكاني والزماني واقعًا في المكان.

السيطرة على 62% من الحرم

وتمثلت أبرز الانتهاكات بوجود الاحتلال في قلب مدينة الخليل، وداخل المسجد الإبراهيمي عبر الاستيلاء على 62% من مساحته.

وتطرق "أبو سنينية" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" عن القرار الاسرائيلي  بالاستيلاء على أراضٍ بجوار المسجد لإنشاء مسار سياحي، ومصعد كهربائي، فضلًا عن   استمرارا الحفريات داخل الساحة والتنقيب عن الآثار.

ويواصل الاحتلال التحكم بدخول بكل مصل وزائر للمسجد الإبراهيمي عبر البوابات التفتيشية الموجودة على مداخله، بحيث لا يسمح لهم العبور إلا عبر البوابات، وبعد موافقة جنود الاحتلال المتمركزين هناك.

ويُوضح أن الاحتلال يحاول فرض سيطرته الكاملة على منطقة اليوسفية، بمنع الأوقاف من ترميم مقام "النبي يوسف"، رغم الحاجة الماسة لذلك.

ومن الاعتداءات اليومية على مدار العام يمنع الاحتلال رفع الأذان اليومي لوقت المغرب، وفي أيام الجمعة يمنع رفعه وقتي المغرب والعشاء.

كما يمنع رفع الأذان في أوقات صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب يوم السبت على مدار العام.

منع رفع الأذان 635 وقتاً

ورصد مدير المسجد الإبراهيمي ما يقارب  635 وقتاً، منع الاحتلال فيها رفع الأذان خلال عام 2021.

كما سجل خلال 2021 إقامة حفلات صاخبة في صحن وساحات الحرم والنفخ في البوق والضرب على الأبواب، وإزعاج المصلين  في صلاة المغرب والعشاء.

المسجد الإبراهيمي للعالم

ويرفض الاحتلال إزالة الشمعدان والأعلام الاسرائيلية من جدران وسطح المسجد الإبراهيمي التي نصبها  منذ 15-10-2021 رغم  انتهاء الأعياد الإسرائيلية، ومطالبة وزارة الأوقاف الفلسطينينة المستمرة بذلك.

 ومن الاعتداءات التي وثقها "أبو سنينة" خلال 2021 إغلاق الاحتلال الباب الشرقي للمسجد الإبراهيمي الذي تحتاجه إدارة الحرم للوصول إلى بئر، ومخزن المسجد لتفقده ونقل الماء.

منع لجنة الإعمار من العمل

 وتمنع سلطات الاحتلال منذ عدة شهور لجنة إعمار الخليل من العمل داخل المسجد الإبراهيمي وأروقته سواء بالترميم أو الإصلاح أو ما يلزم.

 مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، يؤكد على أن الاحتلال شن خلال عام 2021  حرب شعواء  ضد لجنة الإعمار وطواقمها، التي تسعى للحفاظ على مكانة الحرم التاريخية وعدم السماح للإسرائيليين بتغييره عبر مشاريعهم المتعددة.

وأضاف "حمدان" لـ "وكالة سند للأنباء" أن الطاقم المتخصص في لجنة الاعمار للعمل في المسجد، ممنوع من العمل منذ 10 شهور.

وأشار إلى أن الاحتلال يمنع الطواقم من الدخول عبر البوابات أو يُجبرهم على ترك العمل، علمًا أن إجراءات المنع السابقة كانت تستمر لساعات أو أيام محددة فقط.

وأورد أن "لجنة الإعمار" حاولت في 2021 استكمال مهامها في  إطار ترميم المباني التاريخية والموروث الثقافي، منها الحرم الإبراهيمي، لكنها واجهت صعوبات بالغة في تنفيذ المشاريع التي تقع في مناطق التماس بشارع الشهداء، وتل ارميدة، ومنطقة واد الحصين، والمسجد الإبراهيمي ومحيطه.

مخطط تهويدي

واعتبر "حمدان" أن الهجمة التي تستهدف "لجنة الإعمار" تأتي في إطار محاولة تعطيل عملها كونها تقوم بعمل وطني للمحافظة على الهوية الفلسطينية، والموروث القومي والثقافي خصوصاً بعد إدراج الحرم الإبراهيمي على لائحة التراث العالمي لدى منظمة "يونسكو".

ويرى أن التناقض الكبير لدى الاحتلال في "الإبراهيمي" يتمثل في  السماح  للإسرائيليين بإقامة مباني وطوابق جديدة فوق مباني تاريخية، وهدم مواقع تاريخية قرب الحرم.

وشدذ أن إقامة المصعد وتنفيذ الحفريات في المنطقة الشرقية القديمة، هي أعمال تخريبية هدفها طمس معالم الهوية الفلسطينية.

ورغم إجراءات الاحتلال يؤكد "حمدان" على أن "لجنة الاعمار" تعمل منذ 20 عاماً في الحرم الإبراهيمي وتحرص  على استدامة التواجد لحمايته من أي تدخل إسرائيلي لتزوير واقعه التاريخي، كالأسوار الخارجية وأثاره والأسطح والقباب والمآذن والآيات القرآنية والزخارف والفسيفساء والبلاط والمتوضئات والآبار والشارع الخارجي.

حملة "حماة الحرم"

وبرزت خلال عام 2021 حملة لتعزيز تواجد الفلسطينيين في المسجد الإبراهيمي عبر لجنة "حماة الحرم" ،والتي ترعى وتنظم فعاليات مجتمعية تنطلق من الحرم كزفاف العرسان مع صلاة الفجر.

وذكر منسق لجنة "حماة الحرم"، مهند الجعبري، لـ "وكالة سند للأنباء" أن الحملة انطلقت بهدف إعادة إحياء الحرم والبلدة القديمة بالخليل من خلال قدوم العشرات في البداية لأداء صلاة الفجر.

وتحدث أن الحملة اتسعت شيئًا فشيء حتى أصبح يُشاهد حضور الآلاف في صلاة فجر الجمعة، وهذا ما عطّل قدرة جنود الاحتلال على تفتيش المواطنين على الحواجز المؤدية للحرم.

ولفت إلى أن هذا العام شهد دعوات مستمرة لكل الفعاليات الأهلية والرسمية لعقد اجتماعاتهم وفعالياتهم المختلفة داخل الحرم ضمن مبادرات يومية للحفاظ على التواجد، وهوية الحرم الفلسطينية والإسلامية.

كما نظمت الحملة مسيرات على مدخل الحرم رافضة لزيارة رئيس دولة الاحتلال، وعدد من السياسيين الإسرائيليين له، وكرسالة للاحتلال بأن "الإبراهيمي" إرث فلسطيني لا يُمكن التنازل عنه.

وتحدث أن الحملة تواصلت هذا العام مع أغلب عائلات الخليل وروابطها الشبابية لتنظيم  زيارات مكثفة للحرم في فجر الجمعة، وتأمين أماكن استضافة هذه العائلات للمصلين.

ونبّه "ضيف سند" أن الحملة حصلت على جائزة أفضل مبادرة شعبية خلال 2021 من قبل مؤسسة الشهيد زياد أبو عين.

الاعتداءات.jpg