ما إن نستمع إلى أيقونات الإبداع، نلحظ التصاق اسم فلسطين بجانبها، فوحدهم الفلسطينيون مَن يمتلكون زمام الإبداع في كل وقت رغم منغصات الحياة.

ابتكار "قناع لإنقاذ المصابين من الغاز السام"، ابتكارٌ من وحي المعاناة الفلسطينية التي جاءت لحماية الشبان الفلسطينيين من الغاز السام الذي يطلقه الاحتلال في المواجهات.

حاز الطالب الفلسطيني جمال الشختور على جائزة "مبتكرون 35" العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2021، ومثل تخصص الأتمتة الصناعية بكلية الهندسة في جامعة بوليتكنك فلسطين بالخليل، بتفوقه في الاختراع.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المُبتكرين العرب من جميع أنحاء العالم الذين تقل أعمارهم عن "35" عامًا، وتستعرض جهودهم ومُساهماتهم في ابتكار حلول للتحديات التي تواجه المُجتمعات والإنسانية ككل.

وتألفت لجنة التحكيم العالمية التي أعلنت المُبتكرين للجائزة من 21 خبيرًا من مُختلف المجالات والقطاعات من أنحاء العالم.

"اختراع عالمي"

ويقول "الشختور" لـ "وكالة سند للأنباء"، إن الاختراع الذي نجح في تطويره يقوم على جهاز يحمل بحقيبة مع قناعين؛ لتنقية الهواء من المواد الكيميائية السامة، إحداهما للمسعف والآخر للمصاب، خلال المواجهات أو الإنقاذ من الحرائق.

ويعمل "الشختور" متطوعًا لدى طواقم الإسعاف في الإغاثة الطبية الفلسطينية، وهو ما دفع به للتفكير بهذا الابتكار جراء الصعوبات التي تواجههم خلال إنقاذ المصابين في المواجهات مع الاحتلال.

وعن فكرة الاختراع يستطرد: "جاءت الفكرة للتغلب على مشاكل نقل المصابين خلال المواجهات في مناطق التماس، دون تعرضهم للاختناق جراء استمرار استنشاق الغاز السام، وعدم إمكانية حمل اسطوانات الغاز خشية تعرضها للانفجار في مناطق المواجهة".

ويعتمد الجهاز -تبعًا للشختور-على الفلترة وترشيح الهواء بامتصاص الغازات السامة، ومن ثم فلترتها وضخ الغازات المفيدة للمصاب والمنقذ.

ويوفر الجهاز، قناعين للتنفس لكل من رجل الإنقاذ، والمصاب مع إمكانية تزويد المصاب بالدواء عند الحاجة من خلال نفس القناع، ويمكن استخدامه في المُستشفيات حيث يتضمن الجهاز تكنولوجيا حديثة مُتطورة لخدمة الفئات المُستهدفة، وفق "الشختور".

ويرى "الشختور" أن إمكانية إطلاق هذا الابتكار للسوق قائمة، وتحتاج إلى دعم ومساندة من الجهات الرسمية للإسراع في الحصول الى الرخص العالمية لاستخدامه مع المصابين".

وينتقد "الشختور"، التقصير من الجهات الرسمية في دعم ورعاية المشاريع والابتكارات، مُشيرًا أنه لم يسبق له أن تلقى أي دعم ورعاية في اختراعات سابقة نجح في إنجازها.

وحصل الاختراع على جائزة مُبتكرون دون "35" العالمية، والتي ضمت أفضل 15 ابتكارًا من ضمن آلاف المشاريع التي قدمت على مستوى العالم.