قبول المعاناة والسرطان لا يعني أن صاحبه ينوي الاستسلام، بل على العكس تمامًا، فقد كان على استعدادٍ لمحاربة الداء ليس خوفًا من الموت؛ ولكن بدافع الأمل بالحياة.

" سلامتك" كلمة معنوية ذات طابع إنساني، تتمنى بها السلامة لأي مريضٍ تقابله، لكنها اليوم تخطت كونها كلمة لتكون فعلاً ملموساً قد ينقذ حياة المئات ممن يعانون من ذاك المرض الخبيث "السرطان".

صندوق "سلامتك"، ھو صندوق خیري مخصص لدعم منظومة علاج السرطان التي تم الإعلان عن نواتھا بافتتاح مستشفى الصداقة التركي الفلسطیني كمستشفى تخصصي لعلاج السرطان في قطاع غزة، بالإضافة إلى دعم احتیاجات المرضى وسد العجز في الأدویة والمستلزمات اللازمة لعلاجھم، وسيُطلق في الثلث الأخير من شهر مارس/ آذار المقبل.

 

"سلامتك"

وفي حديث أجرته "وكالة سند للأنباء" مع أمين سر الحملة الأهلية لإنقاذ مرضى السرطان عصام حماد، يبيِّن أن الصندوق لمرضى قطاع غزة، لكن العمل لإطلاقه مشترك بين الضفة الغربية والقطاع.

يؤكد ضيفنا أن "الصندوق" مُنشأ للتبرعات الفردية، ويهدف لغايتين أساسيتين، أولاً إنشاء منظومة صحية داخل قطاع غزة، ثانياً دعم المرضى بشكل مباشر، سواء كان المرضى يتعالجون في قطاع غزة أو محولين إلى العلاج في الخارج.

توجهت الحملة بعد سنتين من إطلاقها لإنشاء المظلة المالية؛ المتمثلة بصندوق "سلامتك"، والذي يملك حسابات في البنك الإسلامي العربي، ومحفظة إلكترونية من شركة بال باي، وصناديق التبرعات التي ستنتشر في قطاع غزة قريباً بعد الانتهاء من تجهيزها، وفقاً لـ "حماد".

يوضح "حماد" أن الصندوق سيُدار من خلال هيئة إدارية خاصة بالحملة الأهلية لمرضى السرطان، وسيدقق بطريقتين، الأولى عن طريق شركة طلال أبو غزالة الدولية للتدقيق، وسيصدر عنهم تقرير ربع سنوي يرفع لمجلس الأمناء.

أما الطريقة الثانية من خلال مجلس أمناء مكوّن 21 شخصية مجتمعية في قطاع غزة والضفة الغربية حيث سيتم مناقشة وتدقيق هذه التقارير، ومن ثم  إصدار شهادة النزاهة والشفافية.

وللحديث عن مصارف الصندوق، يلفت ضيفنا لوجود 6 مصارف رئيسية مجزأة كالتالي: المصرف الأول 25% من واردات الصندوق ستخصص لمرضى السرطان بشكل مباشر، 25% لمصلحة العجز في الأدوية التي يحتاجها مرضى السرطان، سواء موجودة داخل المنظومة الصحية، أو التي يحتاجها المريض في بيته كمخففات الألم والمكملات الغذائية وغيرها.

إضافةً إلى 20% مخصصة للمباني والأجهزة والمستلزمات الطبية، 10% لتدريب الطواقم الطبية اللازمة للتوسع في خدمات مرضى السرطان، 10% لمواصلات المرضى في الداخل والخارج، 10% للمصروفات والنفقات الطارئة والعاجلة.

"همة"

"تقدم الأمم يقاس بالعزيمة والهمم"، هذا ما بدأ به عضو مجلس أمناء الحملة في رام الله الدكتور أسامة صلاح في حديثه مع "وكالة سند للأنباء"، الذي رأى أن الهمة هي أساس كل شيء رغم وجود بعض المعيقات، التي لن تقف عائقاً أمام السعي الإنساني لإحياء الإنسان.

ويرى "صلاح" أن التبرع لا يقتصر على المال فقط، إنما يتعدى ذلك ليطال إمكانية تسهيل سفر لبعض المرضى بإجراءات من أشخاصٍ مقتدرين وأصحاب مكانة، أو توفير بعض الأدوية ممن يُتاح له ذلك.

ويعتبر السابق مندرجاً تحت مسمى التوعية المجتمعية، مستنداً على ذلك بأن كل مؤسسة أو صندوق خدماتي أو فكرة تعاونية، يجب أن تكون التوعية المجتمعية من أساسياتها، كالمصداقية في طرح الموضوع والوصول إليه.

ويشدد "صلاح" على أهمية الدعم المالي والمعنوي والنفسي في خدمة مرضى السرطان، فالإنسان مدني بطبعه، ويتأثر من كلمة مهما صغُرَت.

أما عن المعيقات التي قد تواجه العملية في الضفة الغربية، هو صعوبة الوصول إلى قطاع غزة، إضافةً لعدم استقرار رواتب الموظفين، فالمقتدر يشارك وكل شخص بما تجود به نفسه.

"بالأرقام"

وفي تقرير من "الحملة الأهلية" عن التحويلات المرضية، حصلت "وكالة سند للأنباء" على نسخة منه، يشير إلى أن الإحصائیات المنشورة بتقریر منظمة الصحة العالمیة لعام 2018 أصدرت 30944 تحویلة مرضیة لمستشفیات خارج قطاع غزة.

يأتي ذلك للحصول على خدمات التشخیص والعلاج، إذ حصل 25809 مریض منهم على تصاریح أمنیة خاصة للخروج من القطاع عبر معبر بیت حانون، باتجاه المستشفیات بالضفة الغربیة والقدس والأردن وإسرائیل.

بینما تم تأخیر "39 "% من الحصول على تصریح الخروج في الوقت المناسب، إضافةً لمنع 10 %من المرضى حسب التقریر من مغادرة القطاع، وبالتالي لم یتمكنوا من الوصول إلى الخدمة الصحیة.

ویفید التقریر أن الوقت المستغرق للتحویل في غیر حالات الطوارئ ھو 23 یوم عمل حتى الوصول للخدمة في حال الموافقة على التحویلة الطبیة والتصاریح الأمنیة ، بینما یوضح 28 %من ھذه التحویلات ھي لمرضى السرطان.

ووفقاً لإحصائیات واردة من وزارة الصحة الفلسطینیة لعام 2020، وصل عدد مرضى السرطان في قطاع غزة لأكثر من 12000 مریض، وأن معدلات الإصابة وصلت إلى 91 حالة لكل 100.000 أي بمعدل 2000 حالة جدیدة سنویاً.