الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

في سطور.. التراث والفلكلور الفلسطيني

حجم الخط
التراث الفلسطيني
القدس - وكالة سند للأنباء

يستخدم مصطلح التراث والفلكلور للتعبير عن مجموعة من الموروثات الشعبية التي تمتاز بأصالتها الثقافية وتميز ثقافة بعينها، كما ينقسم التراث إلى تراثٍ مادي كالأبنية القديمة والأثرية، وتراث غير مادي يتألف من مجموعة الآداب والقصص الشعبية إلى جانب التراث الفني من الأغاني والرقصات والأمثال الشعبية.

وتعتني الشعوب بتراثها المادي وغير المادي كجزء من هويتها الثقافية ويتم تأسيس جمعيات ومنظمات حكومية وغير حكومية للحفاظ على التراث الشعبي من الزوال.

 فما الذي يجعل التراث الفلسطيني متميزًا عن غيره؟ وما الأسباب التي تجعل من الحفاظ على هذا التراث جزء من النضال الفلسطيني؟

التراث الفلسطيني نتيجة تراكمية لتاريخ فلسطين العريق

تعتبر فلسطين من أقدم مراكز التواجد البشري في العالم، حيث يعود تاريخ مدينة أريحا الفلسطينية إلى أكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد، ويُعتقد أنَّها أقدم مدينة في العالم، كما عرفت المدن الفلسطينية حالة من الاستمرارية خلال المراحل التاريخية المتعاقبة منذ العصر الحجري وحتَّى أيامنا هذه.

كما يعتبر التراث الفلسطيني جزءًا أساسيًّا من هذا الصراع؛ لأنَّ التراث يعتبر جزءاً من الهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال طمسها وإلغاءها منذ أنْ بدأ مشروعه الاستيطاني في فلسطين.

أشكال التراث الفلسطيني

التراث ينقسم إلى جزأين رئيسيين: التراث المادي، والتراث غير المادي، أمَّا عن التراث المادي الفلسطيني فهو ما لا يمكن أن تخطئه عين، حيث لا تكاد تخلو مدينة فلسطينية من الأبنية التاريخية التي ما تزال قائمة حتَّى اليوم.

كما أنَّ القدس وحدها تحتوي على مجموعة من أهم الأبنية التاريخية والدينية في العالم، إضافة إلى المساكن الأثرية التي تعتبر من التراث أيضاً، ويضاف إليها المطرزات والمنسوجات والأدوات القديمة التي تنتمي كلها إلى التراث المادي.

أمَّا عن التراث الفلسطيني غير المادي يمكن أن نتتبع الأغنيات والرقصات الفلسطينية، إضافة إلى المعتقدات الشعبية والأمثال والقصص التراثية، سنستعرض معاً فيما يلي بعض ملامح هذا التراث.

الأزياء الشعبية الفلسطينية

تشترك عموم بلاد الشام بالعناصر الرئيسية للثياب، ويعد تصميم الثياب انعكاساً مباشراً لظروف البلاد المناخية وتلبية للقناعات والمعتقدات الاجتماعية والروحية لسكانها، لنتعرف سويا على أبرز الملابس الفلكلورية والتراثية الفلسطينية:

سنجد ثياب النساء التراثية في أغلب مناطق بلاد الشام تتألف من ثوب فضفاض وأكمام طويلة مع غطاء للرأس، وتتميز هذه الأثواب بالتطريز اليدوي الملوَّن، أمَّا الاختلافات فتكون بالشكل من حيث التطريز والرسومات ونوعية الأقمشة المستخدمة في الحياكة، كما يكون الاختلاف بطريقة وضع غطاء الرأس وألوانه.

التراث والفلكلور الفلسطيني

ويتميز الثوب الفلسطيني بالتطريز الفريد من نوعه من حيث الجمالية والاتقان، كما تحتوي الأثواب الفلسطينية على مجموعة نقوش تراثية تمثل عناصر طبيعية أو هندسية يعتقد أنَّها تطورت منذ العهد الكنعاني، والثوب الفلسطيني التراثي يستخدم حالياً في المناسبات والأعراس.

في أزياء الرجال أيضًا سنجد تشابهًا بين ثياب بلاد الشام عموما، حيث يعتبر القمباز هو الزي التقليدي لمعظم مناطق فلسطين، وهو يتألف من ثوب مصنوع من البروكار ومفتوح من الأمام، غالبًا ما يكون مذهَّبًا أو مقلَّمًا بالأبيض والأسود.

"الحطَّة الفلسطينية" رمز للمقاومة

ارتبطت الكوفية الفلسطينية بالنضال الشعبي الفلسطيني منذ بدايات القرن العشرين، حيث بدأ الشعب الفلسطيني مقاومة خطر الهجرة اليهودية والتعديات المتتالية على المقدسات الفلسطينية في ظل الاحتلال البريطاني، ونذكر من هذه المحطَّات ثورة البراق عام 1929، والثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، حيث كان المناضلون الفلسطينيون يتلثمون باستخدام الكوفية

واستمر هذا الرمز حاضرًا في نضال الفلسطينيين بعد النكبة ومع تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وبدء الكفاح المسلح، كما لعب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات دورًا مهمًّا في ترسيخ هذا الرمز من خلال إصراره على ارتداء الكوفية والعقال الفلسطينيين مع الزي العسكري.

الكوفية الفلسطينية

تتميز الكوفية الفلسطينية باللون الأبيض والأسود مع نقوش واسعة، وهي مشتركة مع بعض القرى في بلاد الشام بنقوش مختلفة اختلافات طفيفة، لكن قيمة الكوفية في مسيرة الشعب الفلسطيني النضالية تمثلت باعتبار يوم الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام يوماً للكوفية الفلسطينية، وهذا التاريخ هو تاريخ إعلان استقلال فلسطين عام 1988 أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

الدبكة والأغاني التراثية في فلسطين

تتميز الأغنيات الشعبية بكونها مجهولة المؤلف، حيث يتم ترديد اللحن وتناقله شفوياً من جيل إلى جيل حتى يصبح هذا اللحن ملكية عامة لأبناء الثقافة التي أنتجته، وتشترك بلاد الشام بموروث غنائي متشابه إلى حد التطابق أحيانا.

 فأشهر الأنماط الغنائية التراثية في فلسطين هي العتابا والميجانا إضافة إلى السحجة والدحيَّة والدلعونا، وجميعها متشابهة مع الأنماط الغنائية الشعبية في الأردن وسوريا بشكل أساسي، ومع بعض الأنماط اللبنانية، فيما تختص فلسطين بنوعين غنائيين متميزين، هما الجفرا وزريف الطول.

كما ساهمت إعادة إنتاج هذه الألحان مع كلمات جديدة في انتشارها أكثر، حيث استخدم المغنون الفلسطينيون أغنية الجفرا مع كلمات ثورية، كذلك أغنية زريف الطول والدلعونا وغيرها.

الدبكات والرقصات الفلسطينية

يتميز توزيع الألحان الشعبية الفلسطينية بسيادة الآلات النفخية (المجوز واليرغول والشبَّابة) إضافة إلى الطبل وآلات الإيقاع الأخرى، كما تترافق هذه الألحان مع رقصات ودبكات متنوعة لكل منها، فهناك الدبكات ذات الخطوات السريعة (الكرادية) إضافة إلى دبكة الدلعونة.

الأمثال الشعبية الفلسطينية

الأمثال الشعبية غالباً ما تكون مجهولة القائل أيضًا، ويتم تناقلها من جيل إلى آخر بشكل شفوي، فعلى الرغم من وجود عشرات المؤلفات التي توثق الأمثال الشعبية إلَّا أن التناقل الشفوي ما زال هو الناقل الفعلي لهذا الشكل من أشكال التراث.

ومن الأمثال الفلسطينية المشهورة:

عدو جدك ما بودك لو عبدته مثل ربك.

الغربة كربة والهم للركبة.

نباح الكلب ما بيأثر بالسحاب.

لو عكا بتخاف من هدير البحر ما سكنت حِداه.

ابن أمي ذهب بكمي.