الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"قمة النقب" التطبيعية.. دلالات مكانية وزمانية

حجم الخط
قمة النقب
القدس - وكالة سند للأنباء

في النقب، اختتم اليوم الاثنين وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، ومصر، والإمارات، والبحرين، والمغرب، لقاءات لهم استمرت يومين، مؤكدين استمرار تعزيز العلاقات بينهم، وإقامة "منتدى دائم بين الدول المشاركة".

وهذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها إسرائيل، هذا العدد من كبار المسؤولين العرب على طاولةٍ واحدة.

ويأتي المؤتمر عقب قمة ثلاثية استضافتها مصر الثلاثاء الماضي، في منتجع شرم الشيخ، جمعت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل-نهيان.

ويقول مراقبون إن المؤتمر ناقش ملفات ترتبط بإسرائيل ومعركة حسمه للقضية الفلسطينية، إضافة للملف النووي الإيراني، وحسم التوجهات الإقليمية تجاه الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا.

وتُشير صحيفة يديعوت أحرنوت إلى أن الموضوع الرئيسي للقمة السياسية، هو إيران والملف النووي، لكنّ الخبراء يقدرون أنه لن تكون هناك "تغيرات كبيرة في السياسة الأمريكية".

لماذا النقب؟

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس رائد نعيرات، يتحدث عن الدلالة المكانية لاختيار مكان المؤتمر، والتي ترتكز بشكل أساسي على رغبة إسرائيل بحسم أكثر إشكالياتها الراهنة المتعلقة بقضية النقب.

ويوضح "نعيرات" لـ "وكالة سند للأنباء" أنّ الهدف من اختيار المكان، "تثبيت أن المنطقة أراضي إسرائيلية، والحصول ضمنيًا على ضوء أخضر عربي على الإجراءات الإسرائيلية فيها".

ويلفت إلى أن سلطات الاحتلال تحاول إضفاء صبغة شرعية إقليمية سياسية لحربها ضد الوجود الفلسطيني في هذه المناطق، عبر الضوء الأخضر العربي.

ويرى أن التصريح العربي لن يجد طريقه للميدان في التنفيذ بالشكل العنيف، تلافيا لحدوث تصادم وتفجير للأوضاع.

ويستدرك: "لكن بالمقابل الاحتلال يستغل ضعف الطرف الفلسطيني الذي يعيش أوهن حالاته، ويتراوح موقفه بين موقعي الرفض والممانعة".

بدوره، يُشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة إبراهيم أبراش، إلى الدلالة السياسية لمؤتمر النقب، الذي ينعقد في سياق الصراع الأمريكي الإسرائيلي لتوظيف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا لخدمة أمن إسرائيل، وترتيب الأوضاع الإقليمية بما يخدم أي مخططات أمريكية مستقبلية.

ويقول "أبراش" لـ "وكالة سند للأنباء": إن واشنطن تريد حسم المواقف الإقليمية بالشرق الأوسط؛ لمصلحة رؤيتها فيما يتعلق بالصراع الروسي الغربي، لافتًا إلى أن تطور الأحداث سيفرض على إسرائيل الانحياز الواضح لحليفها الإستراتيجي وهو الغرب.

ويُبيّن، أن القضية الفلسطينية هي "الغائب الكامل" عن المؤتمر ولم تعد مطروحة منذ توقيع "اتفاقات أبراهام" التي تمت 2020، باستثناء ما يمكن تسميته "زيارة رفع العتب" لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للضفة الغربية.

ويُكمل "أبراش" أن "الجميع متفق على تحييد القضية الفلسطينية واعتبارها الهامشية في قضايا الشرق الأوسط، وتصعيد الملفات الأخرى كالملف الإيراني ومواجهة الإرهاب، في سياق خدمة الصراع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة".

التلويح بعصا النقب!

إلى ذلك يقول المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة من نابلس، إن الإعلام الإسرائيلي قللّ من حضور اللقاء ووصفه بـ"المؤتمر" وليس القمة، وذلك لعدم مشاركة رأس الدولة في هذه الأطراف.

ويرى "جعارة" أن اختيار النقب مكانا لانعقاد المؤتمر، كالتلويح بالعصا، مشيرا إلى أنه وفي سياق القرار الأممي 181، فإن النقب ليس جزءًا من مساحة إسرائيل، إذ يمنحها القرار 53% من مساحة فلسطين الانتدابية.

ويوضح في حديث مع "وكالة سند للأنباء" أن واشنطن رهنت اعترافها بإسرائيل بتعريف الأخيرة لحدودها، فقدّم دافيد بن غوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ورقة حدد فيها اعترافه بقرار 181، مع إبقاء القدس والنقب تحت سيطرة الاحتلال دون الحصول على شرعية دولية.

علمًا أن مدينة القدس وفق القرار الأممي هي "ليست فلسطينية ولا يهودية"، أما مناطق النقب في فلسطينية.

ويرى "جعارة" أنّ اختيار المكان لا ينفصل عن المساعي الأمريكية لحسم الموقف الإسرائيلي والأطراف الأخرى من قضية الصراع الدولي الجارية بين روسيا وأوكرانيا، واتخاذ النقب كعصًا يلوّح بها الأمريكي في قضية الاعتراف به.

ويُنبّه "جعارة" إلى أن الخطأ الفلسطيني يكمن في تجاوزه لقضية القرارات الدولية ضمن وثائق المطالبة بالحقوق، ما جعل النقب تحت السيطرة الإسرائيلية لهذه اللحظة.

ماذا قال المجتمعون؟

قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في مؤتمر صحفي مع وزراء الخارجية الذين شاركوا في قمة النقب، إن ما حدث "هو صنع التاريخ؛ وبناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي".

وأضاف أن "هذه القدرات المشتركة، ترهب وتردع الأعداء المشتركين، أولاً وقبل كل شيء إيران ووكلائها، لديهم بالتأكيد ما يخشونه؛ ما سيوقفهم ليس التردد، بل التصميم والقوة".

أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فقد صرح "ما كان مستحيلًا أصبح ممكنًا اليوم"، موضحًا أن "اتفاقيات التطبيع ليست بديلاً عن التسوية مع الفلسطينيين، وأنهم ناقشوا كيف يمكن للدول المشاركة في القمة أن تساعد الفلسطينيين".

بدوره أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري، عن تطلعه "لمواصلة هذا الحوار والتوصل إلى تفاهمات وإجماع على الطريقة الأفضل للتعامل مع القضايا الكثيرة التي تواجه المنطقة".

من جانبه ذكر وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد أنه يزور للمرة الأولى إسرائيل، مشددًا على ضرورة بناء علاقات أقوى بين الجانبين.

بينما وصف وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني لقاء النقب بـ "المهم"، و"فرصة" للبناء على "اتفاقيات إبراهيم" مع أمل هائل" بنمو الازدهار بالمنطقة وتحقيق الأمن وتحقيق آمال كل الشعوب" وفق تعبيره.

يُذكر أن الإمارات والبحرين والمغرب، في 2020، وقعت اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، برعاية أمريكية، ولحق بهم السودان في 2021، بينما ترتبط مصر والأردن مع إسرائيل باتفاقيتي "سلام" منذ عامي 1979 و1994 على الترتيب.