الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

حوادث السير.. تخطف أرواح الفلسطينيين

حجم الخط
الخليل- نزار الفالوجي - وكالة سند للأنباء

لم تكن تعلم السيدة هنية أن هذه هي المرة الأخيرة التي ستخرج إلى عملها الإنساني، حينما باغتتها شاحنة كبيرة واصطدمت بالسيارة التي تستقلها على الطريق الالتفافي بالقرب من سدة الفحص جنوبي الخليل.

أيامٌ قليلة حتى فارقت السيدة هنية السعافين (54 عاماً) من مدينة الخليل، الحياة على إثر حادث السير المروّع التي تعرضت له، أثناء ذهابها للعمل كمشرفة اجتماعية.

حوادثٌ تزداد، وأراوح تُحصد بفعل حوادث السير المتكررة في الضفة الغربية، حتى بات عداد المتوفين في ارتفاع مستمر.

كابوسٌ مر

أم محمد الشوابكة كانَ لها موعداً مع الوجع والألم الكبير، حينما جاءها خبر وفاة طفلها بشار(6 أعوام) بحادث سير على شارع خط الستين، ما بين الخليل وبيت لحم، لم تستطع تقبل الفاجعة، وفقدت وعيها مباشرة، وتمنت لو أن هذا كابوساً ويمر.

أراد الشاب على حمدونة (17 عاماً) أن يحتفي بعيد ميلاده، فاستعار سيارة أحد أصدقائه، وقادها بسرعة جنونية على خط بير نبالا القدس، ولم يسر الأمر كما خطط له، حينما لم يتمكن من كبح جماح سيارته بعد أن عاجلته شاحنة لنقل الباطون، ليصبح تاريخ ميلاده هو تاريخاً لوفاته كذلك.

ارتفاعٌ متزايد

 ظاهرة ارتفاع حوادث السير في الأراضي الفلسطينية باتت مؤرقة ومزعجة، حيث حصدت أرواح المئات من الأبرياء، وأصبحت حديث الساعة، لارتفاع نسبتها في كل عام أكثر من سابقه.

ووفقاً لدائرة العلاقات العامة في الشرطة الفلسطينية فقد حصدت حوادث السير عام 2017م نحو 108 حالات وفاة، فيما حصدت حتى نهاية عام 2018م  نحو 125 حالة وفاة أخرى من بين ثلاثة عشر ألف حادث سير.

 وقد شكل ذلك ارتفاعاً بنسبة 7% عن العام السابق، فيما بلغت الوفيات بسبب حوادث الطرق في الاراضي الفلسطينية حتى النصف الاول من العام الحالي 2019م نحو 63 حالة وفاة .

Nr11c.jpeg
 

أسباب الحوادث

 ويرى الناطق الاعلامي باسم الشرطة الفلسطينية لؤي ارزيقات أن أهم سبب في زيادة  حوادث السير المؤدية للوفيات هي عدم التقيد بالقواعد المرورية.

وأوضح ازريقات لوكالة "سند للأنباء" أن هناك ثلاثة أسباب تؤدي الى الوفاة الحتمية في حوادث الطرق هي السرعة الزائدة غير المضبوطة والتي لا يستطيع السائق من خلالها التحكم في مركبته، ما يؤدي لانحرافها عن مسارها واصطدامها بمركبة أخرى .

أما السبب الثاني فهو الحديث عبر الهاتف النقال خلال قيادة المركبة، فيكون السائق شارد الذهن ومنشغل عن القيادة بنسبة كبيرة جداً، ما يسبب له التشتت وعدم التركيز خلال سيره في الطريق.

ويشير ازريقات إلى أن التجاوز غير المضبوط وخاصة على الطرق السريعة يسبب أيضاً حوادث السير، حيث يتجاوز السائق بسيارته عدة سيارات وربما في منطقة مغلقة غير مكشوفة.

ولفت إلى أنه بالعادة يكون الخط المروري الفاصل بين الخطين متواصل وليس متقطع، وحتى التجاوز عن الخط المتقطع المسموح به يحتاج الى انتباه دقيق، لذلك الكثير من حوادث الوفاة سببها هذا التجاوز غير المضبوط .

الالتزام واجبٌ شرعي

أستاذ الفقه الإسلامي في جامعة القدس حسام الدين عفانة يؤكد أن الالتزام بقوانين السير واجب شرعي، ولا يجوز التعمد بمخالفتها حتى ولو كانت قوانين وضعية .

ويشير خلاله حديثه لوكالة " سند للأنباء" أن حفظ النفس من مقاصد الشريعة الخمس، وأن القواعد والقوانين المرورية وجدت للحفاظ على النفس البشرية فلا يجوز مخالفتها لما قد يترتب على ذلك من إزهاقٍ للنفوس.

ويذكر عفانة أن قيادة السيارة خارج إطار هذه القوانين وعدم الالتزام بها، أو السياقة دون رخصة أو قيادة مركبة غير قانونية ورسمية يعتبر مخالف للشرع.

ويبين أنه في حال حصل حادث سير، وأدى إلى الوفاة من قبل هذا السائق المستهتر غير الملتزم بالقواعد القانونية، فإن ذلك لا يعتبر قتل خطأ، وربما يصل إلى قتل شبه العمد . 

مناطق خارج السيطرة

وحسب الإحصائيات الواردة في تقرير المرور السنوي للشرطة الفلسطينية، فإن حوادث السير التي تشترك بها النساء ارتفعت بنسبة 57.5.%.

وسجلت محافظة رام الله والبيرة العدد الأكبر من حوادث السير، حيث سجلت بعدد 3763 حادث سير عام 2018 و3012 حادث سير خلال عام 2017.

 وجاءت نابلس في المرتبة الثانية، حيث سجلت وقوع 2678 حادثا، وجنين في المرتبة الثالثة والتي سجلت 1470 حادث سير، تليها الخليل في المرتبة الرابعة والتي بلغ عدد الحوادث فيها 1396.

 فيما سجلت محافظة طولكرم الانخفاض الوحيد بين المحافظات خلال العام الماضي بـ 599 حادث سير مقارنة بالعام الذي سبقه 2017 حيث سجلت 807 حادث سير.

وينوه ارزيقات، أن النسبة الأكبر من حالات الوفيات (59.2%) وقعت في مناطق خارج السيطرة الفلسطينية وعلى الطرقات الخارجية بمعدل 71 حالة وفاة، و54 حالة داخل مناطق السيطرة.

ويرجع ازريقات السبب في ذلك، لعدم تواجد الشرطة الفلسطينية فيها بسبب الاحتلال وشعور السائق بأنه غير مراقب، وأن هذه الطرقات غير مجهزة بالمعايير المرورية الصحيحة، وهي تفتح شهية السائق لارتكاب الأخطاء القاتلة كالسرعة والتجاوز الخاطئ.

ويرصد تقرير المرور بأن الذكور يشكلون النسبة الأكبر من حيث حالات الوفاة بسبب حوادث السير بنسبة 77.6%.

hwadesuhahsahwawawaw.jpg