الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

عقاب جنين.. ردعٌ إسرائيلي يترنح أمام "أيقونة المواجهة"

حجم الخط
مخيم جنين1
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

عادت إسرائيل من خلال فرض العقوبات على جنين بعد الأحداث الأخيرة، لسياسة قديمة تهدف لـ "كسر" شوكة المقاومة الفلسطينية، ولـ "ردع" الحاضنة الشعبية الواسعة التي يحظى بها المقاومون وأهالي منفذي العمليات الفدائية.

وحملت العقوبات التي أقرها وزير جيش الاحتلال بيني غانتس مساء أول أمس السبت نمطًا اقتصاديًا، تتعلق بتصاريح كبار ورجال الأعمال (BMC)، ومنع وصول فلسطينيي الداخل لجنين.

إلى جانب ذلك، كثفت قوات الاحتلال من اقتحاماتها واعتداءاتها العسكرية على جنين ومخيمها في سعي لفصلها عن باقي مناطق الضفة الغربية، ضمن سياسة العقِاب الجماعي فهل تنجح في تحقيق أهدافها؟

المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد، يقول إن هدف الاحتلال من وراء العقوبات الأخيرة على جنين وشمال الضفة، هو "استعادة الأمن ولمسه واقعاً من قبل الإسرائيليين"، خاصة بعد التطوّر النوعي في العمليات الفدائية الأخيرة التي هزّت "المنظومة الأمنية" في إسرائيل باعتراف المستويات السياسية والعسكرية فيها.

ويُوضح "شديد" لـ "وكالة سند للأنباء" أن العقوبات الجماعية على جنين أخذت الطابع الحياتي والاقتصادي وهذا امتداد لسياسة "الجزرة والعصى"، بفرض العقاب على المنطقة التي يخرج منها منفذي العمليات، والإبقاء على ما يسميه بـ "التسهيلات" على المناطق التي تشهد هدوءًا ملحوظًا، مؤكدًا أنه أسلوب فاشل وفق التجارب الماضية.

ويُدّعم حديثه: "أفيغدور ليبرمان اتبع السياسة ذاتها حين كان وزيرًا للجيش بين عامي 2015 و2016، إذ صنّف 10 مناطق فلسطينية إلى جيّدة وشريرة مع بداية انطلاق عمليات الطعن، وبناءً عليه حرم سُكان من تصاريح العمل والتجار، بينما حاول تقديم مشاريع وخدمات للمناطق الهادئة، لكنّ ما النتيجة؟ اتسعت العمليات الفردية وتطوّرت أساليبها وفشلت إسرائيل".

تحريض وتغيير وجهة الغضب

ويعتبر "شديد" أن العقلية الإسرائيلية  تسعى لـ "نقل أزمتها  إلى داخل جنين، ومحاولة تحريض الناس على منفذي العمليات، بحيث يصبح غضبهم موجه على المقاومة، لا عليها كمصدر للتوتر والعدوان والقتل اليومي" لافتًا إلى أنه "أسلوب سيثبت فشله مع أول عملية سيكون منفذها قادم من خارج جنين".

ويبرز الجهل الإسرائيلي _تبعًا لشديد_ في عدم استيعاب أن الحلول الأمنية لا يمكن أن تجدي نفعاً وأن المجتمع الفلسطيني ينظر إلى المقاومين ومنفذي العمليات بعين "الفخر والاعتزاز"، ويقدرهم ومستعد أن يدفع أثمان باهظة من أجلهم.

من جانبه يعتقد رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض، أن الهدف من عقاب جنين لا يتوقف عند العقاب الجماعي وملاحقة المواطنين في أرزاقهم، وإنما محاولة إسرائيلية لوضع  الكرة في الملعب الفلسطيني، وسعياً لـ "خلق حالة جدل" حول عمليات المقاومة، وتجريد الفدائي من الحاضنة الشعبية وحالة التكريم التي يحوزها.

تجربة فاشلة

"عوض" يتفق مع "شديد" خلال حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" على "فشل هذه العقوبات في تحقيق أهدافها قياسًا على تجارب سابقة أثبتت أن ذلك لا يؤثر على عمليات المقاومة ولا سلوك المقاومين ولا على الحالة الشعبية الحاضنة لهم".

ويُشير إلى أنها ليست جديدة ولن تغير بالواقع كثيراً كونها تتعلق بشكلٍ أساسي بالحواجز المنتشرة، ومنع التنقل والحركة، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي لم تتوقف يومًا ما، مضيفًا أن العمليات الفردية معروفة الأسباب والأهداف من قِبل الاحتلال؛ لأن سياسته وانتهاكاته بحق الأرض والمقدسات تدفع بالفلسطيني نحو المواجهة.

ويُؤكد "عوض" أن القبضة الأمنية التي يرسم الاحتلال سياسته من خلالها ثبت أنها "لن تحقق الهدوء، وبات صناع القرار في إسرائيل على يقين من ذلك، وأنه لا خيار أمامهم سوى تسوية سياسية حقيقية فيها أفق للحرية والحقوق والكرامة".

نتائج عكسية

إلى ذلك يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل عماد بشتاوي، إن الفلسطينيين اعتادوا على العقوبات الإسرائيلية التي تُفرض عليهم عقب تنفيذ عمليات المقاومة، بل باتت إسرائيل متيقنة أن هذه الإجراءات لن تأتي بثمار جيدة لها، وإنما بنتائج عكسية ومزيد من التدهور والتآكل في أمنها.

ويُردف "بشتاوي" لـ "وكالة سند للأنباء" أن التناقض الإسرائيلي في العقوبات ظهر بالسماح للعمال بالدخول إلى إسرائيل، وفي الوقت ذاته حاولت التضييق على التجار بوقف تصاريحهم، ومنع فلسطينيي الداخل من الوصول لجنين، في محاولة منها لاستغلال ورقة التجار للضغط على المواطنين، ومحاولة عكس الصورة السلبية للحياة الاقتصادية كنتيجة لأعمال المقاومة.

وبالرغم من ذلك فإن التأييد الشعبي لأعمال المقاومة يتسع يومًا بعد آخر، فبعد "الشعور مؤخراً بغطرسة الاحتلال واستباحته للضفة دون أن مواجهة وردع، جاءت هذه العمليات كحالة للتعبير عن رفض سلوكيات الاحتلال" بحسب "بشتاوي".

ويزيد: "بل إن جنين بعد العمليات الأخيرة، أصبحت نموذجًا يتغنى الفلسطينيون بأمجادها ومقاوميها وصمود أهلها، وأُعيدت لها لقب أيقونة المواجهة الفلسطينية ضد الاحتلال".

ويختم "ضيف سند": "أن المواجهات اليومية في جنين وتصدى الفلسطينيون لأي اقتحامات إسرائيلية أو اعتقالات، إضافة لإسنادهم لأهالي الشهداء ومنفذي العمليات، تُظهر حالة اللامبالاة تجاه العقوبات وتؤكد أنها لن تؤثر على سلوك المقاومة ولا على حاضنتها الشعبية".

ومنذ بداية مارس/ آذار المنصرم، تشهد الأراضي الفلسطينية بروزًا للعمليات الفدائية الفردية والمواجهات المباشرة مع الاحتلال، رفضًا لاعتداءات الأخير المستمرة بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم، أسفرت عن مقتل 14 إسرائيليًا، واستشهاد 19 فلسطينيًا غالبيتهم من جنين.