الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"المسعودية".. الاستيطان ينهش آخر معالم سكة الحجاز التاريخية

حجم الخط
المسعودية
أحلام عبد الله - وكالة سند للأنباء

على مقربة من قرية برقة شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية، تأسرك مشاهد الطبيعة الممزوجة بعبق التاريخ في منطقة المسعودية، التي تضم الأثر الوحيد المتبقي من سكة حديد الحجاز التي كانت تجوب الدول العربية خلال العهد العثماني وحتى مطلع الحرب العالمية الأولى.

ولمكانتها التاريخية وموقعها الاستيراتيجي، وضع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المسعودية في دائرة الاستهداف، من خلال السيطرة على أراضيها ومنع الفلسطينيين من العمل والتطوير فيها، على الرغم من أنها تعد متنزها ومتنفسا لأهالي برقة ونابلس بشكل عام.

تاريخ من الاستهداف

ويمتد تاريخ صراع المسعودية مع الاحتلال وأطماع المستوطنين بالسيطرة عليها لسنوات طويلة، بحسب رئيس مجلس برقة السابق جهاد صلاح.

ويضيف "صلاح" لـ "وكالة سند للأنباء": "أن المسعودية التي تمتد على أرض تبلغ مساحتها نحو 27 دونماً، كانت محطة قطار في زمن الدولة العثمانية، لسكة كانت تجوب الدول العربية من عام 1907 إلى عام 1917 مطلع الحرب العالمية الأولى".

وفي عام 1956 اقتطعت إسرائيل أجزاءً من سكة الحجاز واستخدمتها إضافة لحديد سكة أخرى أنشأتها بريطانيا لعمل خط بارليف، وخلال أعوام 1975 و1998 و2010 حاول المستوطنون الاستيلاء على المنطقة وفشلوا، والآن يعاود الاحتلال الكرّة بمنحه تسهيلات للمستوطنين، وتحويل الشارع الرئيسي لشارع الموت بسبب اعتداءات المستوطنين، وفق "صلاح".

وتعيش بالمسعودية 15 عائلة فلسطينية، لا يكترث الاحتلال لمعاناتهم ومعاناة عشرات المزارعين حولهم.

ويُتابع "ضيف سند" أن "أهالي القرية انتفضوا طيلة السنوات الماضية للدفاع عن أرضهم، وترجموا ذلك على الأرض بمسيرات وفعاليات مختلفة في محاولة لوقف مصادرة المسعودية لصالح الاستيطان".

2.jpg

ويُنبه إلى أن سلطات الاحتلال تمنع أي محاولات لترميم المنطقة للمحافظة على تاريخها، إضافة لإصدار قرارات متكررة بهدم متنزه المسعودية.

تقسيم الأرض

ولتكريس سيطرته على الأرض، قسّم الاحتلال أرض المسعودية لأراضي "ج" تابعة لسيطرته وأخرى "ب" خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.

ويشير "إلى أن الاحتلال يستهدف المسعودية بتقسيمها إلى منطقتين، ويمنع أي أعمال بناء أو حتى زراعة أشجار في المناطق التابعة له".

ويمضي: "خلال عام 2010 تم تشكيل لجنة إعمار المسعودية، من أجل الحفاظ عليها وتم إنشاء متنزه وطني ووحدة صحية فيها عام 2014، إلا أن الاحتلال هدمها بحجة أنها موجودة في المناطق المصنفة "ج".

ويسعى الفلسطينيون لتطوير متنزه المسعودية، الذي لم تتوفر إمكانيات مادية لإقامته إلا بعد مدة طويلة من خلال إحدى المؤسسات الداعمة.

أطماع استيطانية

ولم تسلم 15 عائلة فلسطينية سكنت المسعودية من أجل إعمارها، من حصار الاحتلال لها، وهجمات المستوطنين.

الناشط ضد الاستيطان في قرية برقة ذياب حجي يقول: "إن الاحتلال حاصر بيوت المسعودية لمدة 70 يوما، وأغلق الطرق المؤدية إليها ما اضطر أهلها لسلك طرق وعرة وترابية من أجل الدخول والخروج منها".

ويورد "حجي" لـ "وكالة سند للأنباء": "أن المسعودية وقرية برقة لم تسلما من هجمات المستوطنين واعتدائهم على المنازل وإغلاق طرقها الفرعية التي تؤدي إليها".

ويسعى المستوطنون للاستيلاء على المسعودية بربطها بمدينة سبسطية المجاورة لها، حيث يزعمون أنها جزء من الحديقة الوطنية التوراتية التي تضم المنطقتين ويعتبرونها تابعة لهم، وينظمون زيارات أسبوعية عليها، وفق "حجي".

ويُشير إلى أن "المستوطنين يتعمدون اقتحام المسعودية كل أسبوع، ما ينذر بوجود مخططات للسيطرة على المبنى التراثي الوحيد فيها"، موضحًا أن الاحتلال وضع حاجزاً ثابتاً على مدخل المسعودية، للتنغيص على أهلها وحماية المستوطنين خلال اقتحامهم لتلك المنطقة.

ويهدف المستوطنون من خلال السيطرة على المسعودية لإنشاء متحف داخلها، حيث عملوا على مسح الأرض أكثر من مرة، لتسهيل السيطرة عليها.

ويختم "حجي" حديثه: "أنه أمام غول الاستيطان وتعدد أشكاله، لا يملك الأهالي أي حل إلا التصدي بثباتهم فوق الأرض، وتشجيع الفلسطينيين على القدوم إلى المنطقة وإعمارها".
 

3.jpg