الساعة 00:00 م
الأربعاء 08 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.63 جنيه إسترليني
5.22 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

"ميحولا".. أول خنجر استيطاني في خاصرة الضفة وأغوارها

حجم الخط
مستوطنات
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

على أنقاض قرية الفارسية المدمرة عام 1967، وضعت العصابات الاستيطانية النواة الأولى لمستوطنة "ميحولا" في الأغوار الشمالية، لتنهش أنيابها لاحقا ثلث أراضي الأغوار، وتضع يدها على أغنى مصادرها المائية.

وتزامن إنشاء "ميحولا" كأول مستوطنة في الضفة الغربية والأغوار الشمالية، مع إنشاء أول معسكر في منطقة وادي المالح في يناير/ كانون ثاني عام 1968، ليُغرسا في خاصرة الأرض الفلسطينية، التي لم تكن قد استفاقت من صدمة الجريمة باحتلال الضفة وغزة، بحسب الخبير في انتهاكات الأغوار الفلسطينية عارف دراغمة.

ويقول "دراغمة" لـ"وكالة سند للأنباء" إن مستوطنة "ميحولا" بدأت بابتلاع 300 دونم، لتتسع فيما بعد وتنهب مساحات شاسعة من منطقة الفارسية وما حولها، لتصل نسبة الأراضي المصادرة لمصلحة المستوطنة إلى 37% من أراضي الأغوار الشمالية.

ونظرًا لغنى الأغوار بالمياه الجوفية والسطحية، يكشف "دراغمة" عن بسط "ميحولا" سيطرتها على 80% من مياه الأغوار الشمالية عبر شركة "ميكوروت" الإسرائيلية للمياه.

وحفرت سلطات الاحتلال عشرات الآبار في الأغوار الشمالية، وصل عمقها لنحو 3000 متر، وجفّت على إثرها سبعون عينًا من الينابيع الغزيرة في المنطقة، لتنعم بها ويعيش أصحابها العطش والجفاف.

مخطط استيطاني كبير

ويعرف عن خشيته من إعلان "ميحولا" كأول مدينة استيطانية، مشيرا إلى أن ذلك أحد المخططات الإسرائيلية التي يجري العمل عليها في الأغوار، إلى جانب ست مستوطنات أخرى محاذية لبعضها البعض على أرض الفارسية.

وبالرغم من تغوّل الاستيطان، يتشبث أهالي الفارسية بأرضهم يرفضون التهجير، ويوضح "دراغمة" أن بضع العائلات في الفارسية، يواجهون التهديد والتمدد الاستيطاني للمستوطنات القريبة من أراضيهم كمستوطنة "سلعيت" و"خلة حمد" و"شدموت ميحولا" و"روتم".

ويردف: "أن أهالي الفارسية صمدوا وما زالوا في مواجهة الهدم المتكرر لمنشآتهم الزراعية وخيمهم، إضافة لبقائهم في أراضيهم رغم التواجد العسكري الدائم فيها وإقامة مناورات تدريب عسكري بالقرب من منازلهم".

استيطان وقهر!

بدوره، يقول الناشط فارس الفقهاء إن شركة "ميكوروت" الإسرائيلية حفرت آبارًا في المنطقة المسماة "بردلة 1+2 "على أعماق سحيقة، نضبت معها ينابيع الفلسطينيين بينما نشطت زراعات المستوطنات ومنها مشاريع "ميحولا".

ويضيف "الفقهاء" لـ "وكالة سند للأنباء": أنه خلال سبعينات القرن الماضي، اتفق عدد من وجهاء المنطقة مع شركة "ميكروت" وقف استغلال مياه العيون والينابيع مقابل حصص مائية تشترى من الشركة، وهو ما أحدث نقلة في الاعتماد على شراء المياه وما ترتب عليها من تبعات سلبية.

ويصف الناشط الذي تملك عائلته وأقاربه أراض في قلب المستوطنة عمالة الفلسطينيين في مشاريع ومصانع "ميحولا" بـ"المؤرق"، مردفًا: "أن أسوأ ما في الأمر هو عمل من صودرت أراضيهم لمصلحة المستوطنة ويعملون الآن فيها، وهو شكل من أشكال القهر الذي نعيشه".

كنز اقتصادي

وتحولت ميحولا لخيار زراعي استراتيجي وقبلة اقتصادية للاحتلال، حيث تمتد فيها البيوت البلاستيكية الزراعية وحقول النخيل على مسافات شاسعة.

رئيس المجلس المحلي لقرية "كردلة" المجاورة لـ"ميحولا" غسان الفقهاء يشير إلى أن "المستوطنة تعتمد على النشاط الزراعي المنوّع، وهو ما أكسبها مردودا ماليا عاليا من بساتين الحمضيات على مساحة 800 دونم إضافة للنخيل والأعشاب الطبية التي تميز زراعتها".

ويورد "الفقهاء" لـ "وكالة سند للأنباء" أن المستوطنة تضم مصانع غير زراعية، كمصانع تحميص وتعبئة المكسرات، وهو ما يعطي المستوطنة التنوع الإنتاجي والمادي.