الساعة 00:00 م
الإثنين 20 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.69 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تنهار الحكومة الإسرائيلية بعد تهديدات "غانتس" وشروطه؟

استطلاع: 38% من طلاب "راسل" يعتقدون أن 7 أكتوبر مقاومة

بالصور قفزٌ عن الجدار ومتاعب أخرى في سبيل الوصول لـ "الأقصى"

حجم الخط
جدار الفصل العنصري
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

رغم الطريق الشّاق والوعر الذي يسلكوه والملاحقة الإسرائيلية التي قد تنتهي بالاعتقال أو الإصابة، وحرمان الوصول، إلا أن أهالي الضفة الغربية لا يكفون عن محاولاتهم الدائمة خلال شهر رمضان الفضيل كل عام، للصلاة والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، خاصة في أيام الجمع والعشر الأواخر.  

وكثف جيش الاحتلال تواجده خلال رمضان، حول فتحات جدار الفصل العنصري الممتد من شمال الضفة لجنوبها، خاصة ليلة السابع والعشرين من الشهر الكريم (ليلة القدر)، ولاحقت الممنوعين من دخول "الأقصى" بالرصاص والغاز المسيل للدموع، والضرب المبرح.

وتحرم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الفلسطينيين الذين تقلّ أعمارهم عن 40 عامًا، من الوصول إلى المسجد الأقصى، في تشترط الحصول تصاريح دخول خاصة على من تتراوح أعمارهم بين (40 - 50 عامًا).

أحد الشبّان (25 عامًا) الذين تمكنوا من اجتياز الجدار، وإحياء ليلة القدر في "الأقصى" يتحدث لـ "وكالة سند للأنباء" عن تجربة وصوله من مدينة الخليل إلى القدس، قائلًا: "كنت مصرًا على الصلاة في الأقصى رغم تشديدات الاحتلال، ودون المرور عبر الحواجز التي لا يُمكنني أصلًا اجتيازها".

خرج الشاب (فضّل عدم كشف اسمه) في جنح الظلام إلى فتحة بالجدار الذي يصل ارتفاعه لنحو 8-10 أمتار قرب بيت لحم، وتمكن من اجتيازه مستخدمًا "حِبال"، يُضيف: "لقد كان الطريق شاقًا ومرهقًا، لكن منذ اللحظة الأولى التي وقفت فيها أمام قبة الصخرة، تلاشى كل التعب، فأنا أعيش حلمي، واقعًا".

الشاب الذي لايزال متواجدًا في باحات "الأقصى" يصف هذه الأيام بـ "الأجمل على الإطلاق"، مشيرًا إلى أنه يتواجد مع عدد من أصدقائه من مدن وبلدات الضفة، الذين يجتمعون سنويًا في المسجد الأقصى ويعتكفون حتى ليلة العيد.

ويُكمل بنشوةٍ المنتصر: "نفشل في كثير من الأحيان باجتياز الجدار بسبب العوائق الإسرائيلية، لكن لم نستسلم يومًا لها، ونصرّ على المحاولة مجددًا للوصول إلى مسجدنا، مهما كل ذلك من ثمن".

1.jpg
 

أما أحمد شلالدة ( 30 عاماً) من بلدة سعير شرق الخليل حاول في الجمعة الأخيرة من رمضان  الوصول للمسجد الأقصى عبر فتحات الجدار، بعد رفضه بذريعة "المنع الأمني"، لكنّه سقط من أعلى الجدار بارتفاع 4 أمتار ما أدى لإصابته بكسور.

وتوجه "أحمد" فجرًا مع عشرات الشبان إلى الحاجز، وتم رفضه مع تسليمه بلاغًا لمقابلة مخابرات الاحتلال، لكنه لم يكترث وأصرّ برفقة آخرين على سلوك طرق وعرة واجتياز أسلاك الجدار الشائكة للوصول إلى "الأقصى"، انتهى ذلك بإصابته بكسور.

يقول عيسى شلالدة، والد "أحمد" لـ "وكالة سند للأنباء"، إن نجله أصيب بكسور في ساقه، وكسر في الفقرة الثانية من عموده الفقري مما أدى لتفتتها، خلال محاولته اجتياز الجدار رغبة منه في الوصول لـ "الأقصى" والصلاة فيه بعد منعه من قِبل الاحتلال.

ويُشير إلى أن الشبان المرافقين لـ "أحمد" تمكنوا من اجتياز الجدار بارتفاع 12 متر، والقفز عنه قبل أن تحضر مركبة لجيش الاحتلال، وتشرع بملاحقتهم، وإطلاق قنابل الغاز عليهم، موضحًا أن "نجله حينها حاول الإسراع في النزول خشية اعتقاله، ما أدى لسقوطه وإصابته بجراحٍ خطيرة بحسب وصف الأطباء، خضع على إثرها لعملية امتدت لـ 6 ساعات".

وأصيب ليلة القدر هذا العام، أربعة فلسطينيين من سكان الضفة بكسور ورضوض في أنحاء متفرقة من أجسادهم، جراء سقوطهم من الجدار أثناء محاولتهم التسلق للوصول إلى المسجد الأقصى.

من بينهم هؤلاء الشابين حارث عودة من قلقيلية، ومحمد عطا من مخيم الجلزون برام الله،  الذي أُصيب بكسر في العمود الفقري وفي القدمين، ورضوض في أنحاء متفرّقة من الجسم، واضطر الأطباء لتركيب "بلاتين" في قدمه.

3.jpeg

حارث عودة 2.jpeg
 

ووفقًا لدائرة الأوقاف الإسلاميّة في القدس، فإن رُبع مليون فلسطينيّ تواجدوا في باحات "الأقصى" ليلة السابع والعشرين من رمضان، رغم التّشديدات الإسرائيلية.

سياسة عنصرية متطرفة..

أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، والذي منعه الاحتلال أيضًا مع الآلاف من المواطنين من الوصول لـ "الأقصى" يوم الجمعة الماضي، يؤكد على أن إجراءات الاحتلال تكذب ادعاءاته أنه يسمح بحرية العبادة.

ويقول "البرغوثي" لـ "وكالة سند للأنباء" إن إجراءات التنكيل والقمع الوحشي، تدل على أن إسرائيل تمارس سياسة عنصرية متطرفة إجرامية ضد الشعب الفلسطيني، وتشكل مظهراً من مظاهر الأبارتهيد والاضطهاد.

ويستدرك: "لكن مشاهد الشبّان وهم يحاولون اجتياز فتحات الجدار ووقوفهم على الحواجز رغم الإذلال الذي يرونه من جنود الاحتلال، يدل على مقاومة الفلسطينيين لكل إجراءات التنكيل، والإصرار على الوصول للمسجد الأقصى وممارسة حقهم في العبادة".

يُذكر أن نحو 160 ألف مصلّ أدّوا صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى، رغم الإجراءات العسكرية الإسرائيلية في محيط القدس وبلدتها القديمة، والطرق المؤدية إلى "الأقصى".