الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالفيديو والصور المحرر "الكيلاني".. نال المرض من جسده والإهمال الطبي أورثه السرطان

حجم الخط
المحرر إيهاب الكيلاني
نابلس-وكالة سند للأنباء

على سرير بالمستشفى الوطني بمدينة نابلس يرقد الأسير المحرر إيهاب زيد الكيلاني (40 عاما)، مُطلِقاً بين الفينة والأخرى صرخات وآهات تعكس مقدار الأوجاع التي يشعر بها.

وغادر " الكيلاني" سجون الاحتلال منتصف شهر رمضان المنصرم، حاملا معه مرض السرطان الذي تفشى في كامل جسده ونخر عظامه وأعضاءه الداخلية، ليجد نفسه حبيس المستشفى وأوجاع جسده.

لم يقوَ إيهاب على التحدث لنا من شدة الألم، لكن شقيقه إحسان أطلعنا على حقيقة ما جرى له من إهمال طبي متعمد داخل السجون.

يقول شقيق المحرر "الكيلاني" لـ "وكالة سند للأنباء"، "عندما أفرج الاحتلال عن إيهاب كان يشكو من ألم في كتفه ورأسه، وبعد إجراء الفحوصات والصور الطبية أقر الأطباء أنه يعاني من الغضاريف".

ويتابع: "قبل أيام تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، وبدأت تظهر على جسده حبوب تشبه الجدري، فنقلناه إلى المستشفى، ووضع تحت المراقبة، وأجريت له صورة طبقية ليتبين أنه مصاب بالسرطان من الدرجة الرابعة".

وتعرض الأسير المحرر "الكيلاني" للاعتقال منذ عام 2007 سبع مرات، وأمضى في سجون الاحتلال قرابة الأربع سنوات ونصف السنة معظمها في الاعتقال الإداري بلا لائحة اتهام.

وفي فترات الحرية، استطاع أن يتزوج ويكوّن أسرة من 4 أطفال أصغرهم طفلة في الثالثة من عمرها.

ويشير شقيق "الكيلاني"، "إلى أنه حتى اعتقاله الأخير بتاريخ 15/10/2021 كان إيهاب يتمتع بصحة جيدة، وقبل 10 أيام من اعتقاله، أجريت له صورة طبية في مستشفى رفيديا ولم يكن يعاني من أي مشكلة".

ويؤكد "أن شقيقه إيهاب أمضى فترة اعتقاله الأخير في سجني مجدو والنقب، وصدر بحقه قرار بالاعتقال الإداري 4 شهور، وبعد انتهائها جددت 4 شهور أخرى، خفضت إلى شهرين".

إيهاب الكيلاني.jpg
 

دواء مجهول

وبدأ المحرر إيهاب الكيلاني يعاني الكثير من الآلام داخل سجني النقب ومجدو، وطلب من الإدارة تقديم العلاج اللازم له، إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

ويردف ضيف "سند"، " أنه بعد صراع مرير مع إدارة السجن، أجريت له فحوصات بالدم، وعلى إثرها بدأ رحلة العلاج بالمسكنات، وقدم له السجانون 15 حبة مسكن يوميا وقطرة يشربها بعد مزجها بالماء".

ويستدرك: "لا نعلم بشكل مؤكد ما الذي كانوا يعطونه غير المسكنات، ولا نستبعد أن يكونوا قد تعمدوا إعطائه بعض العقاقير المضرة كما حصل مع غيره من الأسرى الذين ساءت حالتهم لاحقا وبعضهم استشهد".

وبدأت أعراض المرض تظهر على الأسير المحرر "الكيلاني" قبل 5 شهور وفق تقديرات الأطباء، وهي الفترة التي كان فيها رهن الاعتقال والإهمال الطبي.

ويحمل شقيق الأسير المحرر "الكيلاني"، الاحتلال وإدارة السجون كامل المسؤولية عما وصلت إليه حالة أخيه، بسبب الإهمال الطبي الذي تعرض له داخل سجون الاحتلال.

إهمال متعمد

ويعيد ملف المحرر زيد فتح ملف الإهمال الطبي المتجدد في سجون الاحتلال، والذي أودى بحياة العديد من الأسرى الفلسطينيين داخل الأسر.

منسق اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى، مظفر ذوقان يقول لـ"وكالة سند للأنباء"، "إن حالة المحرر إيهاب الكيلاني تندرج ضمن سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها إدارة السجون".

ويوضح "أنه منذ اللحظة الأولى لاعتقال أي أسير فإن مصلحة السجون هي الجهة المسؤولة عن كل ما يتعلق بحالته الصحية وظروف اعتقاله، وأي تدهور يطرأ على حالته تتحمل هي المسؤولية".

الكيلاني.jpg
 

ويؤكد "ذوقان" "أنه من غير المستبعد تورط الاحتلال بالإضرار بصحة الأسرى أو تصفية بعضهم في ظروف غامضة، كما حدث مع الأسير أنيس دولة الذي لا زال جثمانه محتجزا منذ العام 1980".

ويلفت إلى أن الأسير المضرب عن الطعام خليل العواودة يرقد في عيادة "سجن الرملة"، وتساومه إدارة السجون على نقله إلى مستشفى مدني مقابل أخذ المدعمات.

ويشير ضيف "سند"، "إلى أن الاحتلال لا يوفر الرعاية الصحية المناسبة للأسرى ويتعمد التضييق عليهم من الناحية الطبية، من خلال توفير طبيب عام يتولى تشخيص وعلاج جميع الأمراض".

ويعتبر "أن الجهاز الطبي الإسرائيلي شريك في التضييق على الأسير الفلسطيني، كما هو حال الجهاز القضائي الذي يتساوق مع أجندات مخابرات الاحتلال".

ويلفت" ذوقان" "أنه من حق الأسير أن يقاضي الاحتلال على الإهمال الطبي ورفعها لمحكمة الجنايات الدولية، مشددا على أن هيئة شؤون الأسرى تتابع العديد من الملفات حول الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى، ومنها الإهمال الطبي".

والأسير المحرر "زيد هو واحد من 600 أسير فلسطيني يقول حقوقيون فلسطينيون إنهم يواجهون سياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، من بينهم 200 أسيرًا يعانون من أمراض، مزمنة منهم 22 أسيرًا يعانون من مرض السرطان والأورام بدرجات مختلفة.