الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالصور "خل الخشب".. مُنتج مُبتكر يُعالج مشاكل التربة في غزة

حجم الخط
خل الخشب
أحلام عبد الله - وكالة سند للأنباء

هنا في قطاع غزة، تربةٌ تحولت من صالحة تنمو فيها النباتات نموّاً سليماً، إلى تربةٍ فاسدة مشبعة بمبيدات حشرية أو ملوثات كيميائية، وملوحة المياه، إضافة للأثر السلبي عليها الناتج عن التقلبات الجوية الحارة والباردة _ على حد سواء_ ما ألحق أضرارًا فادحة بالبيئة وجودة المزروعات.

وفي محاولةٍ منهما لمعالجة مشاكل التربة التي تواجه المزارعين في القطاع، تمكن الفلسطينيان محسن أحمد (38 عامًا)، وآمنة العفيفي (29 عامًا)، من استخلاص مُنتجا "خل الخشب"، و"البيوشار" من أخشاب الأشجار المُقلّمة، باستخدام تقنية التقطير الحراري.

خل الخشب1 (2).jpeg
 

وتقول "آمنة" خريجة تخصص بكالوريوس كيمياء عامة، لـ "وكالة سند للأنباء" إن فكرة إنتاج "خل الخشب" جاءت بسبب "ارتفاع نسبة الملوحة في المياه، والأمراض التي لحقت بالتربة في السنوات الأخيرة، ما أثر سلبًا على جودة المزروعات لاحقًا".

وتُعرّف ضيفتنا خل الخشب بـ "روح الخشب أيضًا، وهو مستخلص طبيعي 100%، ينتج عن طريق التقطير الجاف لأخشاب الأشجار، ولونه عسلي شفاف يميل إلى الإحمرار في بعض الأحيان، وذو حموضة 3.5 pH".

أما مادة "البيوشار" فهو الفحم الناتج من احتراق الخشب الذي يُستخلص منه الخل، وتُشير "آمنة" إلى أنهما استخدماه برفقة الخل لمعالجة مشكل التربة.

وبدأ مشروعهما في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني 2021، واستعان ضيفا سند بأبحاث خارجية تناولت هذا الموضوع، بالإضافة لتجريب عدة أنواع من الأخشاب، وصولًا لخشب الحمضيات.

ونجح "أحمد" و"العفيفي" في تصنيع جهاز يدوي بتكلفة منخفضة، وخضع للتجربة في إحدى الحقول الزراعية لاستخراج "خل الخشب"، وتُشير ضيفتنا إلى أن هذا الجهاز هو بديل عن آخر ذو تكلفة عالية، من المفترض توفره في القطاع لكن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخوله إلى غزة.

خل الخشب.jpeg
 

مراحل الإنتاج..

وفي سؤالنا عن آلية إنتاج مستخلص "خل الخشب" توضح أن الجهاز يتكون من برميل حديدي للطمر والتحلل بمعزل عن الأوكسجين، ويُوضع أسفله الحطب المشتعل الذي يتحلل ويخرج على شكل دخان وبخار.

ثم يمر عبر أنبوب حديدي يصل إلى برميل آخر موصول بأنبوب صغير للتقطير، وخط مياه داخله لتبريد البخار الخارج من البرميل الأول الذي يتواجد أسفله الحطب المشتعل، وتُذكر أن المياه تخرج في نهاية الخط إلى البرميل الثاني عبر صنبور ويتم تفريغها في الخارج أولًا بأول.

خل الخشب1.jpeg
 

وتلفت إلى أن أسفل البرميل يوجد صنبور يخرج منه الخل على شكل قطرات مع دخان، ومن ثم يتم وضعه في مرطبان زجاجي.

وخلال تلك العملية يفحص "عفيفي" و"أحمد" ملوحة المياه ودرجة حرارتها وحمضية الخل المُنتج من خلال جهاز قياس؛ للتأكد من مدى صلاحية وجدوى استخدامه، في عملية معالجة تتمّ وفق طريقة علمية محددة.

وفي الخطوة الأخيرة، يُفلتر "ضيفا سند" الخل المُستخرج من الخشب؛ لاستخراج العوادم وبقايا الشوائب الثقيلة، للحصول في النهاية خل نقي، تبعًا لما تورده "آمنة".

خل الخشب 9.jpeg
 

الفوائد..

وبالانتقال إلى محسن أحمد الحاصل على شهادة بكالوريوس في تكنولوجيا المعلومات، يتحدث عن فوائد "خل الخشب" "والبيوشار" قائلًا: "إنهما يُقللان من ملوحة المياه التي تؤرق المزراعين، ويقلل من الحاجة إلى السماد بنسبة 50%، بالإضافة إلى تسريع نمو المزروعات".

ويُسهب "أحمد" خلال اتصالٍ مع "وكالة سند للأنباء": "كما يعملان على  القضاء على بكتيريا "النيماتودا" التي تصيب جذور النباتات بأنواعها كافة وتدمّرها، وتساهمان في تقوية الجذور، وتحسين لون وطعم وثبات ومتانة الثمار، وزيادة السكر في الثمرة وتقليل الحاجة إلى الماء".

يصلح "خل الخشب" و"البيوشار" لكافة أنواع النباتات وفي جميع الفصول ولكن تختلف نسبة استخدامه من نبتة لأخرى، وفي المحاصيل الخضرية يُمكن للمزراع استخدامهما عند حراثته للأرض، وبعدها 3 مرات _تبعًا لأحمد_، أما في الأشجار المعمرة يُستخدم عند الحراثة، وبعدها مرة واحدة فقط.

ويؤكد ضيفنا أنه تم إخضاع "الخل" و"البيوشار" للتجربة على السماد العادي والمياه، وأثبت كفاءته خلاف السماد الكيمائي المستخدم عادةً في الزراعة، موضحًا أن "البيوشار" يُستخدم في تسميد التربة ويمنع تسرب المياه لباطن الأرض، فيخفف استهلاك الأسمدة والمياه للنباتات، ويحافظ على صحة التربة والمياه الجوفية.

وفي السياق، يورد أنهم بصدد استخدام "خل الخشب" مع علف الحيوانات، بعدما أثبتت دراسات أسترالية بأنّ استخدام الخل مع العلف يزيد مناعة الحيوانات، ويُحسن من جودة ومذاقها.

عقبات المشروع..

وكغيره من المشاريع التي تواجه عقبات في طريق نجاحها، يشتكى "أحمد" معيقات تحول دون الإسراع في تطوير وتنفيذ فكرة المشروع، وأولها أن استيراد "جهاز التقطير" الذي يُمنع إدخاله لغزة بقرارٍ إسرائيلي، إضافة إلى تكلفة مواد الخام العالية، ونقص الخبرات الفنية، ما دفعهما إلى لاستشارة مهندسين من خارج القطاع.

ويطمح "ضيفا سند" في نهاية حديثهما، بأن يتمكنا من تطوير مشروعهما وتعميمه على جميع المزراعين والحقول الزراعية في قطاع غزة، في محاولة منهما لحل واحدة من أبرز المشاكل التي يُعاني منها القطاع الزراعي.

خل الخشب 4.jpeg