الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بالفيديو والصور ترقوميا.. استبسالٌ فلسطيني بالدفاع عن الأرض ضد الاستيطان

حجم الخط
مواجهات ترقوميا
يوسف الفقيه - وكالة سند للأنباء

أثار مشهد استبسال أحد الشبان الفلسطينيين في دفاعه عن نفسه وضرب جنود إسرائيليين مشاعر الفخر والإعجاب بقوته وجرأته أمام جنود مدججين بالسلاح في بلدة ترقوميا غرب الخليل بالضفة الغربية.

وظهر الشاب فايق فطافطة وهو يرفض مغادرة أرضه، بحالة اشتباك بالأيدي وهو يدافع –أعزل- عن نفسه عندما اعتدى عليه ثلاثة من جنود الاحتلال بالضرب، قبل أن يرد بلكْم أحدهم رافضا الخضوع والاستسلام أمام وابل الضربات التي كان يتلاقاها منهم.

ولاقت تلك المشاهد تفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط إعجاب بقوة الشاب "فطافطة" وقدرته على الدفاع عن نفسه رغم ما كان يتعرض له من ضرب، خلال مشاركته في فعالية في منطقة الهردش في بلدة ترقوميا لمنع مصادرة مئات الدونمات منها لمصلحة الاستيطان.

287173010_533338875157489_8583141004861424374_n.jpg
 

وأخطر الاحتلال الأسبوع الماضي، عددا من أصحاب الأراضي في منطقة الهردش بالاستيلاء على أكثر من 600 دونم (6 آلاف متر مربع) من أراضيهم في تلك المنطقة، وسلّمت إخطارات لعدد آخر بإخلاء أراضيهم المزروعة بأشجار الزيتون والعنب؛ بذريعة أنها أملاك دولة.

وتهدف سلطات الاحتلال من وراء مصادرة هذه الأراضي لإقامة مشروع استيطاني جديد يربط بين مستوطنتي " تيلم" و"وادورا".

إصرار على البقاء

المواطن محمود فطافطة (58 عاماً) يقطن في منطقة الهردش بـ "ترقوميا" منذ سبعة أعوام، في مبنى حجري في محاولة منه للحفاظ على أرضه والبقاء فيها وحمايتها من المستوطنين.

وتقطن أربع عائلات أخرى في منطقة الهردش، التي تقع بين المستوطنتين والتي تشكل مطامع كبيرة لهم منذ سنوات طويلة، بحسب "فطافطة"، مضيفًا لـ "وكالة سند للأنباء" أنه "استشعر خطر ومطامع الاحتلال قبل أعوام عندما قرر زراعة أرضه البالغ مساحتها عشرين دونماً، والمكوث فيها ليلاً ونهاراً لحمايتها من الاستيطان".

وتمكن  "فطافطة" من إقناع عدد من جيرانه وأقاربه بالعودة للمنطقة وتعمير أراضيهم من أجل حمايتها ومنع مصادرتها.

286982303_726523911886323_3133777866066637520_n.jpg
 

ويؤكد أن سكان المنطقة يمتلكون الأوراق الرسمية التي تثبت ملكيتهم للأراضي، مردفًا: "هذه الأراضي ملك خاص ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، وتهديدات الاحتلال بالإخلاء لن تتم، وأنا على قيد الحياة، ولن يتمكنوا من إخراجي من أرضي إلا شهيداً".

ويتعرض "فطافطة" وعائلته منذ سبع سنوات لمضايقات ومحاولات من الاحتلال ومستوطنيه لإرغامه على الرحيل من أرضه، حيث دفع غرامات للاحتلال بقيمة 15 ألف شيكل، بسبب مبنى سكني شيده بالمنطقة، عدا عن اعتداءات يومية من المستوطنين بالملاحقة والضرب وقلع وتكسير أشجار الزيتون.

وينتقد ما أسماه "تقصير الجهات الرسمية في دعم وتعزيز صمود المواطنين في تلك المنطقة"، مشيرًا إلى أنه لم يتلق أي دعم منذ سنوات خلال استصلاح أرضه، أو بناء مسكن له، كما أنه دفع غرامات للاحتلال من ماله الخاص.

تهديد وتحريض

عضو لجنة الدفاع عن الأراضي في بلدة ترقوميا سليمان جعافرة، يوضح أن الاحتلال سلّم إخطارات لأراضي منطقة الهردش، بين مستوطنتي "ادورا" و"تيلم"، وهي المنطقة المستهدفة منذ فترة طويلة لمصلحة الامتداد بين المستوطنتين.

ويبين "جعافرة" لـ "وكالة سند للأنباء" أن هناك هجمة من سلطات الاحتلال مؤخراً ضد المواطنين وممتلكاتهم، بحجة أنها "أراضي دولة" ويجب إخلاؤها، معتبرًا أن "الاحتلال يهدف من وراء هذه الإخطارات إلى الاستيلاء على الأراضي لخنق البلدة وفصلها عن مدينة الخليل من الجهة الشرقية".

ويزيد: "هناك مؤسسات استيطانية تطالب منذ فترة بالسيطرة على أراضي ترقوميا وتحرض الاحتلال للاعتداء على المواطنين وضربهم بالنار والحديد لإخلاء هذه المنطقة".

ويذكر الناشط أن المستوطنين خطّوا شعارات قبل فترة، قالوا فيها إن "الجيش لم يعد قادراً على حماية هذه الأراضي والسيطرة عليها" مهددين بـ "تشكيل عصابات من المستوطنين لتدفيع الثمن وإخلاء هذه الأراضي".

ويرفض سكان تلك المنطقة التي تعود لعائلات "فطاطقة" و"مرقطن" و"جعافرة" في بلدة ترقوميا، مصادرة هذه الأراضي أو إخلائها، ويتعهدون بالمواجهة والبقاء في أراضيهم.

ويشير "جعافرة" الى أن المنطقة شهدت قبل يومين فعالية لإعادة استصلاح الأراضي قبل أن تهاجم  مجموعة من المستوطنين المنطقة لطرد المزارعين من أراضيهم، ما أدى لوقوع مواجهات وعراك بالأيدي، إلى أن حضرت قوات الاحتلال لحماية المستوطنين.

واستخدم الاحتلال خلال المواجهات، الرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية لإخلاء المزارعين"، أسفرت عن إصابة العشرات، من بينهم حالة وصفت بـ "الخطيرة" لكنها مستقرة، حيث يرقد صاحبها حسام فطافطة في مستشفى الأهلي بمدينة الخليل بعد تعرضه لتهتك في الجمجمة.

ويعتبر "جعافرة" أن ما جرى خلال المواجهات من حالة تحدي ومواجهة مباشرة مع المستوطنين وجنود الاحتلال يؤكد على أن الأرض تحتاج أكثر من ذلك، وأن هناك إصرار على عدم تركها بأي ثمن".

ونفذ مستوطنون 290 هجوما على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية منذ مطلع العام الجاري، 230 منها تسببت في أضرار بالممتلكات، و60 منها أوقعت إصابات بين الفلسطينيين، وفق معطيات للأمم المتحدة.

وتُشير بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية، إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من حكومة الاحتلال) بالضفة، بما فيها شرق القدس.