الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بالفيديو الأسير فراس صوافطة.. فرحة مؤجلة بعد انتظار 18 سنة في الأسر

حجم الخط
الأسير فراس محمود صوافطة .jpg
طوباس - وكالة سند للأنباء

خفتت أصوات أغاني الفرح، وتلاشت البهجة عن الوجوه، وتطاير الأمل بحضنٍ قريب يروي ظمأ اشتياق امتد لأعوامٍ طويلة، لتنقلب أجواء التحضير لاستقبال الأسير فراس محمود صوافطة من طوباس شمال الضفة الغربية، لـ "لحظات ترقب" حُبست فيها الأنفاس، عقب تأجيل الإفراج عنه بعد أن أمضى 18 عامًا متواصلة في سجون الاحتلال.

وكان من المقرر أن يفرج عن "صوافطة" في الرابع والعشرين من تموز/ يوليو الماضي، لتُفاجأ العائلة بتأجيل الموعد حتى آب/ أغسطس الجاري، ومن ثم التأجيل مرة أخرى للثالث والعشرين من هذا الشهر.

ووسط مماطلة الاحتلال وتأجيل موعد حرية الأسير، تعيش عائلة "صوافطة" قلقًا كبيرًا وتخوفًا من غدر الاحتلال وإمكانية صدور حكم إضافي ضده.

حيث أرجأت محكمة الاحتلال في "سالم" يوم الأحد الماضي، جلسة الأسير حتى تاريخ 23 آب/ أغسطس الجاري؛ لفحص إمكانية تحويله إلى الاعتقال الإداري.

ولم يخفِ والد الأسير محمود صوافطة خوفه وقلقه من تأجيل الإفراج عن نجله، مشيرًا إلى أن الاحتلال يريد تنغيص فرحتهم عليهم، فلا يوجد ما يبرر تمديد اعتقال ابنه بعد أن أنهى مدة حكمه كاملة.

وفي بيت العائلة بطوباس، جُمّدت كل مظاهر الفرح إلى أجل غير مسمّى؛ بانتظار ما ستسفر عنه مفاوضات المحامي والنيابة العسكرية للاحتلال خلال الأيام القادمة.

أما عن قلب الأم الذي ذاب شوقًا لاحتضان قطعة منه، فلم يعد قادرًا على تحمل المزيد من الفراق والانتظار، وبحسرة تقول "أم عماد" لـ "وكالة سند للأنباء": "انتظرت هذا اليوم لحظة بلحظة".

وتعبّر عن ألمها وحسرتها لهذه الخطوة التي جاءت بعد أن استكملت استعداداتها لاستقبال ابنها بما يليق بأسير غاب 18 عاما متواصلة، وتردف: "على مدار أربعة أيام ونحن نسهر الليالي ونغني أغاني الفرح استعدادا لاستقباله، لنُفاجأ بتأجيل الإفراج عنه، وهو ما انتزع الفرحة من بيننا وتركنا في حالة قلق وحسرة".

تحبس دمعاتها وتبدو الغصة واضحة في صوتها، لتحكي: "الله وحده يعلم كيف مرّت علينا كل هذه السنوات، كنا نحسب الوقت شهرًا بشهر، ويومًا بيوم، وساعةً بساعة، وصولا ليوم الحرية المنتظر".

تستجمع "أم عماد" قوتها وتحبس دموعها وتحلّت بالصبر، ثم تتساءل: "ماذا نتوقع من الاحتلال؟ هؤلاء أعداء وما بنقدر نتكهن شو ممكن يعملوا فينا.. حسبنا الله ونعم الوكيل".

وككل أم تفرح برؤية ابنها عريسا يزف ليلة فرحه، كانت "أم عماد" تحلم مع انقضاء كل عام من محكومية ابنها بيوم زفافه، فكلما انطوى عام، كان الأمل يتجدد في قلبها، لكنها لم تكن تعلم أن انقضاء 18 عامًا، لن يشبع شهية الاحتلال بافتراس المزيد من عمر ابنها.

وعن ذلك تتحدث: "زوّجت كل أولادي، وأنتظر خروج فراس لأزوجه وأرى أولاده يركضون حولي".

واستعدادًا لخروجه، شيّدت العائلة منزلًا لـ "فراس" خلال فترة اعتقاله، وجهزوه بكل ما يلزمه من الأثاث والأدوات المنزلية، ولم يتبق إلا أن ينال حريته ليختار شريكة حياته بنفسه، كما تقول والدته.

تلاعب وتحريض

واعتُقل "صوافطة" الذي يبلغ من العمر الآن 39 عاما، في تموز 2004 وكان حينها طالبا بالجامعة العربية الأمريكية في جنين، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 18 عاما، بتهمة مقاومة الاحتلال، والانتساب لـ "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

ويوضح مدير نادي الأسير بطوباس كمال بني عودة لـ "وكالة سند للأنباء"، أنه كان من المفترض الإفراج عن "صوافطة" بتاريخ 24 تموز، لكن تأجل الإفراج عنه على إثر قضية وجهت له وهو في الأسر.

وتمكن المحامي من إبرام صفقة مع النيابة للإفراج عنه في 14آب/ أغسطس، لكن المحكمة لم تحترم الصفقة، ومددت توقيفه حتى الـ23 من الشهر ذاته، للبت في قضيته وفحص إمكانية تحويله إلى الاعتقال الإداري بعد هذا التاريخ.

ويشير "بني عودة" إلى أن "صوافطة" من الأسرى الذين يتمتعون بأخلاق عالية وعلاقات وطنية مع الجميع، مضيفًا: "لا يمكن التكهن بما سيقدم عليه الاحتلال الذي لا يتوانى عن انتزاع فرحة الأسرى وذويهم".

ويُكمل: "كل يوم تأخير هو أصعب على الأسير من الـ18 سنة التي أمضاها، وهناك سوابق تم فيها تحويل أسرى للاعتقال الإداري بعد أن أمضوا سنوات طويلة، كالأسير بلال كايد".

وتعرض "صوافطة" للتحريض في الإعلام الإسرائيلي، قبل موعد الإفراج عنه بحجة أن له قاعدة جماهيرية في قباطية ونابلس، وكونه أمضى فترة طويلة سمحت له بتكوين علاقات مع أسرى أمضوا فترات قصيرة وأفرج عنهم.

كما أشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن "صوافطة" من الممكن أن يحظى عند الإفراج عنه باستقبال حاشد بمشاركة مسلحين.