الساعة 00:00 م
الثلاثاء 16 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.32 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.77 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الخليل.. كابوس الأعياد اليهودية يخيّم على البلدة القديمة و"الإبراهيمي"

حجم الخط
الحرم الإبراهيمي
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

كالكابوس، يحلّ موسم الأعياد اليهودية على سكان البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية؛ لما يرافقه من اعتداءات وانتهاكات يشنها المستوطنون على سكان المنطقة، في ظل تضييق جيش الاحتلال وتحويل البلدة لسجن كبير خلال الأعياد التي تستمر حتى ما بعد منتصف الشهر المقبل.

وتغلق قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي في وجه المسلمين لخمسة أيام خلال الأعياد اليهودية، يستباح خلالها الحرم بأروقته كافة، ويمنع أي تواجد فلسطيني سواء للصلاة أو رفع الأذان.

يترافق ذلك مع إجراءات عسكرية وأمنية واسعة اشتملت على إحكام الحصار العسكري للضفة وإغلاق معابر قطاع غزة.

ومنذ أمس يحتفل الإسرائيليون (26 سبتمبر/أيلول) بعيد رأس السنة العبرية، وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، يحتفلون بما يُسمى "يوم الغفران".

كما يبدأ في 10 أكتوبر/تشرين الأول عيد المظلة، أو سوكوت باللغة العبرية، ويستمر أسبوعًا.

استباحة الحرم..

مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي، يقول إن فترة الأعياد اليهودية هي أكثر فترة يشهد فيها الحرم اقتحامات ويغلق أمام المصلين، حيث يتواصل إغلاقه لخمسة أيام، يستباح خلالها من قبل المستوطنين، ويؤدون طقوسًا تلمودية ورقصات ماجنة وتصرفات مستفزة للمسلمين.

ويضيف "الرجبي" لـ "وكالة سند للأنباء": "احتفال المستوطنين بالأعياد اليهودية لا يتم إلا عبر الاعتداء المباشر على حرمة المسجد بأروقته وساحاته الداخلية والخارجية كافة، ويتواصل ليلاً ونهاراً بإقامة حفلات صاخبة في ساحات المسجد الخارجية".

إضافة لـ "الحفلات التي تقام داخله ويشرب فيها الخمور، وإيذاء السكان المحيطين به بسبب استخدام مكبرات الصوت في محيط المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة".

وتتحول منطقة "الإبراهيمي" لمنطقة شبه معزولة يمنع الدخول والخروج منها، في أجواء تعيد للأذهان مشاهد حظر التجوّل، في ظل السماح للمستوطنين بالتجوّل بشكل كامل في البلدة القديمة والتنقل بحرية، وممارسة عربدتهم واعتداءاتهم على المسجد ومحيطه.

ويشدد "الرجبي" على أن هذه الاعتداءات والاقتحامات تتم تحت حراسة وتأمين جيش الاحتلال للمستوطنين، وهي تعبير عن "انتهاك صريح وواضح لقدسية المكان".

111.webp

المواطن مفيد الشرباتي أحد سكان شارع الشهداء المغلق منذ عام 1994، يقول إن موسم الأعياد اليهودية يشكل كابوسًا لسكان المنطقة عبر الاعتداءات التي تزداد خلال هذه الفترة، بسبب التواجد المكثف للمستوطنين.

ويشير "الشرباتي" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" إلى جملة الاعتداءات التي يشنها المستوطنون، وتبدأ عادة بمسار ينطلق من بوابات مستوطنة كريات أربعة صوب شارع الشهداء، وتل ارميدة صوب أحياء البلدة القديمة، والمسجد الإبراهيمي وصولاً إلى شارع بئر السبع، ومنطقة باب الزاوية حيث يزورون مقام "عتنائيل" الواقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.

وخلال جولة المستوطنين التي تتكرر خلال أيام الأعياد يتعرض المارّة والمنازل والأطفال وطلاب المدارس للاعتداءات والاستفزازات، عبر سيل من الشتائم ضد الفلسطينيين والمسلمين، ورشق نوافذ زجاج المنازل والأبواب بالحجارة.

وتضطر المدارس في البلدة القديمة لتقصير مدة دوام طلبة المدارس وأحيانًا إلى إلغاء الدوام خلال مسيرات المستوطنين لحماية الطلبة من الاعتداءات، وفق "الشرباتي".

وخلال مسيرات المستوطنين، يجبر الاحتلال المواطنين على إغلاق محالهم التجارية وعدم التواجد في الشوارع وفرض إغلاق على المنطقة، ما يزيد من استفزازات المستوطنين والتي تدفع بالشبان الفلسطينيين لمواجهتهم.

وعندها يعمد جيش الاحتلال إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، ويغلق المنطقة أمام التواجد الفلسطيني بشكل كامل في روتين إجباري اعتاد عليه سكان المنطقة خلال هذه الفترة.

وتزداد الاعتداءات في المنطقة المصنفة (h2) وتخضع للسيطرة الإسرائيلية ويسكن فيها مئات المستوطنين وسط الأحياء الفلسطينية، حيث يتعمد جنود الاحتلال خلال فترة الأعياد لمضاعفة إجراءات التنكيل بالمواطنين على الحواجز والتدقيق في المارة، وتوفير الحماية للمستوطنين خلال تنفيذ الاعتداءات.

ويطالب "الشرباتي" وسائل الإعلام المختلفة والجهات الرسمية والشعبية بتكثيف التواجد في البلدة القديمة خلال موسم الأعياد اليهودية؛ لتعزيز صمود المواطنين في المنطقة ورصد حجم الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرضون لها في هذا الوقت .

سجن كبير..

من جانبه، يشير الناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان بالخليل عارف جابر، إلى أن البلدة القديمة بالخليل تتحول في ظل الأعياد اليهودية إلى سجن كبير بسبب الإجراءات العسكرية المشددة، حيث ينتشر عشرات الجنود في الشوارع وعلى أسطح المباني.

ويضيف "جابر" لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال خلال هذه الفترة يغلق جميع البوابات الإلكترونية والمنافذ إلى البلدة القديمة ، ويمنع على الفلسطينيين الحركة بشكل تام في منطقة شارع الشهداء وتل ارميدة والسهلة.

ويوضح أن الآلاف من المستوطنين يتوافد من خارج مدينة الخليل إلى المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة خلال فترة الأعياد، ويشاركون بحفلات صاخبة واستفزازية وطقوس في البلدة القديمة.

ويُردف: "تستباح المنطقة برمتها من غلاة المستوطنين، وتتحول الأراضي والساحات والشوارع إلى مكان مبيت للمستوطنين وسياراتهم وحافلاتهم".

ويشير إلى أن سكان "حارة جابر" التي تشكل نقطة وصل ما بين "الإبراهيمي"، ومستوطنة كريات أربع/ يعيشون ظروفًا قاسية خلال هذه الفترة حيث تتحرك المسيرات الاستفزازية من هذه الحارة صوب شارع الشهداء وتل ارميدة.

وبعد انتهاء هذه الأعياد يُنفذ المستوطنون هجومًا على الفلسطينيين وممتلكاتهم، بإطلاق الرصاص والحجارة وتحطيم المركبات والسيارات على مرأى ومسمع من جنود الاحتلال، وفق "جابر".