الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالاتجار واقتناء الآثار..

بالفيديو والصور عائلة "بركات" المقدسية تحافظ على تاريخ ممتد عبر العصور

حجم الخط
310494087_1330557384358202_7165386885700246942_n.png
فاتن عياد الحميدي – وكالة سند للأنباء

في أزقة البلدة القديمة لمدينة القدس، تعيدنا العراقة إلى زمنٍ بعيد، مرورًا بحقب زمنية وعصور مختلفة وحضارات تتوالى، ليجتمع ما تبقى منها في محل الفلسطيني بسام بركات للآثار في سوق الدباغة أحد الأسواق الواقعة داخل أسوار البلدة.

داخل حانوت العم "بركات" تجتمع التجارة والمهارة، فتأسرك تفاصيله، وتمضي بك إلى سالف الأزمان، عبر قطع أثرية نادرة، لكل منها حكاية، وهنا يروي تفاصيل الجمال ابنه "سنان" لـ "وكالة سند للأنباء".

310721327_1291506701652455_5160049658706765495_n.png

ويضم المحل قطعاً أثرية وتراثية وتحفًا ومفكوكات "نقود" من العصور كافة، حيث بدأت عائلة "بركات" منذ أكثر من 100 عام بجمع التحف والآثار من العصر النحاسي، مروراً بالعصر البرونزي، الحديدي، الفارسي، الهنلستي، الروماني، البيزنطي، والإسلامي، إلى أن حظي بأحدث قطعة خلال شهر سبتمبر/أيلول المنقضي، تعود لآلاف السنين.

ولا يضم المحل الآثار والتحف القديمة فحسب، إنما كان أحد اهتماماته الاعتناء بالتراث الفلسطيني، فما أن تدخل ذاك المحل، حتى ترى أمامك صنوفًا من الجمال اللامع، من مجوهرات وحلي، وأثواب وطواقي وشالات فلسطينية، إلى جانب الآثار الفخارية والبرونزية والزجاجية، والمفكوكات -التي كانت بدايتها في القرن الثامن قبل الميلاد-.

وانطلاقاً من التساؤلات البشرية حول طريقة صنع الأشياء، وكيف تواجدت هذه التحف قديماً، شرع سنان بركات (37 عامًا) بالدراسات العليا في الآثار، ليجمع بين الهواية والعلم.

310476832_420135970191713_6790153143584363266_n.png

وفي حديث ماتع أجرته "سند" مع الشاب "سنان"، يخبرنا فيه أن مهنة جمع التحف والاتجار بالآثار متوارثة عبر الآباء في العائلة، حيث بدؤوها بشراء القطعة الأثرية، شريطة أن تكون موثقةً بشكل رسمي من الشخص أو الدولة البائعة، وترسل لوزارة السياحة والآثار لوضع اسم وورقة وصورة لها، لضمان بيعها بشكل رسمي.

ويبين أن الاتجار بالآثار كان مشهورًا في زمن الانتداب البريطاني على فلسطيني منذ عام 1917 حتى عام 1948، إذ كانت إدارة الانتداب تبيع بعض الآثار التي حصلت عليها من الدول المُحتَلة.

قطع مميزة..

أما عن أبرز القطع الموجودة في المحل، يقول "بركات" إن العصر النحاسي اختص بما يعرف بـ"مخض اللبن" الفخاري، وهو محصور فقط في تلك الحقبة من الزمن حتى العصر البرونزي المبكر، فتم الاستعاضة عنه آنذاك بمخض من جلد وأنواع أخرى، كون اللبن في الفخاريات لا يدوم لفترة طويلة، وهو ما تواجد عند "بركات" في عصرنا الحديث.

ويضم محل ضيفنا تماثيل مختلفة أبرزها يعود لحيوان "الماموث" الذي انقرض قبل مليون عام، إضافة إلى ذلك نوع من أنواع الأسلحة في الحروب وهي الحجارة المثقوبة ذات الحبل، التي يُشج بها رأس الأعداء في حينها.

ويرى أن الاهتمام الأكبر في شراء هذه المقتنيات الأثرية حظي به الفلسطينيون المغتربون، والسياح الأجانب، عازيًا ضعف الإقبال المحلي الفلسطيني إلى ضعف الثقافة حول المواد الأثرية التاريخية.

وفي مقارنة للازدهار التجاري بالأعوام السابقة، يوضح سنان بركات أن هذا العام يحظى بازدياد في البيع أعلى من سابقاته، مرجعًا ذلك إلى الإغلاقات التي رافقت جائحة كورونا ما أثر سلبًا على العملية الشرائية.

310635590_514840213312338_811292932532342613_n.png

310419101_784493529436961_1795705843452592864_n.png
 

عوائق الاحتلال..

ولأننا في القدس، فلا شك بأن تكون يد الاحتلال أن تكون عائقا رئيسيًا في تقويض أي عملية ازدهار فلسطيني.

وعن ذلك يحدثنا "بركات": "الأوضاع السياسية تلعب دورًا أساسيًا في حجب السياح، ونقل معلومات مغلوطة عن التراث الفلسطيني الذي يسعى الاحتلال لنسب بعضه إليه".

ويختم: "معظم الباحثين في الآثار يساهمون في إثبات معالم هذه البلد، فكل ما فيها يدلل على عروبتها".

وفي قانون الآثار الفلسطيني، فكل ما مر عليه 100 عام هو آثار يمنع بيعها أو شراؤها، وما دون ذلك يصنف ضمن التراث.

إجراءات عنصرية..

الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية، يلفت أن الحوانيت اليهودية تتواجد بقلة في مدينة القدس، إلا أن أبرزها موجود في "عقبة المفتي" داخل أسوار البلدة القديمة.

ويردف "أبو شمسية" لـ"وكالة سند للأنباء" أن ما تعرف بـ"سلطة الآثار الإسرائيلية"، تتبع إجراءات عنصرية وتفتيشية لجعل مفهوم جمع الآثار المختلفة والعملات يقتصر فقط على الحوانيت اليهودية.

وعلى إثر ذلك، ترفع "سلطة الآثار الإسرائيلية" نسبة الضرائب المفروضة على المحلات الفلسطينية، وتكثف جولات التفتيش المستمرة عند علمها بصدور بعض نواتج الحفريات الفلسطينية الأثرية بشكل غير قانوني، بحسب "أبو شمسية".

ويحدثنا الضيف أن "الآثار الإسرائيلية" تسعى لتغليب الجانب الإسرائيلي، وتعزيز روايته على الجانب الفلسطيني، حيث تهدف لترويج المنتوجات العربية والأثرية -التي ربما وجدت قبل الإسلام-، بأفكار يهودية تتمثل بزعمها أحقية إسرائيل في كل ما هو موجود بالقدس من آثار ومعالم.

وفي المقابل تجد إسرائيل صعوبة في تهويد التراث والفلكلور الفلسطيني العربي، من حلي وأواني وأثواب، كونها راسخة بصورة ذهنية خاصة بالفلسطينيين، لا يستطيع العبث بها.

وعلى النظير، يسهل بالنسبة لإسرائيل تهويد الآثار الفخارية والعملات والموجودات الحجرية، خاصة المنحوتة على شكل "آلهة"، تبعاً لما ذكره "أبو شمسية".

ويعزي ضيف سند ذلك أن السيادة اليهودية في العصر الحديدي تمثلت في كونه فئة غازية "متوحشة"، هدمت الحضارة آنذاك، فلا تجد ملمسًا حضاريًا أو ملموسات تتعلق بوجود اليهود حينها، فتسعى إسرائيل لنسب الإرث الحضاري في أزمان سابقة لها، لتعزيز وجودها وسيادتها.

 

310730642_1124288671812244_8061156321996430985_n.png

310756786_485315863311177_4485338028298428867_n.png