الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

دعوات "الزراعة" لم تلق آذاناً صاغية.. مزارعو الضفة يستعجلون جني ثمار الزيتون

حجم الخط
جني الزيتون
نابلس - أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

في هذه الأيام تعجُ مواقع التواصل الاجتماعي بصور المزارعين وهم يجنون ثمار الزيتون، ذلك الموسم الذي يرى فيه كثيرون فرصة لتحسين دخلهم، فيما يعتبره آخرون بأنه أشبه برحلة جبلية تكسر روتين الحياة ورتابتها.

وعلى أرض الواقع وبعيداً عن العالم الافتراضي، بدأت جموع من المزارعين منذ مطلع الشهر الجاري بالتوجه نحو أراضيهم، غير مبالين بالدعوات التي أطلقتها وزارة الزراعة الفلسطينية والموعد الذي حددته لقطف الزيتون.

موسم الزتيون.jpg

يبدأ الموسم اليوم..

ومؤخراً، أوصت وزارة الزراعة الفلاحين بضرورة الالتزام بالموعد المحدد لقطف الزيتون لضمان نضج الثمار، ولما له من فوائد كبيرة من حيث كمية الزيت المنتج وجودته.

وأعلنت الوزارة أن موسم القطاع لهذا العام سيبدأ اعتباراً من اليوم (13 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري)، في جميع محافظات الوطن، مؤكدةً أن عدم الالتزام بالموعد المحدد يسبب خسائر كبيرة منها :صعوبة في قطف الثمر وتكسر فروع وأغصان الأشجار أثناء عملية القطف.

وأشارت إلى أن المزارع المستعجل في القطف يخسر أكثر من 30% من وزن ثمرة الزيتون وهو ما يعني خسران ذات النسبة من الزيت، إضافة لخسارة 40% من نسبة السيل إذا قورن الفرق في نسبة السيل بين أول الموسم وآخره.

وأوضحت أن الزيت لا يكون ناضجاً وأن نسبة "الكلوروفيل" تكون فيه مرتفعه، وهذا يكون سبباً للتدهور السريع في جودة الزيت مع مرور الوقت.

مبالغات..

من ناحيته، يرى المزارع عبد السلام عواد من قرية عورتا قضاء نابلس، أن الأرقام التي تتحدث عنها وزارة الزراعة غير دقيقة ومبالغ فيها.

وتردف لـ "وكالة سند للأنباء": "نتيجة الخبرة المتراكمة التي ورثناها عن الآباء والأجداد فإن كمية الزيت لا تزيد مع مرور الوقت، والذي يمكن أن يتغير هو سهولة القطاف فقط هذا في حال نزول المطر، كما أن كمية الماء داخل الزيتون تنعكس إيجاباً على نقاوة الزيت فقط".

ويستشهد "عواد" بوثيقة لديه تعود للعام 1922 تشير إلى أن وجهاء القرية حددوا بدأ موسم قطف الزيتون من بين السابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر وحتى  الخامس من  تشرين الأول/ أكتوبر.

زيتون2.jpg

ويُكمل: "في ذلك الزمان كان بالقرية لجنة خاصة لمتابعة موسم قطف الزيتون، كان العضو فيها يسمى "مخضّر"، وكانت مهمتها تحديد أمكان ومواعيد قطف الزيتون بعد تفقد جميع الأراضي، وكانوا يعاقبون كل من لا يلتزم بالموعد المحدد للقطاف بالتعاون مع مختار القرية".

وعن الأسباب التي تدفع المزارعين لاستعجال القطاف، يرد: "السبب الرئيسي هو محاولة تحقيق أفضل الأسعار، فمن المعروف أن أسعار الزيت والزيتون تكون في بداية الموسوم مرتفعة، وهذه فرصة للمزارعين لتعويض مصروفاتهم طوال العام من سماد وتقليم وحراثة وغيرها".

ويلفت "عواد" إلى أن بعض المزارعين الذي تقع أراضيهم على مقربة من المستوطنات يفضلون الاستعجال بالقطف؛ خوفاً من اعتداءات المستوطنين وسرقة محصولهم.

ويُشدد على أن وزارة الزراعة لا تقوم بدورها التوعوي والتثقيفي ولا تزور المزارعين في أراضيهم، هذا ناهيك عن عدم تقديم أي دعم مادي خاصة عندما يتكبدون الخسائر، ما أفقدهم الثقة بالوزارة التي تمثلهم.

طبع ليس أكثر..

 وفي ذات الإطار، يتحدث الباحث في التراث الفلسطيني والمزارع حمزة العقرباوي عن الأسباب التي تدفع المزارعين لتعجل القطف، قائلًا: "في السابق كان المزارعون يحرصون على الانتهاء من القطاف قبل المطر، فالطرق في ذلك الوقت كانت وعرة ولا وجود للسيارات، لكن مع مرور السنوات تحول ذلك لطبع ليس له علاقة بالواقع".

ولا ينفِ "العقرباوي" لـ"وكالة سند للأنباء" وجود أسباب أخرى من بينها بدأ عطلة العمال الذين يعلمون في الداخل المحتل في بداية الشهر الجاري بالتزامن مع الأعياد اليهودية.

ويستدرك: "لكن فيما يخص نضج الثمرة فالموعد في هذه الحالة تقريبي وتقديري، ففي بعض المناطق خاصة الحارة كجنين وقلقيلية قد تنضج الثمرة  قبل نظيرتها في نابلس ورام الله والخليل بسبب برودة الجو، وهو ما يعني أن المزارعين صاروا أخبر بموعد القطف أكثر من وزارة الزراعة نفسها".

ويلفت "العقرباوي" إلى أن الفلاحين يعتقدون أن الزيت الذي جُمع قبل أن يغسله المطر ألذ طعماً وأغمق لوناً رغم ما في جنيه من تعب بسبب الغبار على الأشجار.

شجرة الزتيون.jpg

الفلاح.. أبو الندامة

ويختم: "صار الفلاح يسمى بالعرف المحلي "أبو الندامة"، فهو دائماً يندم، إن استعجل القطف وكان الزيت قليلاً ندم، وأن تأخر وأدركه المطر ندم".

ويخشى بعض المزارعين خاصة الذين لديهم أراض شاسعة وبعيدة من سرقة محصولهم على يد من يسمون بـ"المتجولين".

وفي غالب الأحيان يستعجل "متضمني الأراضي" بدأ الموسم حتى يتمكنوا من الانتهاء من عملية القطف قبل نزول الأمطار، مقابل نسبة قد تصل للنصف.

ويوجد في فلسطين حوالي 12.5 مليون شجرة من بينها 10 ملايين شجرة زيتون مثمرة، كما يبلغ عدد معاصر الزيتون حوالي 310 معصرة أغلبها أوتوماتيكي.

ويقدر معدل استهلاك الفرد في فلسطين من الزيت حوالي 3.1 كيلو غرام سنوياً، ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج الزيت لهذا العام بين 20-30 مليون طن.