ناقش كُتّاب وأسرى محررون أمس السبت، كتاب "خمسة لآلاف في عالم البرزخ" للأسير حسن سلامة في مركز عصفور فلسطين الثقافي في مدينة قلقيلية .

ورحبت مديرة المركز الدكتورة زهرة خدرج بالمشاركين والضيوف، قائلةً: "إن جزء من اهتمامات المركز يتمحور حول الحركة الأسيرة ومعاناتها وإشهار إنجازاتها وتكريم عائلاتها وفاء لمسيرة التضحية والعطاء التي أطلقوها من أجل تحرير الأوطان .

وشدد الكاتب والأسير المحرر ثامر سباعنة، على أهمية الكتابة والتوثيق وخاصة لتجارب الأسرى؛ لأن ذلك يبرز الرواية الفلسطينية أمام الرواية الاحتلالية المشوهة الكاذبة موضحًا أن هناك أهمية لتحويل الكتاب بلغات عالمية لكشف الاحتلال وجرائمه .

واعتبر "سباعنة"، أن الكتاب شهادة تاريخية موثقة عن واحدة من أندر التجارب الإنسانية الفرديّة التي تعرّضت للتوحّش الجماعيّ المؤسسي من احتلال يحترف التدمير المنهجيّ على مدار سنوات طويلة.

ورأى "سباعنة" أن الشهادة الموثّقة للأسير "سلامة" كادت أن تموت لولا أن خطيبته الأسيرة المحررة غفران زامل شجّعته وساعدته على تنفيس ضغوطه النفسية بالكتاب..

وأردف "سباعنة" أن الشهادة المكتوبة للكتاب سطرت في جغرافيات متعددة، ويجمع بينها أنها داخل خريطة السجون الإسرائيلية في فلسطين، وتحديدًا في أقسام العزل العديدة.

من جهتها قالت الأسيرة المحررة والإعلامية غفران زامل خطيبة الأسير حسن سلامة، إن الكتاب رصد وصوّر بالكلمة ألوانًا وأصنافًا من الظلم والعذاب الذي تعرض له الأسرى المعزولون في السجون.

وأشادت "زامل" بصمود الأسرى بفضل إيمانهم بالله ومن ثم إيمانهم بعدالة قضيتهم التي دفعوا من أجلها سنوات أعمارهم داخل السجون والأحكام المؤبدة الطويلة ومنهم من تم عزله قرابة الـ 14 عامًا ومثاله حسن سلامة ومحمود عيسى لمدة 15 عام.

ورأت "زامل" أن عنوان الكتاب ومحتوياته خمسة آلاف يوم من العذاب في زنازين العزل الانفرادي تمثل عالم قائم على الحرمان والقهر وقتل الإرادة والهزيمة النفسية على أيدي متخصصين بطريقة عنصرية بهدف النيل من الأسير.

وقدم الإعلامي والأسير المحرر نواف العامر نماذج مماثلة في زنازين العزل المغروسة في خاصرة الحركة الأسيرة التي ردت الصاع صاعين بتوثيق روايتها ورؤيتها التي تمثل مظلومية وعدالة القضية الوطنية والإنسانية .

وقارن "العامر" بين فترات العزل الفردية في سجون نظام جنوب أفريقيا العنصري وأبرز ضحاياها القائد الأممي نيلسون مانديلا وحديثه مع أسراب النمل التي تعبر زنزانته.

ولفت إلى معازل سجون الاحتلال التي يتخيل فيها الأسرى أسراب النمل في الزنزانة ويخاطبونها ويوثقون الخطاب قصائد من الشعر وكتابات إبداعية في النثر والرواية الأدبية.

ورأى "العامر"، أن القوانين الإسرائيلية مجندة لنزع ما بقي من حريات وحقوق منقوصة خلف قضبان القهر فيما يقاتل الأسرى لإخراج كتاباتهم وكتبهم بصعوبة ويعتبرونها مواليد من نوع آخر يطرقون أبواب الحرية.

واستعرض الكاتب والمحرر أكرم عيد صورًا من صبر الأسرى في أقسام العزل الانفرادي وعاش جزء منها خلال فترات اعتقاله أحيانا وتفاصيل يومية من حياة معزولين التقاهم خلال تنقلات الأسرى بين السجون .

واعتبر عيد ان أهم رسائل مؤلفات الأسرى وقدرتهم على إخراجها للنور تتمثل في نقل صور العذاب على مدار الساعة ما يستدعي ترجمتها إلى لغات عالمية.

واعتُقل "سلامة" الذي يعد من أبرز قادة الحركة الأسيرة، في 17 مايو/ أيار 1996، على حاجزٍ عسكري مفاجئ أقامته قوات الاحتلال في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 48 مرةً بالإضافة إلى 35 عاماً، قضى منها نحو خمسة آلاف يوم في زنازين العزل.