القراءة بصوت عال من جانب الأهل أو المعلم تشد انتباه الطفل وتنمي قدرته على التركيز، وترسخ لديه النطق الصحيح للحروف ومخارجها، وتثري مخزونه من الكلمات، فضلا عن تقوية مهارته في طرح الأسئلة والبحث عن الحقائق العلمية.

ويؤكد خبراء أن لهذا الأسلوب فوائد كثيرة تصب جميعها في تعزيز مهارات التعلم لدى الطفل.

متعة القراءة وفن الاستماع

إن تنمية حب القراءة لدى الأطفال، قادة المستقبل، وتعويدهم على أن تكون جزءا من أسلوب حياتهم يغذي الفضول وشغف المعرفة لديهم، وتوسع مداركهم من خلال إضافة كل ما هو متميز".

لذلك من المهم جدا أن نقرأ للأطفال بصوت عال في البيت وفي الحضانة والمدرسة، إذ أثبت باحثون أن ذلك يُعد وسيلة فعالة لتعريف الأطفال على متعة القراءة وفن الاستماع. فهي تساعد على تطوير المهارات الأدبية، وتعزز تقارب المسافات بين الأهل والأبناء والمعلمين.

وتعد القراءة بصوت عال في المدارس فعالة لتنمية مخزون الكلمات لديهم، كما تمكّنهم من حفظ الكلمات وتذكرها وتعلم القراءة، وتحسين مهارة الاستماع ومساعدتهم في أن يصبحوا متحدثين بشكل أفضل".

القراءة بصوت عال قراءة تفاعلية

القراءة بصوت عال قراءة تفاعلية تضمن مشاركة الأطفال وتلقي المعلومة بنشاط، وينصح الخبراء أن تكون البداية مع كتاب واحد يوميا، يمكن أن يكون كتاب كلمات أولية بسيطة، ويكون ممتعا حتى لا يشعر الأطفال بالملل.

كما ينُصح بتشجيع الصغار على التنبؤ بأحداث الكتاب أو القصة عن طريق طرح أسئلة قبل قراءة مضمونه بصوت عال، وكذلك أثناء القراءة، والتوقف عند الأحداث المشوقة، فالتشويق سيجعل الأطفال ينتظرون بفارغ الصبر الحصة المقبلة من القراءة.

تنمية شخصية الطلبة

القراءة إحدى أدوات الحصول على المعرفة لدى الإنسان قديما وحديثا، فهو يحصل بها على المعلومات، وينقل عن طريقها الأفكار، ويتقصى بها حقائق الكون، ويعيش من خلالها تاريخ الأجيال، وهي من وسائل التعبير والتفكير والتسلية، وتمضية وقت الفراغ".

ويقوم التعليم المعاصر على وضع التلاميذ في مواقف تعلم حقيقية، ويعتمد على القراءة في تنمية شخصية متوازنة لدى الطالب ورعاية مواهبه ومهاراته، ومراعاة أنماط تعلمه وقدراته وحاجاته واهتماماته المختلفة.

القراءة بصوت عال تعزز ذكاء الطفل

تحت عنوان "القراءة لأطفالك بصوت عال قد يجعلهم أكثر ذكاء" نشر موقع "فيس" (phys) دراسة لباحثين إيطاليين تفيد بأن القراءة بصوت عال للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما لمدة ساعة يوميا في المدرسة، يمكن أن يعزز ذكاءهم.

وعلّق الباحث إيمانويل كاستانو، أستاذ علم النفس في جامعة ترينتو الإيطالية، على نتائج الدراسة، قائلا "نعم وجدنا بعض الأدلة الدامغة على أن القراءة تفعل فعلها".

وشرح كاستانو أن التجربة شملت 626 تلميذا في 32 مدرسة ابتدائية، حيث يتلقى الأطفال عادة حوالي 6 ساعات من الدروس في يوم دراسي مدته 8 ساعات. وفي المجموعات، يقرأ المعلم قصصا خيالية مناسبة للعمر بصوت عال للطلاب لمدة ساعة يوميا. وأظهر هؤلاء الأطفال زيادة أقوى بشكل ملحوظ في مقاييس الذكاء والإفادة في معرفة الأشياء ومهارات التفكير.