الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

في يوم حقوق الإنسان.. لازالت "إسرائيل" تواصل انتهاكاتها والعالم أصمّ

حجم الخط
318968963_2034548536734609_7444620481589933350_n.jpg
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

في وقتٍ تحتفل فيه الشعوب الحرة بمختلف البلدان باليوم العالمي لحقوق الإنسان وتدعم الجهود المبذولة لتعزيز ذلك وحماية الحريات، تُواصل فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها ضد الفلسطينيين وتحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.

ويحتل هذا اليوم (10 ديسمبر/ كانون أول) مكانة مهمة عند المؤسسات سواء الحكومية والأهليّة التي تهتم بحقوق الإنسان، وفي هذا اليوم تعلن الأمم المتحدة منح جائزتها في مجال حقوق الإنسان.

إضافة لجائزة نوبل للسلام التي تُعطى عادة لمن يبذل جهدًا في سبيل نشر روح الإخاء بين الأمم وفي تسريح الجيوش، أو خفض أعدادها، أو يساهم في إنشاء هيئات، أو مؤتمرات تروّج للسلام.

إسرائيل تواصل خطها الإجرامي..

ومحلياً، تأتي هذه المناسبة في الوقت الذي تواصل سلطات الاحتلال انتهاكاتها لحقوق الإنسان الفلسطيني، عبر سلسة طويلة من الإجراءات، ابتداءً من القتل المباشر، مرورًا بالإصابة والاعتقال، وليس انتهاءً بمصادرة الأراضي وهدم المنازل وتقييد حرية التنقل والتعبير.

وتمارس "إسرائيل" هذه السلوكيات في ظل عدم قدرة المجتمع الدولي على توفير الحماية الحقيقية للشعب الفلسطيني.

كما تشعر "إسرائيل" أنها دولة فوق القانون وبعيدة عن المسائلة القانونية، لما تملكه من إسناد منقطع النظير من طرف الولايات المتحدة الذي تمتلك حق النقض الفيتو في مجلس الأمن.

جهود تبذل ولكن..

ووسط هذه الحالة السوداوية لواقع حقوق الإنسان في فلسطين، تبذل بعض الجهات القانونية جهوداً، لإلزام "إسرائيل" بحقوق الإنسان.

وعن ذلك، يقول رئيس منظمة "القانون من أجل فلسطين" في بريطانيا إحسان عادل: "هناك الكثير من الجهود التي تبذل في هذا السياق، وللمفاجأة، هناك جهود إسرائيلية هائلة تُبذل أيضاً لمنع مساءلتها عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان".

ويُضيف "عادل" لـ "وكالة سند للأنباء": "فعلى المستوى الفلسطيني الرسمي يُمثل انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية التي تقوم الآن بإجراء تحقيق، بارقة أمل، ربما قد تفضي لإصدار مذكرات اعتقال بحق المسئولين الإسرائيليين".

ويشير إلى وجود توجه فلسطيني رسمي لطلب فتوى من محكمة العدل الدولية، تتعلق بمسؤولية دول العالم عن الدفع لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية.

ويتحدث باحث الدكتوراه المختص في التنمية الدولية، عن جهود أخرى تبذلها المنظمات الحقوقية والمدافعين عن حقوق الإنسان، من خلال توثيق الانتهاكات الإسرائيلية وتقديمها للجهات الدولية والمحاكم المحلية والإقليمية.

ويوضح أن حركة "مقاطعة إسرائيل" تعتمد على هذه المواد في دعوتها للجامعات والمؤسسات والشركات للتوقف عن ممارسة أعمال تساعد في تثبيت الاحتلال، وهو ما أدى في عشرات الحالات إلى انسحاب تلك الجهات من اتفاقيات مع نظيرتها الإسرائيلية.

ويُتابع أنه في العام الماضي، كان هناك تطور كبير في هذا السياق من خلال تبني أكبر منظمتين دولتين غير حكوميتين وهما "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" لفكرة أن "إسرائيل" تمارس الفصل العنصري، وهو الأمر الذي أصبح يلقى صدى أوسع على المستوى الدولي، باعتبار هذا الفعل جريمة ضد الإنسانية.

وبعيداً عما يجري في أروقة المؤسسات والمنظمات الدولية الحقوقية، يبدو أن نسبة كبيرة من الفلسطينيين فقدت الثقة بالمجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة، فهم يعتقدون أنها جهات لا تملك أي صفة إلزامية لإسرائيل، هذا في حال صدر عنها أي قرار ايجابي لصالحهم.

ازدواجية المعايير الغربية..

وفي ذات الإطار، يتحدث أستاذ القانون الدولي في جامعة الأزهر في غزة عبد الرحمن أبو النصر، عن ازدواجية المعايير الدولية والكيل بمكيالين عند الدول الغربية عند الحديث عن حقوق الإنسان.

فيقول: "في الوقت الذي دعمت فيه بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة فتح تحقيق مباشر من قبل المحكمة الجنائية في جرائم الحرب التي تُرتكب في أوكرانيا، عارضت ذات الدول قيام المحكمة بالتحقيق في فلسطين".

ويُشير في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت عقوبات على أشخاص أساسيين في المحكمة الدولية؛ بسبب انخراطهم في بذلك.

حكومة متطرفة.. الأسوأ قادم

ويرى "أبو النصر" أن هناك خشية حقيقية من تدهور حقوق الإنسان الفلسطيني بشكل أكبر خلال الفترة القادمة خاصة بعد استلام الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة والتي تضم وجوها من أقصى اليمين عُيّنت وفق اتفاقات ائتلافية في مناصب أمنية حساسة، ومُنحت صلاحيات واسعة على قوات الأمن الإسرائيلية بالضفة.

ويُكمل: "هذا واضح حتى قبل تشكيل الحكومة من خلال الوعود والاتفاقيات التي تم الإعلان عنها كالاعتراف بالبؤر الاستيطانية واعتبار منظمات حقوق الإنسان تهديداً لإسرائيل، وإخضاع حرس الحدود والإدارة المدنية لسلطة المتطرفين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش".

وفي نهاية العام الماضي، صنفت سلطات الاحتلال 6 مؤسسات حقوقية فلسطينية كـ "منظمات إرهابية"، هي: "الضمير" و"الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال"، و"الحق" و"اتحاد لجان العمل الزراعي"، و"اتحاد لجان المرأة"، و"مركز بيسان للبحوث والإنماء"، بداعي ارتباطها بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وحسب "أبو النصر" فإن الحكومة الإسرائيلية المرتقبة ستظهر الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال التي تمارس العنصرية بكل صورها، مشددًا على أن القانون الدولي سلاح حقيقي يجب استخدامه وعدم إهماله من طرف الجانب الفلسطيني.