حذرّ خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري من خطورة الإجراءات والمساعي الاستيطانية؛ لتصعيد الأجواء في باحات المسجد، بالترافق مع احتفالات المستوطنين بعيد الأنوار "الحانوكا" العبري الذي يبدأ غدًا الأحد.
ونبه اليوم السبت في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أنّ هذا العيد من الأعياد اليهودية الخطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، فهو الوحيد المرتبط بحسب أكاذيبهم وتقاليدهم بـ "الهيكل المزعوم"، وبالتالي ينعكس التهديد المباشر على المسجد الأقصى.
وقال "صبري": "من المعلوم لدى الباحثين بأن الحانوكا ليس من الأعياد اليهودية المذكورة في التوراة، لكنه من أكثرها شعبية، ففيه تنشط دعوات منظمات الهيكل للمستوطنين بمشاركة واسعة في اقتحامات الأقصى؛ وإقامة طقوس وشعائر تلمودية داخل باحاته احتفالًا بالعيد".
ومن الناحية السياسية أشار الشيخ "صبري" إلى أنّ سلطات الاحتلال تسعى بشكل دائم لفرض وقائع تهويدية في المسجد الأقصى، وتستغل من أجل ذلك احتفالاتهم في أعيادهم اليهودية.
وأوضح أنّ البيئة السياسية لدى الاحتلال متجهة نحو دعم التطرف والتهويد، خاصة مع بدء تشكل حكومة بنيامين نتنياهو التي تضم وجوهًا عنصرية من اليمين المتطرف في "إسرائيل"، أمثال إيتمار بن غفير، و بتسلئيل سموتريتش.
ولفت إلى أنّ الهدف الأساسي لهذه الاقتحامات، يتمثل في تحقيق أهداف تهويدية بـ "الأقصى" وتغيير الوضع الراهن لصالح سيطرة الاحتلال الكاملة عليه، في مسار يهدف أخيرًا لاستكمال مسار احتلال القدس وتفريغها من مضمونها الإسلامي والعربي.
وعدّ هذه الإجراءات بمنزلة "حرب دينية" لم تتوقف لحظة في سياق تهويد القدس، مبينًا أن العقلية الإسرائيلية اليوم تتطلع لـ "استكمال ما فشلت بتحقيقه عام 1967، وترغب بالسيطرة الكاملة والضمّ الشامل للقدس، واعتبارها عاصمة لكل يهود العالم وليس فقط للإسرائيليين".
وتحدث الشيخ "صبري" عن إجراءات استباقية اتخذتها شرطة الاحتلال لتأمين وحماية هذه الاقتحامات، أبرزها إبعاد شخصيات مقدسية عن "الأقصى" ومحيطه، ومنع وعرقلة وصول المصلين إلى المسجد
وأكدّ أن ما يتعرض له "الأقصى" هو أكبر من عدوان، وأخطر من تصفية، ويتمثل في خطوات حثيثة لإزالة المسجد الأقصى من الوجود المعنوي للمسلمين، وصولا لإزالته فعليًا وتدميره لصالح إقامة هيكلهم المزعوم.
وشدد على ضرورة تكثيف الرباط في باحات المسجد الأقصى لصدّ أي انتهاكات قد يتعرض لها من المستوطنين وشرطة الاحتلال بحجة الأعياد، مضيفًا: "شعبنا لن يسمح للاحتلال ولو للحظة أنّ يستفرد بالأقصى أو يفرض وقائعه التهويدية عليه".
ومنذ أسابع تحشد جماعات "الهيكل" المتطرفة أنصارها لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد في عيد "الحانوكاه" الذي يبدأ في غدًا الأحد ويستمر لثمانية أيام، وسط دعوات صريحة لتأدية صلوات جماعية، ومحاولة إضاءة "شموع العيد" داخل المسجد.
وعادة ما تتم الاقتحامات من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وتجري على دفعتين الأولى في الفترة الصباحية والثانية بعد صلاة الظهر.
وشهد المسجد الأقصى انتهاكات واقتحامات كبيرة العام الماضي، حيث قفز عدد اليهود الذين يشاركون في الاقتحامات، من 5658 مستوطنًا في عام 2009 إلى 34.779 مستوطنًا في عام 2021.