الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

خاص هل تمنع "وكالة الغوث" الرموز الفلسطينية في مدارسها بغزة؟ تفاصيل صادمة

حجم الخط
تغيير منهاج الأونروا
غزة-وكالة سند للأبناء

أعادت حادثة وقعت في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في رفح، رواها الصحفي الفلسطيني هاني النيرب على لسان ابنته عبر صفحته في "فيسبوك"، إلى الأذهان سياسات وقرارات الوكالة الأممية المتعلقة بمنع الرموز والمظاهر الفلسطينية في مدارسها بحجة التزامها "بمبدأ الحياد".

وبحسب إفادة نشرها النيرب، فإن ابنته الطالبة في الصف الخامس أبلغتهم عقب عودتها إلى البيت، اليوم الثلاثاء، أن مدرّسة الحصة الدراسية طلبت منهن إزالة خريطة فلسطين وصور المسجد الأقصى "على وجه السرعة"، "عندما وصل وفد أجنبي إلى المدرسة".

وأضاف النيرب، نقلا عن ابنته، أن المدرسة أخبرتهن بتجاهل معرفة أي شيء يتعلق بالقدس كعاصمة لفلسطين فيما لو سألهن الوفد الأجنبي حول ذلك.

وأعرب النيرب في حديث لـ"وكالة سند للأنباء" عن مخاوفه من هذه الحادثة، والتي قال إنها تأتي استمرارا لسياسات قائمة منذ سنوات تخضع فيها "أونروا" لضغوط "إسرائيل" والجهات المانحة، التي اعترضت عدة مرات على المنهاج الفلسطيني.

"خط أحمر"

ما أورده النيرب أثار انتباه المجلس المركزي لأولياء الأمور في رفح، وأعلن عن زيارة سيجريها للمدرسة التي وقعت بها الحادثة يوم غد للاطلاع عن كثب على تفاصيل ما جرى.

وقال نائب رئيس المجلس محمد أبو عرمانة، إنهم تواصلوا مع إدارة التعليم للتأكد من حقيقة ما جرى، وفيما إن كانت الحادثة تمت بتصرف فردي من المدرّسة أم أنها استجابت بذلك لتعليمات إدارية.

وبيّن لـ"وكالة سند للأنباء"، أن هذه المدرسة طلبت إزالة المظاهر الوطنية من داخل الفصل، مع زيارة وفد من "فريق المبادئ الإنسانية في أونروا"، وهو ليس له علاقة بالمحتوي التدريسي، وإنما يجري زيارات روتينية للاطمئنان على أوضاع البيئات المدرسية.

وأضاف أبو عرمانة أنه لو ثبت أن هناك تعميمات إدارية موجهة للمدارس على غرار ما جرى اليوم، "فلن نتهاون إطلاقا".

وقال إن "موقفنا واضح من أي شي له علاقة بهويتنا وقضيتنا، فهو خط أحمر لن نسمح بتجاوزه".

وشدد أبو عرمانة على حرصهم على رفع أعلام فلسطين وما يرتبط بمظاهر وطنية فلسطينية في كل المناسبات التي ينظمونها في المدارس التي تديرها وكالة الغوث.

اعتراض متكرر

وقال أمين سر المجلس المركزي لأولياء الأمور رفح ايمن غانم: "منذ فترة ونحن نواجه هذه السياسة من قبل أونروا وقد اعترضنا عليها مرارا وتكرارا سواء من خلال اللقاءات مع المسؤولين الأجانب أو العرب أو من خلال تنظيم فعاليات داخل المدارس، باحتفالات وغيرها".

وأضاف غانم، في معرض تعليقه على الحادثة: "كنا نرفع فيها العلم والكوفية وصور المسجد الأقصى لأنها تعبر عن هويتنا الوطنية وقضيتنا التي ندافع عنها ودفعنا لأجلها الغالي والنفيس".

وتابع: "نحن لا نلوم المدرسة ولا يمكن أن نشكك في وطنية معلمينا وإدارات المدارس فهم يحتكمون إلى قوانين مجحفة بحقهم".

لكنه شدد على وجوب ألا تمر هذه القضية مرور الكرام، ويجب أن نوصل رسالة قوية للمسؤولين في أونروا، أن قضايانا الوطنية ورموزها كالعلم والخارطة والكوفية لا يحق لأحد أن يصادرها أو أن يمنعها، فهي أعلى وأكبر من كل معاير الحيادية التي تنتهجها أونروا".

وفي يناير 2021، أعلنت وكالة "أونروا"، عن قيامها بمراجعة مواد التعلم الذاتي لضمان ما وصفته "التقيّد التام بأرفع مبادئ الأمم المتحدة"، في أكثر من 700 مدرسة تابعة لها تقوم فيها بتعليم أكثر من 500,000 طفل لاجئ.

ولاحقا اتهمت اللجان الشعبية في قطاع غزة "أونروا" بتوزيع خارطة تزيف جغرافية فلسطين على بعض المدارس التابعة لها في القطاع.

وانتقدت اللجان، الوكالة الأممية لتوزيعها خريطة فلسطين يوجد عليها "إسرائيل" ضمن حدود فلسطين، وعقب ذلك نظمت وقفات احتجاجية أمام مقرات "أونروا"، رفضا لتغيير المنهاج التعليمي "وطمس الهوية الوطنية منه".

ووصف مراقبون خطوات "أونروا" بأنها خطيرة للغاية وتهدف لتجهيل الطلاب الفلسطينيين بتاريخهم الوطني ومدى الظلم الواقع عليهم من الاحتلال الإسرائيلي.

"جهة حيادية"

بدوره، قال عضو اتحاد موظفي "أونروا" في رفح، أحمد موسى، إن وكالة الغوث ترفض أية مظاهر تندرج ضمن ما تعتبرها القضايا السياسية الجدلية، فـ "خريطة فلسطين السياسية" ترى أنها تتنكر للاتفاقيات الدولية، بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" على غرار اتفاق أوسلو.

وأضاف موسى لـ"وكالة سند للأنباء"، أن الوكالة هي جهة حيادية، والمؤسسات الدولية المانحة للوكالة تراقب أية مظاهر داخل مؤسساتها هي قضايا مثار جدل سياسي.

وأشار بهذا السياق إلى إخضاع موظفي "أونروا" في أوقات سابقة لدورات "تركز على الحيادية والاستقلالية".

ونبه في الوقت ذاته إلى أن إدارات المدارس "تطلب من المدرسين الاستمرار في تثقيف الطلبة وطنيا وربطهم بقضاياهم".

وحاولت "وكالة سند للأنباء" الاستيضاح هاتفيا أكثر حول ما جرى في المدرسة برفح، من المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" عدنان أبو حسنة، لكن تعذر الوصول إليه.