الساعة 00:00 م
الخميس 18 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالأرقام.. انتهاكات غير مسبوقة

خاص انفوجرافيك المسجد الأقصى في عام 2022.. المعطيات لا تُبشر بخير

حجم الخط
اقتحامات المسجد الأقصى حصاد فلسطين
القدس – بيان الجعبة – وكالة سند للأنباء

مرت سنة 2022 على المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس بمزيدٍ من الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية عليه وعلى المرابطين والمرابطات، يرافقها استهداف ممنهج للأماكن المحيطة والمتصلة به، بغية الوصول إلى هدف الجماعات الاستيطانية المتطرفة، والمتمثل بتهويد المكان وإفراغه من هويته العربية والإسلامية.

وفي ملف "حصاد فلسطين 2022.. الثورة مستمرة" تستعرض "وكالة سند للأنباء" أبرز ما تعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات، وكيف قرأ المراقبون ذلك، وما الذي ينتظر "الأقصى" في العام الجديد 2023؟

الاقتحامات.. انتهاك متواصل لحرمة "الأقصى"

خلال عام 2022، رفع المستوطنون وجماعات الهيكل المزعوم وتيرة الاقتحامات اليومية، حيث وثقت مراسلتنا منذ بداية العام اقتحام قرابة 56 ألف مستوطن لباحات "الأقصى"، وذلك بحماية شرطة الاحتلال والقوات الإسرائيلية الخاصة.

وتُشير المعطيات إلى تصاعد ملحوظ بأعداد المقتحمين مقارنة بالعامين السابقين، إذ بلغ عددهم في 2021 نحو 35 ألفًا و767، بينما وصل إجمالي المقتحمين في عام 2020 نحو 18 ألفًا و526 مستوطنًا.

انفوجرافيك عن انتهاكات المسجد الأقصى.jpg
 

وفي فترات الأعياد اليهودية، كثف المستوطنون اقتحاماتهم لـ "الأقصى" وقادها في أكثر من مرة حاخامات وجنود وضباط وعناصر مخابرات وأعضاء كنيست سابقون.

وتخللها أداء طقوس تلمودية، والصلاة الصامتة والسجود الملحمي وارتداء ملابس فاضحة داخل باحاته، بالإضافة لتنظيم جولات إرشادية عن الهيكل المزعوم، وتمرير دروس توراتية في الساحات.

هذه الانتهاكات حوّلت المسجد إلى ساحة مواجهة عنيفة 14 مرة خلال العام، أطلق فيها جنود الاحتلال الرصاص والقنابل الصوتية والغازية صوب المصلين والمرابطين، ما خلّف مئات الإصابات وعشرات المعتلقين.

وتعود أبرز هذه المواجهات إلى شهر نيسان/ ابريل 2022، الذي تزامن فيه شهر رمضان المبارك، مع عيد "الفصح" التوراتي، إذ اقتحم خلاله 4700 مستوطن باحات "الأقصى" وكان من بينهم حاخامات ومسؤولين عن "جماعات الهيكل".

اقتحامات في عيد نزول التوراه.jpg
 

أما عن أشدها تقول مراسلتنا إن فجر الخامس عشر من ابريل شهد مواجهات هي الأعنف على مدار العام، امتدت من صلاة الفجر وحتى العاشرة صباحًا، واستخدم فيها جنود الاحتلال القوة المفرطة ضد المصلين بعد اقتحام المصلي القبلي وإطلاق قنابل الغاز والأعيرة المطاطية عشوائيًا صوبهم.

وأسفرت هذه المواجهات عن إصابة نحو 158 فلسطينيًا واعتقال 470 آخرين (أُفرج عن غالبيتهم لاحقًا)، عدا على الأضرار الفادحة التي لحقت بالمصلى القبلي، كتحطيم نوافذه، وتكسير أبوابه الخارجية والداخلية، وحرق أجزاء من سجاده، وقطع أسلاك مكبرات الصوت، وغيرها.

إغلاق باب المصلى القبلي.jpg

معتقلون من ابريل في الأقصى.jpg

مواجهات الأقصى في ابريل.jpg

مواجهات ابريل في الاقصى.jpg
 

وفي مايو/ أيار 2022 تزامنًا مع الاحتفالات باحتلال القدس كاملة عام 1967، وما يُسمى "عيد الاستقلال" في "إسرائيل"، نفذ مئات المستوطنين اقتحامات مكثفة لـ "الأقصى" ورفعوا الأعلام الإسرائيلية داخله، ما حوّله إلى ساحة مواجهة مجددًا أسفرت عن إصابات واعتقالات في صفوف المصلين.

رفع الأعلام الإسرائيلية داخل باحات الأقصى.jpg

اقتحام الأقصى في مايو.jpg
 

أيضًا شهد شهر أيار انتهاكًا قضائيًا غير مسبوق بحق "الأقصى" حيث  أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية، حكما بالسماح للمستوطنين بأداء صلواتهم التلمودية بـ"صوت عالٍ" والقيام بما يشبه الركوع أثناء اقتحامهم لباحات المسجد.

وفي 28 آب/ أغسطس 2022 اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى من جهة باب الأسباط، في سابقة هي الأولى منذ سنوات، خلافًا للمتعارف عليه في الاقتحامات التي تبدأ من باب المغاربة وتنتهي عند باب السلسلة.

هذه الخطوة التي أثارت غضبًا فلسطينيًا واسعًا، وصفتها "جماعات الهيكل" بأنها "نجاح كبير" لهم وتقدم لمخططاتهم التهويدية.

وخلال عيد "رأس السنة العبرية" (26 -27 أيلول/ سبتمبر)، نفذ المستوطنون صلوات جماعية في باحات "الأقصى" وارتدوا الملابس الخاصة بالعيد أثناء الاقتحامات، ونفخ أحد المستوطنين في آخر أيام العيد بـ "البوق".

وتزامنت اقتحامات "الأقصى"، مع قيود فرضتها شرطة الاحتلال على دخول المصلين الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا.

 


كما شهدت احتفالات "عيد الغفران" (5 أكتوبر/ تشرين أول) انتهاكات بحق "الأقصى"، إذ أظهرت صورٌ ارتداء مستوطنين زي الكهنوت التوراتي في الاقتحامات، وقيام بعضهم بالانبطاح أرضًا عند أبواب المسجد، أثناء الاستعداد للاقتحام.

السجود الملحمي في عيد الغفران.jpg

اقتحامات المستوطنين في عيد الغفران.jpg
 

فيما شهد المسجد خلال عيد العرش (من 9 لـ 16 أكتوبر) موجة اقتحامات مكثفة وبأعداد كبيرة (5064 مستوطنًا)، بالتزامن مع تشديد الإجراءات الأمنية داخل "الأقصى" وفي محيطه.

وخلال العام 2022 عُقد "قمة حاخامية" داخل باحات المسجد الأقصى، وذلك على مرحلتين الأولى في الثالث من شهر نيسان، والثانية في 13 من شهر أكتوبر، بمشاركة حاخامات يهود؛ بهدف الدعوة لتعجيل هدم "الأقصى" وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.

واختتمت الانتهاكات هذا العام بتصعيد الاقتحامات خلال عيد الأنوار "حانوكاه" اليهودي (من 18 لـ  26 ديسمبر/ كانون أول)، حيث بلغ عدد المقتحمين 1797 مستوطنًا منهم حاخامات وأعضاء كنيست.

وتُشير مراسلتنا إلى أن احتفالات جماعات الهيكل بهذا العيد تصاعدت تدريجيًا، إلى أن بلغت ذروتها في رابع أيامه (21 ديسمبر) باقتحام 307 متطرفين لباحات "الأقصى" وأداء السجود الملحمي بشكلٍ جماعي في الساحة الشرقية من المسجد، إلى جانب صلوات ورقصات علنية في ساحته الشمالية.

وعند الانتهاء من الاقتحام، خرج المستوطنون من باب الأسباط للمرة الثانية منذ احتلال المسجد، في محاولة لاستخدام هذا الباب في حركة المقتحمين من وإلى "الأقصى"، بالإضافة لبابي المغاربة والسلسلة.

إيتمار بن غفير يُضيء شمعدان الأنوار.webp

 

وفي كل ليلة من ليالي العيد، أدى مستوطنون الرقصات والطقوس التلمودية عند أبو المسجد الأقصى من الخارج، وأشعلوا الشمعدان (رمز ديني يهودي) في ساحة البراق برعاية الحاخامية الرسمية، وبإشراف جماعات الهيكل المتطرفة.

ليست عبثًا.. تأسيس معنوي لفكرة "المعبد"

مراقبون حذروا من التطور الحاصل في انتهاكات المستوطنين خلال عام 2022، فصلواتهم العلنية لم تعد سلوكًا فرديًا، بل طورته "جماعات الهيكل" ليُصبح جماعيًا وعلنيًا وبحماية أمنية، ما يعني "التأسيس المعنوي للمعبد"، الذي به يتحوّل "الأقصى" إلى مساحة قادرة على استعياب الطقوس اليهودية المتصلة بـ "المعبد" بشكلها العلني وعلى مدار أوقاتٍ أطول مما كانت عليه في السابق.

ويرى المراقبون أن تثبيت أداء الطقوس اليهودية العلنية داخل المسجد الأقصى، شكّل أحد أبرز أهداف الاحتلال و"جماعات الهيكل" في عام 2022.

فكرة الهيكل.jpg
 

ويُعقب النائب المقدسي أحمد عطون والمبعد قسرًا إلى رام الله، على ما يجري بالتأكيد على أن "معركة المسجد الأقصى ليست وليدة اللحظة، ولا ترتبط بحكومة معينة، فإسرائيل منذ احتلالها للقدس تسعى لفرض استراتيجية متطرفة واضحة على الأقصى".

ويوضح "عطون" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "الاحتلال يعتبر الأقصى ساحة مفتوحة له، وربما يرى أن الفرصة الآن مواتية له للانقضاض على المسجد في ظل الانشغالات الفلسطينية والعربية عما يجري في القدس عمومًا والأقصى على وجه الخصوص".

ويتمثل الخطر القادم على "الأقصى" من وجهة نظر "عطون" بخلق وجود حقيقي لممارسة الطقوس التوراتية كاملة داخل باحاته عبر اقتطاع جزء منه كالساحة الشرقية، وجعله حقًا طبيعيًا لهم ينظمون ممارساتهم الدينية فيه تمامًا كما حدث في المسجد الإبراهيمي بالخليل.

ويعتقد أن الاحتلال تمكن من فرض أجندته على "الأقصى" وبات اليوم هو المتحكم الرئيسي بكل مفاصله؛ سعيًا منه لرفع الوصاية الأردنية عنه، ونزع الولاية السياسية والصبغة الدينية عنه حتى لا يقال أن "الأقصى" هو مسجد خالص للمسلمين أو للفلسطينيين.

إبعاد بالجملة والهدف واضح..

منذ سنوات تستخدم سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين أوامر الإبعاد عن المسجد الأقصى ومحيطه وعن القدس بأكملها؛ لمحاولة الانتقام منهم ولتسهيل اقتحامات المستوطنين، وسعيًا لإفراغ المسجد من المرابطين والمرابطات، والتأسيس لمرحلة التقسيم الزماني الفعلي للمسجد.

الإبعاد عن المسجد الأقصى.jpg
 

وخلال العام 2022 أصدرت سلطات الاحتلال نحو 780 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى لفتراتٍ تراوحت بين أسبوع و6 أشهر، وهو الأعلى منذ بدء العمل بهذه السياسة عام 2013.

ووفق المعطيات المتوفرة لدينا عن عدد قرارات الإبعاد الصادرة في العامين اللذين سبقا 2022، نجد أنه أوامر الإبعاد تضاعفت بالعام الأخير، فخلال 2020 و2021 أصدر الاحتلال 315 و 355 قرار إبعاد (على التوالي).

ومن أبرز الشخصيات التي استهدفها الاحتلال بالإبعاد، رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، ونائب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس ناجح بكيرات، ومدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، والباحث في الشأن المقدسي جمال عمرو وزوجته المرابطة زينة عمرو، والمعلمة هنادي الحلواني.

"الأقصى" قضية عقائدية.. قد تُشعل الحرب

يؤكد نائب مدير "دائرة الأوقاف" ناجح بكيرات أن حكومة الاحتلال زادت من انتهاكاته في "الأقصى" وعسكرة مدينة القدس، لتتخذ منحى خطير للغاية.

ويُردف "بكيرات" لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال يُمارس سياسة الإبعاد بالجملة لتفريغ المسجد من المسلمين وإحلال المستوطنين بدلًا منهم؛ ولفرض واقع فعليّ للتقسيم الزماني والمكاني".

شرطة الاحتلال في باحات الأقصى.jpg


ويلفت إلى أن الانتهاكات كانت تتم بسرية، إلا أنها باتت اليوم على العلن وبشكلٍ "وقح" خاصة في ظل بروز متطرفين أمثال إيتمار بن غفير على سطح الحكومة الجديدة، مبينًا أن ذلك سينقل المنطقة إلى مرحلة خطيرة أكثر عدوانية على كل المستويات.

ويُتابع "بكيرات": "أمثال بن غفير ينادون صراحةً بتهجير المقدسيين، وقلب الواقع في "الأقصى" وسحب صلاحيات "الأوقاف"، وهذا كله  يؤسس لمرحلة الهيكل عبر ممارسة طقوس لم تمارس من قبل".

وحذر من المرحلة القادمة التي سيسعى الاحتلال خلالها إلى تعجيل وزيادة الوجود اليهودي في المسجد الأقصى، مشددًا أنه ليس قضية فلسطينية ومقدسية فقط إنما هي قضية عقائدية ترتبط بأمة الإسلام كافة.

ويزيد: "المساس به أو إحداث أي تغيير فيه كفيل بإشعال حرب دينية فعلية لها بداية لكن ربما لن تكون لها نهاية (..) تغيير الواقع قد يشعل هبّة على مستوى الأمة الإسلامية وستكون كفيلة بتقويض الاحتلال وتنحيته".

اقتحامات المستوطنين في عيد الغفران.jpg
 

إلى ذلك يقول الباحث في الشأن المقدسي فخري أبو دياب لـ "وكالة سند للأنباء" إن لدى سلطات الاحتلال توجه واضح  لرفع القدسية عن المسجد الأقصى كمكان مقدس للمسلمين واعتباره وساحاته مكان عبادة لليهود.

ويتفق "أبو دياب" مع "بكيرات" في جزئية أن الاحتلال يسعى لسحب صلاحيات "دائرة الأوقاف" عبر اتخاذ إجراءات من شأنها تُشجع على اقتحامات "الأقصى" كتسيير الحافلات المجانية وإزالة اليافطة التي تُحرم اقتحامه واستبدالها بلوحة تَحُث ذلك، إضافة لمحاولات تفريغ الوصاية الهاشمية من مضمونها.

وتُنذر هذه الإجراءات _تبعًا لأبو دياب_ بعام يزداد فيه أعداد مقتحمي "الأقصى" بشكل واسع وكبير جدًا مع السماح لهم بآداء كل طقوسهم التلمودية بشكلٍ علني داخل باحاته؛ تثبيتًا للبناء المعنوي للهيكل المزعوم فيه.

رقصات المتطرفين في عيد الأنوار.webp

رفع العلم الإسرائيلي في باحات الأقصى.jpg

سجود ملحمي في عيد حانوكاه.webp