الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالفيديو "بدي أشوفك دكتورة قدّ الدنيا".. "آية" تُبشر والدها الأسير بتفوقها

حجم الخط
1.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

عشرة أعوام.. كان عمر "آية" في آخر مرّة عانقت والدها، وهمس في أذنها "بدي أشوفك دكتورة قدّ الدنيا"، لم يجل في خاطرها يومًا أنها ستفقد ملامح أبيها وصوته، ويغمرها الشوق وغصّة الاحتياج بدلًا من حُضنه، في لحظاتٍ يُفترض أن يكون هو أول الحاضرين.

اليوم.. في مكانين بعيدين، هلّت طقوس الفرح على "آية" ووالدها، بعد تفوقها في نتائج الثانوية العامة وحصولها على معدل 98% في الفرع العلمي، لكنّ ثمّة غصّة تسربت إلى قلبيهما، جعلت الفرحة منقوصة والشوق شديد.

فصوت الزغاريد والمفرقعات، مذاق الحلويات المختلف في هذا اليوم، عناق طويل، وقُبلة فخرٍ على جبين ابنته.. أشياء غابت عن ضرار أبو سيسي، فلم يبقَ إلا الدموع وبحّة صوته عبر الهاتف "فخور بكِ يا صغيرتي".

ضرار أبو سيسي أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، منذ فبراير/شباط 2011، عزلته إسرائيل في سجونها، وحرمته زيارة ذويه وأخضعته لتحقيق قاسٍ اقترب من مائة يوم، تعيش اليوم ابنته أجمل لحظات حياتها بعيدًا عن أحضانه.

تقول "آية" لـ "وكالة سند للأنباء"، إنها كانت تسعى منذ لحظّة أسر ولادها، لإدخال الفرحة على قلبه، فهو دائمًا كان يرى فيها الفتاة الذكية التي ينتظرها مستقبل باهر، رغم قسوة الظروف التي واجهتها.

وأضافت، "اختطاف إسرائيل لوالدي، كان من أصعب ما وجهناه، لكنّ مُحال أن ينال الاحتلال من عزيمتنا، لذا قررنا ألا نقف عند تلك اللحظة، وواصلنا الحياة بنجاح وإصرار".

خلال الأعوام افتقدت "آية" حسّ الأب، حنانه، وحكمته، تُردف بنبرة صوتٍ ثقيلة: "احتجت وجوده كثيرًا، لكن خلال دراستي الثانوية العامة، تضاعف لديّ هذا الشعور، كنت أضعف في مراتٍ كثيرة، أوشك على الانهيار، لولا وعدي له بأن يكون فخورًا بي".

ورغم الغيّاب ومحاولات الاحتلال عزله تمامًا عن عائلته، إلا أن الأسير "ضرار" كان يُشعرهم بقربه ووجوده معهم، تُكمل: "كان يفعل ما بوسعه ليكون حاضرًا، هذا يُخفف عنّا ثقِل الحياة في بُعده، وحقيقة كان يمنحني القوّة لمواصلة الطريق". 

ظلّت أمنية أن تلقى "آية" والدها صبيحة يوم النتائج، تُرواح فكرها، إلا أن الاحتلال نغصّ عليها فرحتها وحرمها من ذلك، تُحدثنا: "تمنيت لو أنه بجانبي، يُخفف من توتري قبل إعلان النتائج، يُخبرني هو بها، أحضتنه كما فعلن كل الفتيات مع آبائهنّ، وألمح في عيونه معاني الفخر.. هذا كل ما تمنيته!".

بعد نصف ساعة من إعلان النتائج، أخبرت "آية" والدها بالنتيجة، كيف كانت ردت فعله؟، تردّ بعد لحظاتٍ من شرود ذهنها: "سمعت الفرحة من صوت دموعه وهو يُخبر زملائه في السجن بمعدلي، افتخر بي أخيرًا، وحققت ما يُريد".

"أنتِ سيدة قرارك".. هذه كلمات "ضرار" لابنته بعد كل نقاشٍ يدور بينهما على اختيار التخصص الجامعي، فهو يراها منذ كانت طفلة "دكتورة قد الدنيا"، أما هي فتُحب القانون، لكنّ هذا ليس مجال للاختلاف، فالأهم من ذلك أن تصنع ابنته لنفسها بصمة في كل طريقه تسيره.