الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالصور "سمر البع" تعيد الحياة لمنحلة والدها الشهيد

حجم الخط
73497899_1200750890120537_8969442631033552896_n.jpg
غزة-وكالة سند للأنباء

في مكان قريب جداً من السياج الأمني الإسرائيلي شمال قطاع غزة، تجلس الشابة سمر البع (28 عاماً)، داخل منحلتها، تستذكر قصة والدها الذي استشهد فيها عام 2006.

ورغم أن هذه المنحلة تحمل ذكريات مؤلمة لسمر إلا أن الشابة تحدت الظروف وأرادت إزهار تلك الأرض مجدداً بعد أن تحولت لخرابة بفعل الحشائش التي انتشرت في كل مكان داخلها.

فكرت سمر طويلاً عن مشروع يخرجها من ضيق المعيشة والفقر قبل أن تنطلق بهمة نحو التفكير بإعادة إحياء هذه المنحلة، لتنتج منه عسلاً صافياً يعيد لها رونق الحياة.

أرادت الشابة إحياء ذكريات والدها من خلال مشروعها، لعل عسل المنحل يدمل جرحاً تسببت به إسرائيل بعد أن قتلت والدها الخمسيني عثمان داخل مزرعته أثناء جمعه للعسل الذي اختلط بالدم.

72841162_2343586749097374_6312726022374555648_n.jpg

65465089_457864455004817_59445950854201344_n.jpg

72748329_493301661253168_2846105704131985408_n.jpg

خطر

منذ عام تقريباً وسمر تذهب كل يوم إلى منحلتها التي تقع على بعد أمتار معدودات فقط من أقرب برج عسكري إسرائيلي، فتسقيها من رياحين الحب وأزهارها المنبعثة من كل مكان.

سمر ورغم أن أحد الجنود المتمركزين داخل هذا البرج العسكري حاول قتلها بعد أن أطلق النار مباشرة عليها خلال الشهور الأخيرة، إلا أنها أبت التراجع أو الاستسلام.

تقول الشابة لمراسل "وكالة سند للأنباء"، إن الخطر المنبعث والقادم من هذه الأبراج العسكرية قرب منحلتها عزز من مخاوف أهلها فطلبوا منها التوقف مراراً وتكراراً عن التوجه نحو تلك الأماكن فرفضت.

65460646_350553365608935_725840307563790336_n.jpg

65310955_2410793089158143_4149209239983751168_n.jpg

65247610_328884728033351_5894727564471042048_n.jpg

طبيعة المهنة

الخوف هنا لم يكن سببه الوحيد نيران الاحتلال الغادرة التي يمكن أن تختطف حياة سمر، وإنما هناك سبب آخر مرتبط بنظرة ثقافية تبدو سائدة ولا تتقبل أن تعمل فتاة بمهنة مخصصة للرجال.

تقول سمر: "وجدت إشكاليات وتحديات كبيرة عندما بدأت العمل إلا أن المحيطين بي تفهموا ذلك لاحقاً".

72942703_528239747955167_9121962756575068160_n.jpg

72890558_707826659727884_8680121062605717504_n.jpg

72841162_2343586749097374_6312726022374555648_n.jpg

72748329_493301661253168_2846105704131985408_n.jpg

72484910_2102419073399455_2875597835804344320_n.jpg

سر المهنة

هكذا أعمال تحتاج لخبرات واسعة، ومهارات تجعله أقرب للنحل الذي يلسع كل من لا يعرف التعامل معه، كما تقول الشابة الطموحة سمر، التي ورثت أسرار هذه المهنة من والدها الشهيد عثمان البع.

كان عمر سمر آنذاك لا يتجاوز الـ 18 عاماً، تضيف: "كان والدي يجلسني قرب الخلايا، ويشرح لي طريقة تغذيتها وكيفية التعامل معها أثناء انتاجها".

فجأة توقفت سمر عن الحديث قبل أن تقول: "كانت هذه أجمل ذكريات لي، كنت أشعر بالسعادة أثناء مرافقته...رحمك الله يا أبي".

73237084_775017792931502_4855951125062352896_n.jpg

73115800_981099478914696_780299552279232512_n.jpg

73073907_413832979526955_3723732977729929216_n.jpg

72942703_528239747955167_9121962756575068160_n.jpg

72890558_707826659727884_8680121062605717504_n.jpg

البطالة

ومع ذلك مضت الشابة نحو حلمها التي بنته بعرق جبينها، محاولة إنقاذ نفسها من البطالة المتفشية بين الخريجين والشباب في القطاع؛ بسبب الحصار الإسرائيلي الذي عصف بكل مناحي الحياة.

فسمر عندما تخرجت من تخصص "التعليم الأساسي" من جامعة القدس المفتوحة بغزة عام 2013 وجدت نفسها حائرة لا تعرف ماذا تعمل؟، وفقاً لما تحدثت به لـ "وكالة سند للأنباء".  

وهنا قررت سمر خوض غمار العمل بجني النحل، رغم تكاليفه الكبيرة والمشقة التي تكتنف تفاصيله؛ سعياً منها لتوفير مصدر دخل لها يعيلها وعائلتها من ضنك الحياة والمعيشة في غزة المحاصرة.

75418942_1137105346487988_6825190220074319872_n.jpg

75402192_779194852501381_7840765731481321472_n.jpg

75233385_1092296001114056_3123798360843091968_n.jpg

74906651_1424767857701906_1396468617263972352_n.jpg

74624147_449747035662507_2969377235531726848_n.jpg

بداية المشوار

كانت سمر تعلم أن طريقها يحتاج لغرس أولى الخلايا، فبدأت العمل في منحلتها بـ 30 خلية بعد حصولها على تمويل من مؤسسة أهلية في قطاع غزة.

ومن ثم أضافت سمر لمنحلتها 20 خلية جديدة فأصبح عددها الإجمالي 50 خلية تتغذى على الأزهار والأعشاب الطبيعة مثل: الميرمية، والزعتر، والمورينجا، المنتشرة بكثرة قرب الحدود لتدر هذه الخلايا عسلاً صافياً طبيعياً.

وتأمل سمر أن تضيف لمنحلتها مزيداً من الخلايا كي يكتسب مشروعها مزيداً من الإنتاجية، فذلك يشعرها بأنها حققت شيئاً في حياتها، كما تقول.

74272802_496774724500228_8322185793896448000_n.jpg

74426184_547022419174332_5142656242363138048_n.jpg

73247006_1013051805754778_8701879139293986816_n.jpg

73497899_1200750890120537_8969442631033552896_n.jpg

73237084_775017792931502_4855951125062352896_n.jpg

73073907_413832979526955_3723732977729929216_n.jpg72882813_2665580150166612_5061586303699648512_n.jpg

73073441_444598152831305_7678523432069234688_n.jpg