الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"فيسبوك" بصدد توظيف صحافيين مهنيين

حجم الخط
sdsd-1024x579.png
نيويورك- وكالات

يعتزم موقع فيسبوك توظيف صحافيين مهنيين عوضًا عن الاعتماد على خوارزميات لنقل الأخبار.

ورأى محللون أن هذه "خطوة إيجابية، لكنّها لن تؤدي إلى تغيير أوضاع صناعة الإعلام التي تمر بأوقات صعبة".

وأعلن عملاق التواصل الاجتماعي، أنه سيشكّل فريقًا صغيرًا من الصحافيين لاختيار أبرز الأخبار الوطنية "لضمان أننا نبرز الحوادث الصحيحة".

ويأتي القرار في وقت يمر قطاع الإعلام الأمريكي بأزمات فقدان وظائف وإغلاق صحف ومحاولة المؤسسات الإعلامية إيجاد وسائل لتحقيق أرباح في عصر الأخبار المجانية.

وستظهر القصص في قسم "شريط الأخبار" (نيوز تاب) الذي سيكون منفصلًا عن القسم التقليدي الذي تظهر فيه تحديثات المستخدمين الآخرين من أصدقاء وأقارب.

وقالت أستاذة الاتصالات في جامعة ديلاوير دانا يونغ: "نظريًا أرى ذلك تطورًا إيجابيًا. إنه شيء واعد جدًا".

وسيقوم صحافيو فيسبوك باختيار قصص من المواقع الإخبارية ولن يقوموا بإدخال تعديلات تحريرية على العناوين أو يعيدوا كتابة المحتوى.

وأكدت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، مرارًا أنها لا تريد أن يتم اعتبارها مؤسسة إعلامية تقوم بقرارات تحريرية، والإعلان الأخير لا يغير من هذا التوجه، بحسب خبراء.

وصرّحت يونغ: "هذا ليس تحولًا لأنه لن يغير بالضرورة سلوك الأفراد الذين يشيرون إلى القصص على صفحاتهم".

وأضافت: "هذا هو مصدر القوة. الأفراد الذين تعرفهم وتثق بهم يضعون ختم الموافقة الضمني على القصص من خلال مشاركتها على فيسبوك".

وسيكون قسم الأخبار أول خدمة إخبارية للموقع تستخدم مشرفين بشر بعد إغلاق قسم "الموضوعات الشائعة" عام 2018.

وأغلق القسم المذكور بعد فضيحة سببتها معلومات أفادت بأن موظفي القسم حجبوا قصصًا متعلقة بقضايا لا تثير الاهتمام.

ستظل المقالات التي لا تعتبر من أهم الأخبار موجودة باستخدام خوارزميات تستند إلى تاريخ المستخدمين، مثل الصفحات التي يتبعونها والنشرات التي اشتركوا فيها والأخبار التي تفاعلوا معها بالفعل.

وأفاد رئيس الشراكات الجديدة في فيسبوك، كامبل براون، في سان فرانسيسكو: "هدفنا من وضع علامة الأخبار هو توفير تجربة شخصية وثيقة للناس".

ويأتي إطلاق قسم الأخبار المتخصص فيما يقوم فيسبوك بسلسلة مبادرات لتعزيز الصحافة، إذ تتهمه المؤسسات الإعلامية التقليدية بالاستفادة ماليًا من عملها الشاق.

وتهيمن منصات التواصل الاجتماعي على مساحات الإعلان على الإنترنت، ما يجعل من الصعب على المؤسسات الإخبارية نقل الإعلانات المطبوعة التي كانت مربحة للغاية لصفحاتها.

وفي كانون الثاني/ يناير 2019، أعلن فيسبوك أنه سيستثمر 300 مليون دولار على مدى 3 سنوات لدعم الصحافة وخاصة المؤسسات الإخبارية المحلية.

وموّل مشاريع لتقصي الحقائق في جميع أنحاء العالم، من بينها مشروع بالشراكة مع فرانس برس.

وأفادت التقارير أن فيسبوك سيدفع أموالًا لبعض الناشرين لقاء نشر المحتوى الإخباري لهم في قسم الأخبار.

لكن ماثيو إنغرام الذي يكتب عن الإعلام الرقميّ لمجلة "كولومبيا جورناليزم ريفيو" قال إنه لا يتوقع أن توظف هذه الأموال لمؤسسات بحاجة ملحة إلى دعم مادي.

وتابع: "أعتقد أن الشركات التي سيتم اختيارها هي تلك التي أداؤها جيد أساسًا. قد يمنحها القليل من المال الإضافي لكنني أرى أن الأمر لن يقود إلى زيادة كبيرة في عدد زائريها".

وتشهد الصحافة المطبوعة في الولايات المتحدة تراجعًا كبيرًا مؤخرًا إذ تفوقت وسائل التواصل الاجتماعي على الصحف كمصدر رئيسي للأخبار للأميركيين.

وأغلقت قرابة 2000 صحيفة أميركية خلال السنوات الـ 15 الماضية، وفقًا لجامعة نورث كارولينا، تاركة ملايين السكان من دون مراسلين يتابعون ما تقوم به سلطاتهم المحلية.

وقالت يونغ إن "موت الأخبار المحلية له آثار مدمرة للديمقراطية. إنها قضية معقدة لا يمكن لفيسبوك حلها بمفرده".

وانخفض عدد الصحافيين العاملين في الصحف الأمريكية بنسبة 47% من العام 2008 إلى العام 2018، وفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث العام الماضي.

ووجدت المجموعة أن إجمالي عدد الصحافيين في غرف الأخبار انخفض بنسبة 25%، فيما قالت شركة الاستشارات "تشالنجر غراي آند كريسماس" إن 2019 سيكون الأسوأ في تسريح الموظفين منذ 2009.

ويمر ستيفن غروفز (30 عامًا) الذي حصل مؤخرًا على ماجستير في الصحافة من جامعة نيويورك بوقت صعب للحصول على وظيفة، وحين سمع عن خطة فيسبوك بدا مشككا.

وقال إنّ "فيسبوك ليس مؤسسة صحافية، لذا قبل أن أعمل في فيسبوك أود أن أرى التزامهم بالصحافة الأخلاقية القوية".

ويمر القطاع الرقميّ بورطة. فحين ألغى موقع "بازفيد" الأميركي 200 وظيفة في يناير 2019، اضطرت إميلي تامكين (29 عامًا) للخروج من وظيفتها التي كانت تشغلها من بضعة أشهر فقط.

وقالت: "شخصيًا لا أشعر بالبهجة لحقيقة أن فيسبوك توظف الصحافيين (لكنّ) إذا كان هذا جانب إيجابي، فلدينا سحابة كبيرة هنا قد تمطر وظائف".