الساعة 00:00 م
الإثنين 07 أكتوبر 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
5 جنيه إسترليني
5.38 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.19 يورو
3.81 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عام على "طوفان الأقصى".. الصباح الذي وجّهت فيه المقاومة صفعةً مدّوية لـ "إسرائيل"

حماس: 7 أكتوبر استجابة طبيعية لمحاولة تصفية قضيتنا الوطنية

الحية: طوفان الأقصى جاء بعد أن أصبحت فلسطين قضية منسية

"الخان الأحمر".. معاناة تتصاعد بوجود حكومة اليمين المتطرف

حجم الخط
الخان الاحمر
القدس - بيان الجعبة- وكالة سند للأنباء

وسط حالة من الترقب والقلق على مصير وجودهم في بيوتهم وفوق أراضيهم، يعيش أكثر من 200 فلسطيني في قرية الخان الأحمر البدوية شرقي مدينة القدس، في ظل التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بإخلائهم وطردهم من منازلهم، تطبيقًا للقرارات العنصرية التي اتخذت سابقًا بحقهم.

في مارس/ آذار 2010 صدر أول قرار عما تسمى "الإدارة المدنية" الإسرائيلية بهدم كافة المنشآت في الخان الأحمر، وفي حينه لجأ السكان إلى محاكم الاحتلال للالتماس ضد القرار على مدار السنوات الماضية، وكانوا يحصلون خلالها على قرارات تأجيل للهدم، إلى أن صادقت المحكمة العليا الإسرائيلية في مايو/ أيار 2018 على أمر بتهجير سكانه وهدم التجمعات البدوية مقابل توفير بديل ملائم لهم.

ويرتقب حاليًا أهالي التجمع البدوي قرار سلطات الاحتلال النهائي المتوقع مطلع فبراير/ شباط المقبل لتهجيرهم وهدم التجمع، المكون أغلبه من خيام ومساكن من الصفيح.

الخان الأحمر 6.jpeg
 

وكانت الحكومات الإسرائيلية التي سبقت الحكومة اليمينة المتطرفة الحالية، قد أرجأت تنفيذ قرار هدم الخان، "بانتظار التوصل إلى حل مع سكانه".

القناة "12" الإسرائيلية، ذكرت في تقرير لها أنه "بعد تأجيلات متكررة على مر السنين، فإنه سيتم أخيرا إخلاء الخان الأحمر، وذلك وفقا للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية ومجلس الأمن القومي".

واعتبرت القناة الإسرائيلية أن قرية الخان الأحمر الفلسطينية التي تقع بين مستوطنات "كفار أدوميم" و"ميشور أدوميم"، تقف مثل "شوكة في حلق الحكومات الأخيرة".

وتقع قرية الخان الأحمر إلى الشرق من مدينة القدس، على مساحة 40 دونمًا، وتضم أكثر من 40 عائلة يعيشون في خيام وبيوت من الصفيح، وأخرى في "كرفانات" متنقلة .

الخان الاحمر 3.webp


وتعتبر "إسرائيل" الأراضي المقام عليها التجمع البدوي "أراضي دولة"، وتقول إنه "بني من دون ترخيص"، وهو ما ينفيه السكان.

ويسكن 200 فلسطيني من عشيرة "الجهالين" البدوية في هذا التجمع، منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي، بعد أن هجَّرهم الاحتلال من منطقة "النقب" عام 1948، وتسعى سلطات الاحتلال لطردهم من مساكنهم مجددا، ولا تألو جهدا في فرض القيود على حركتهم.

تطهير عرقي..

الخبير في شؤون الاستيطان والخرائط خليل التفكجي، يقول إن الأهمية الاستراتيجية للتجمعات السكانية في "الخان الأحمر" تنبع من أن ما يجري هناك يأتي ضمن المشروع الإسرائيلي 2050، والذي يطلق عليه مشروع "5800".

ويوضح "التفكجي" أن المشروع "5800" يقضي بإقامة مطار ضخم في منطقة الخان الأحمر، وإقامة منطقة سككك حديدية وشوارع، وإنشاء مناطق صناعية وتجارية وفنادق، إضافة لكل ما يتعلق بالمرفقات للمطار، لافتاً إلى أن المطار المنوي تشييده من المخطط له أن يستقبل 35 مليون مسافر سنويا، و12 مليون سائح.

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "المشروع الإسرائيلي سيجعل من القدس ذات أقلية عربية وأغلبية يهودية مطلقة، وهو ما يتطلب إقامة مجموعة من الأحزمة الاستيطانية التي تحيط بمدينة القدس، وعدم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

الخان الأحمر 4.jpg
 

ويضم الخان الأحمر 46 تجمعًا سكانيًا، يتهددها الترحيل بهدف جعل أي سائح يأتي من منطقة تل أبيب أو منطقة الساحل متجهًا نحو الأغوار، لا يرى أي تجمعات سكانية عربية مما يشعره أنه داخل دولة يهودية كاملة، وفق ضيفنا.

ويعتبر "التفكجي" مخطط الاحتلال بمثابة عملية تطهير عرقي تجري في منطقة الأغوار من الشمال وحتى الجنوب، وذلك لترسيخ مفهوم الدولة اليهودية العبرية، التي تعتبر منطقة الأغوار جزءا منها.

ويشير الخبير إلى أن الاحتلال يعمل على شطر الضفة الغربية إلى قسمين رئيسيين، جنوبي وشمالي، وعليه؛ فأي دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي غير موجودة على الإطلاق، "بمعنى أن الدولة الفلسطينية، سيتم وضعها في "ساندويتش" بين المستوطنات الإسرائيلية والجدار الفاصل من الناحية الغربية، وبين مشروع الأغوار من الناحية الشرقية"، وفق قوله.

الانفتاح على الشرق الأوسط..

ويلفت "ضيف سند" لسعي الاحتلال لربط منطقة الأغوار والخان الأحمر بمنطقة الشرق الأوسط ككل، وذلك عبر ما ذكر سابقا؛ من مطار وسكك حديدية وشوارع جديدة وضخمة، كما سيتم إقامة جسر على نهر الأردن إضافة لجسر الملك عبدالله المغلق حاليًا، مما سيربط المنطقة بالأردن ومن ثم بمنطقة الشرق الأوسط.

ويوضح:"هناك دراسة إقليمية إسرائيلية تسعى لربط مدينة حيفا ومنطقة بيسان بمنطقة إربد في الأردن ومنها إلى السعودية، عبر سكك حديدية متواصلة، لجعل "إسرائيل" دولة مركز في المنطقة".

تمسك بالأرض..

ومن جهته، يقول المتحدث باسم العائلات البدوية في الخان الأحمر عيد خميس الجهالين، إن سكان القرية يرفضون المشاريع الإسرائيلية، وسبق أن رفض السكان مشاريع إسرائيلية سابقة قبل 10 سنوات وآخر في 2018 لنقل السكان في منطقة "أبو ديس" بالقرب من مكب النفايات، وهذا المشروع وكل مشروع آخر ستتم مواجهته من قبل السكان"، مشددًا على أن "السكان يرفضون التحرك من أرضهم لأي مسافة؛ لا 300 متر ولا غيرها".

ويضيف "الجهالين" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال يريد فلسطين كاملة من البحر إلى النهر بدون أي فلسطيني، وليس فقط الخان الأحمر، وكل هذا يأتي في إطار قانون القومية الإسرائيلي الذي أقر قبل عامين".

وعن السبب الحقيقي الذي يقف خلف إصرار الاحتلال على هدم قرية الخان الأحمر، يوضح "الجهالين" أن لدى الاحتلال مشروع ضخم يمتد من مركز مدينة القدس وحتى البحر الميت، وعلى هذا الامتداد لا يوجد أي قرية أو مخيم فلسطيني إلا قرية الخان الأحمر".

هدم الخان الأحمر.jpg
 

ويتابع: "الاحتلال أغلق مدينة القدس بحزام من المستوطنات من الغرب والشمال والجنوب، ولم يبق للفلسطينيين سوا البوابة الشرقية والتي زرع فيها الاحتلال مستوطنات "معاليه أدوميم" و"كفار أدوميم" و"ألون" و"ميشور أدوميم"، معتبراً أن هذه المستوطنات هي حزام استيطاني أمني للقدس، إلا أن قرية الخان الأحمر تقف عائقاً أمام إغلاق واكتمال هذا الحزام وتمدد المستوطنات، لذلك يريد الاحتلال اقتلاع القرية لإكمال الحزام على القدس من الجهة الشرقية".

ويحذّر "الجهالين" من اقتلاع "الخان الأحمر" التي يسكنها نحو 200 نسمة، مما سيجعل حدود بلدية القدس تصل حتى البحر الميت، وعليه سيكون سكان محافظة بيت لحم بحاجة إلى تصريح عندما يريدون الذهاب إلى رام الله، وسيحتاجون إلى تصريح إسرائيلي لدخول القدس، وبالتالي قطع الضفة الغربية شمالا وجنوبا.

وذكر "الجهالين" أن هناك 26 تجمعًا سكنيًا بدويًا موزعين على المنطقة من شرق العيزرية حتى حدود "النبي موسى" وتضم نحو 3000 نسمة.

وتحيط بالخان الأحمر مستوطنات إسرائيلية، حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها السلطات الإسرائيلية لتنفيذ مشروعها المسمى "E1".

وهذا المشروع يتضمن إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بغرض ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" مع القدس.