الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بعد الهجمة الشرسة عليهن..

خوفٌ وقلق يأكل قلوب أهالي الأسيرات: إلى متى سنظل نُناشد؟

حجم الخط
الأسيرات في السجون.
رام الله - يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

تعيش عائلات الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي حالة قلق وخوف على مصير بناتهن، بعد الهجمة الشرسة التي تعرضن لها خلال الأيام القليلة الماضية، والتي كان آخرها اقتحام غرفهن في سجن "الدامون" أمس الثلاثاء ، والاعتداء عليهم بالضرب والقنابل الغازية وعزل إحداهن.

وكانت إدارة السجن قد حولت غرف الأسيرات لزنازين، بعد أن سحبت منها الأدوات الكهربائية، ومقتنيات الأسيرات، وفرضت عليهن عقوبات قاسية، ما تسبب بحالة من التوتر الشّديد، تخلله حرق لغرفهن في خطوة احتجاجية على تلك العقوبات.

وفي ظل تلك الأخبار وقسوة وقوعها على مسامع عائلات الأسيرات، وهم يسعون جاهدين للاطمئنان على بناتهن ومعرفة مصيرهن، يترقب الأهالي أي اتصال أو خبر يطمئنهم ويبرد قلوبهم التي اشتعلت خوفًا عليهن.

وتقبع 29 أسيرة في سجن الدامون، في ظروف اعتقالية صعبة ، بينهن ثلاث قاصرات، و6 جريحات، و7 أمهات، بينما تعرضت خلال العام المنصرم أكثر من 172 فلسطينيّة للاعتقال لدى الاحتلال، وفق معطيات نادي الأسير.

الأسيرات الفلسطينيات.jpg
 

خوف لا يوصف..

في مخيم قلنديا شمال مدينة القدس، لا يهدأ هاتف إبراهيم عواد، والد الأسيرة نورهان، وهو يجري الاتصالات بكافة الجهات التي تعنى بمتابعة الأسرى، للاطمئنان على ابنته المعتقلة منذ عام 2015، وتقضي حكمًا بالسجن لعشرة أعوام.

ويقول "عواد" لـ "وكالة سند للأنباء": "نعيش حالة من التوتر والقلق الشديد، منذ أن سمعنا الأنباء عن اقتحام أقسام الأسيرات بالأسلحة وغاز الفلفل والغاز المسيل للدموع، والهجوم على الأسيرات بالكلاب البوليسية، مما تركنا بحالة خوف لا يوصف".

ويوضح أن عائلات الأسيرات تتواصل فيما بينهن للاطمئنان على ظروفهن، وأن حالة الخوف هي على جميع الأسيرات، مضيفًا: "كلهن بناتنا، والهجمة تستهدف كسر عزيمتهن وشوكتهن".

الأسيرة نورهان عواد.jpg


ويُشير والد الأسيرة إلى أنّ آخر زيارة لها كانت قبل أسبوعين في سجن "الدامون"، مبينًا أن حالة التوتر في جميع المعتقلات قد أثرت وبدت واضحة على الأسيرات".

ولم يختلف واقع عائلة الأسيرة ميسون موسى (27 عاما) من بيت لحم عن سابقتها، حيث تصف والدة الأسيرة حالها بالقول: "وصلتنا الأخبار عبر وسائل الإعلام، ومنذ ذلك الوقت ونحن قلقون على مصير ابنتنا وزميلاتها، لكننا لا نملك سوى الدعاء لهن".

وتعد الأسيرة ميسون موسى، أقدم أسيرة في سجون الاحتلال، وهي معتقلة منذ عام 2015 وتقضي حكمًا السجن لمدة 15 عاماً.

وتلفت والدة الأسيرة، إلى أن الأخبار التي وصلتهم تفيد بأن قوات القمع التابعة لإدارة السجون، داهمت غرف الأسيرات في معتقل الدامون بعد عملية إطلاق النار في القدس يوم الجمعة الماضية، ومنعهن من الفورة ليومين، وتم سحب "بلاطة" الطبخ والتلفاز وإبريق تسخين الماء منهن.

وتمكنت عائلة الأسيرة "ميسون" من زيارتها يوم الأربعاء الماضي، وخلال الزيارة علمت عن إحدى الأسيرات التي كانت تستنجد بنقلها للمستشفى بسبب معاناتها مع المرض، وفق والدتها.

حالة الخوف والقلق عاشتها أيضًا عائلة الأسيرة شروق دويات من القدس، تقول والدتها إنهم عاشوا لحظات صعبة من التوتر والترقب يوم أمس، لا أحد يعرف ماذا جرى؟ وكيف حالهن بعد الاعتداء، وهل سيتعرضن لمزيد من التنكيل خلال الأيام القادمة؟

شروق دويات.jpg
 

وكان من المفترض أن تزور عائلة "دويات" ابنتها في سجن الدامون اليوم الأربعاء، لكنّ وحتى إجراء المقابلة (مساء أمس الثلاثاء) لم تعرف العائلة مصير هذه الزيارة، فلا تواصل مع "شروق" أو غيرها من الأسيرات.

وناشدت والدة "شروق" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" الأحرار والجهات الرسمية والمعنية بشؤون الأسرى، بالعمل من أجل إطلاق سراح الأسيرات: "تحدثنا كثيرًا وناشدنا كثيرًا دون أيّ آذان صاغية لكلامنا إلى متى؟".

وتقضي الأسيرتان شروق دويات، وشاتيلا أبو عياد أعلى الأحكام بين الأسيرات، بالسّجن لـ 16 عامًا، لكل منهما.

معاناة الأسيرت تبدأ من لحظة اعتقالهن..

من جانبها، تشير الناشطة في شؤون الأسرى والأسيرة المحررة بشرى الطويل، إلى أن حالة القلق التي تعيشها عائلات الأسرى والأسيرات "لا يمكن وصفها" عندما يجري الحديث عن اقتحام وقمع للأسرى.

وتضيف في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء": "تتضاعف تلك المخاوف عند حدوث قمع للأسيرات بشكل خاص، ووسط هذه الحالة يحاول الأسرى التواصل للاطمئنان على المعتقلات في الدامون، في ظل عدم السماح بزيارة أي محام للاطلاع على ما جرى لهن".

وتشرح الطويل التي خاضت تجربة الاعتقال عدة مرات، معاناة الأسيرات: "معاناتهن تبدأ من لحظة الاعتقال، سواء بنقلهن للتحقيق أو التحويل للاعتقال الإداري، حيث يجري احتجازهن في معبر "الشارون" وتتواجد الأسيرة في غرفة واحدة في قسم للمعتقلين الجنائيين، مما يترك حالة توتر وخوف خاصة لمن لم يكن لديها تجربة سابقة بالاعتقال".

إلا أن أخطر ما تتعرض له الأسيراتـ يتمثل في حالة القمع واقتحام الغرف ومصادرة حاجياتهن والاستفراد بهن تحت ذرائع واهية، كما أن تطور الأوضاع خارج السجون ينعكس على تصرفات إدارة السجون في الداخل، ويبدأ التنكيل والانتقام من الأسرى والأسيرات، وفق "الطويل".

وتزداد تلك المعاناة أيضًا بحالة القمع خلال فصل الشتاء والبرد القارس، حيث يتم سحب الأدوات الكهربائية التي تعد وسيلة التدفئة الوحيدة لدى الأسيرات، مما سيفاقم المعاناة خاصة للمريضات منهن.

وتستذكر الطويل قبل سنوات إقدام عناصر مصلحة السجون على رش الغاز داخل غرف الأسيرات بدعوى إقدام إحدى الأسيرات المريضات على رش الماء على إحدى السجانات، مما تركهن بحالة صعبة في غرف مغلقة".

صورة تعبيرية - الأسيرات.jpg
 

بدورها، تقول مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة، إن حالة القلق والخوف الذي تعيشها عائلات الأسرى والأسيرات "مستمرة وغير منتهية، وترافقهم في كل تفاصيل ومراحل الاعتقال والمحاكمة والزيارة، حتى لحظات الإفراج عنهم، لكنها تتضاعف عند الحديث عن اقتحام وقمع بالسجون".

وتوضح سراحنة في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن هذا القلق يزداد لدى بعض العائلات ممن حرمهم الاحتلال من زيارة أبنائهم بحجة المنع الأمني.

وتشير الى أن عملية القمع طالت أمس الثلاثاء 29 أسيرة، بينهن ثلاث طفلات وجريحات، وممن يعانين من أمراض صعبة، ويعشن في ظروف قاسية عدا عن البنية السيئة لمعتقل الدامون.

وتلفت "سراحنة" إلى الجهود التي تبذلها مؤسسات الأسرى في محاولة توفير المعلومات حول ما جرى مع الأسيرات وطمأنة عائلاتهن، ومتابعة الخطوات التي يعلنها الأسرى في السجون لنصرة الأسيرات.

وتبعًا لما جاء في حديثها فإن "مؤسسات الأسرى تتابع طلبات المحامين لإتمام الزيارات العاجلة للأسيرات في معتقل الدامون لسماع روايتهن والاطمئنان عليهن، ومعرفة التفاصيل من خلال الأسيرات بسبب صعوبة الحصول على المعلومات خاصة".

وتردف: "نحن نتحدث عن معتقل لا تتوفر فيه أي طرق اتصال سوى الهاتف العمومي، ففي حال إغلاق القسم، وبالتزامن مع الإجراءات القمعية المتخذة بحقهن، فلن يسمح لهن بالتواصل مع عائلاتهن، وهذا ما يضاعف القلق".

وكشفت "سراحنة" عن جهود تبذلها الهيئات التنظيمية داخل السجون للسماح بتواصل مباشر مع الأسيرات أو من يمثلهن من أجل الاطمئنان عليهن ومعرفة ما جرى معهن.

رسالة صوتية من الأسيرات..

وفي رسالة صوتية نشرها مكتب "إعلام الأسرى" اليوم الأربعاء، قال إنها من الأسيرات وحصلت "وكالة سند للأنباء" عليها، طالبن فيها بـ "التحرك الجاد والانتصار لهن، وتلقين الاحتلال الإسرائيلي درسًا" عقب اعتداء قوات القمع عليهن.

وجاء في رسالتهن "نرسل صرختنا إلى كل من يردد خيتا تحريرك همي، أين عزائمكم، أين انتصاركم لنا أم هي أناشيد تتسلون بها لتمضي في أوقاتكم دون رصيد عملي، من سينصرنا؟ هل سننتظر أسيرا آخر ينتصر لنا، كما فعل يوسف المبحوح حين قُمعنا العام الماضي".

وتابعت: "وقعنا بالأسر بعد أن أدينا واجب الوطن والمقدسات ولم يُقدر لنا الشهادة، ولدينا أسيرات مصابات تشتد أوجاعهن في أجواء البرد".

واستغاثت الأسيرات في ختام رسالتهن بالأحرار: "هذه صرختنا نعليها، فهل سنجد من ينصرنا ويصدق بكف أذى الأعداء عنا ويحررنا".