الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

اقتحامات وهجمة اعتقالات شرسة.. تصعيدٌ إسرائيلي يُنذر بمرحلة صعبة في الضفة

حجم الخط
التصعيد الإسرائيلي
غزة/ رام الله - فاتن عياد الحميدي – وكالة سند للأنباء

منذ مطلع العام الجاري، وقوات الاحتلال الإسرائيلي لا تتوانى في استخدام همجيتها وارتكاب الجرائم، في محاولة طمس أعمال المقاومة وردع الفلسطينيين، من خلال الاعتقالات والاقتحامات لمدن الضفة الغربية وما يرافقها من اعتداءات وسفك للدماء.

وخلال كانون ثاني/ يناير الماضي، استشهد 36 فلسطينياً غالبيتهم خلال اقتحامات عسكرية واسعة نفذها جيش الاحتلال بالضفة الغربية والقدس، الرقم الذي يعد قياسيًا وغير مسبوق منذ 2015.

في حين، نفذت قوات الاحتلال 400 حالة اعتقال، في مشهد يضعنا أمام تساؤلٍ هل نحن على موعد مع العام الأكثر دموية والأعلى من حيث حالات الاعتقال؟

متحدثون ومختصون محليون، يعزون في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، زيادة حالات الاعتقال التي يرافقها إراقة دماء الفلسطينيين، لوجود حكومة إسرائيلية متطرفة ودموية، يخوض الشعب الفلسطيني معها مرحلة جديدة على صفيح ساخن، في محاولة منها لترويعهم، وسط تصاعد أعمال المقاومة في الآونة الأخيرة.

الباحث والمحلل السياسي سامر عنبتاوي، يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة وما قبلها، تنتهج النهج ذاته، ما يدلل بوضوح على أن عمليات الاجتياحات المتكررة في الضفة الغربية، يكون ثمنها الدماء.

وتكثر ادعاءات الاحتلال خلال الاجتياحات المتكررة، تارةً لإفشال عمليات المقاومة، وتارة لملاحقة "مطلوبين"، حيث ينفذ جيش الاحتلال عملياته بطريقة وحشية تُستعمل فيها جميع الوسائل التقنية والأمنية والعسكرية وحتى السلاح المحرم، وفق "عنبتاوي".

ويشير"ضيف سند" إلى أن الاحتلال يسعى لاستدراج المقاومة بشكل واضح إلى مواجهة أكبر بسبب إجراءاته القمعية، فلا يستكفي بالاجتياحات أو الاعتقالات، إنما تعدى ذلك لمرحلة الإعدام الميداني والقتل على الحواجز، إضافة لاقتحام المسجد الأقصى وما يرافقه من دعم للمستوطنين.

"محاولة وأد المقاومة"..

ويضيف "عنبتاوي": "الاعتقالات كانت تتم مسبقاً بطريقة تتخللها بعض المواجهات، لكنها تبقى عمليات اعتقال أقل وحشية وهمجية مما يقوم به جيش الاحتلال حاليًا، ضمن مساعيه الرامية لوأد فكرة المقاومة بكل أشكالها".

ويردف: "حكومة الاحتلال أصبحت عاجزة زمانياً ومكانياً عن معرفة موعد أي عملية قادمة، ومن سيقوم بها، وما يصعب الأمر أكثر هو عدم ارتباط بعض المنفذين بالفصائل الفلسطينية بشكل مباشر، وغياب إمكانية الاحتلال القبض على المقاومين، ما أدى لجعل الاعتقالات أكثر همجية ووحشية وتصعيداً في الاجتياحات اليومية".

ويرى ضيفنا أن "إسرائيل" أعطت نماذج من الإجرام بهدف ترويع المواطنين وإرهاب المقاومين، من خلال إظهار العمليات الوحشية التي استعملتها في عمليات الاعتقال والقتل والإعدامات الميدانية، حتى ذهب بعض الوزراء منهم إيتمار بن غفير للمطالبة بإرجاع قانون الإعدام للمقاومين، بهدف الردع وتخفيف حدة أعمال المقاومة.

وفي الوقت ذاته، تسعى الحكومة الإسرائيلية لتسليح المستوطنين لا سيما المقيمين في المستوطنات بالضفة الغربية، حيث توعّدَ بنيامين نتنياهو، الفلسطينيين بالرد على عمليات المقاومة بالضفة والقدس بـ"يد ثقيلة" واتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية، ومنها التعهُّد بتسليح آلاف المستوطنين الإسرائيليين.

ويشن المستوطنون المسلحون بالضفة هجمات واعتداءات على الفلسطينيين في القرى القريبة من المستوطنات وعلى الطرق الخارجية التي تربط بين مدن الضفة، ما يشعل فتيل المواجهات.

قانون الإعدام..

من جانبه، يقول المختص في شؤون القدس جمال عمرو إنّ الإجراءات الواقعية لهذا العام تشير إلى أنه ومن بدايته قد يكون الأكثر دموية وأكثر مواجهة، كون هذه الحكومة الإسرائيلية تعلن بشكل واضح عن مخططاتها فيما يتعلق بالمعتقلين الفدائيين، وسحب الامتيازات منهم واحتجازهم عشرات السنوات.

ويلفت "عمرو" في حديثهه إلى أن المتطرف "بن غفير" يطالب باستصدار قرار قانون الإعدام؛ ليكون مؤطراً بالقانون الإسرائيلي المصطنع الجديد، بإعدام من يسميهم "منفذو العمليات"، والتخلص من عائلاتهم وسحب هوياتهم وامتيازاتهم وطردهم خارج القدس وفلسطين.

ويوضح: "لا يوجد قانون إعدام مصدق حتى الآن، إنما هي نوايا يُصرَّح بها جهاراً دون المصادقة عليها في المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت)، ولم يتم إقراراها بالقراءات، ما يجعل عملية الإعدام تتم بدم بارد خلال حملة الاعتقالات، هو عدم الملاحقة القانونية ومحاسبة مطلقي النار.

وعن حملة الاعتقالات المتصاعدة يقول: "الاعتقالات تتم بصورة يقصد بها أن تكون همجية ليلاً ونهاراً بغض النظر عن الهدف إن كان رجلًا أم طفلًا أو امرأة، كذلك التحقيق الذي يتم بطريقة وحشية، وأساليب قمعية جديدة".

ويستخدم جيش الاحتلال خلال عمليات الاعتقالات في الحارات والشوارع الفلسطينية أدوات وأسلحة جديدة، يتخللها إطلاق القنابل والضرب وتحطيم الأبواب وتفجيرها في منتصف الليل، كذلك تحطيم المحتويات وسرقة المقتنيات، ما يشير إلى مرحلة خطيرة يمر بها الشعب الفلسطيني، وفقاً لحديث "عمرو".

ثلاثة سيناريوهات..

ويرى المحلل السياسي "عنبتاوي" أن "إسرائيل" تقف في الوضع الراهن أمام ثلاث خيارات، بعد عمليتي إطلاق النار الأخيرتين في القدس، الأول هو ما يُسار إليه الآن من استجلاب للولايات المتحدة الأمريكية للضغط على السلطة الفلسطينية لاستئناف التنسيق الأمني.

أما السيناريو الثاني، أن تبقى الأمور كما هي عليه حالياً من حيث البقاء في المواجهة اليومية والاعتداءات الممنهجة والفعل ورد الفعل.

في حين، أن التوجه الثالث وهو توجه إقليمي على كافة الجبهات في الضفة والخارج لتصعيد المشكلة أمنياً وتصعيد الوضع بشكل واضح على كافة المواقع، وفق قوله.

ويشير ضيفنا، إلى أن الوسيلة الوحيدة للضغط على "دولة الاحتلال"، هو استعادة الشعب الفلسطيني موقعه المتمثل بالوحدة الوطنية والبرنامج الوطني الموحد على أسس نضالية، والتوجه للعالم أجمع والهيئات الدولية بقوة وبرنامج واضح، وعدا ذلك نبقى في إطار ردود الفعل على إجراءات يقوم بها الاحتلال، ولا يحقق هذا نتائج على الأرض.