سارع فلسطينيون إلى إطلاق حملة عاجلة لإغاثة وإيواء المتضررين المنكوبين من الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة في تركيا وسوريا وخلف خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات.
ودشّن الفلسطينيون، وبينهم إعلاميون وأكاديميون ونشطاء، حملة بعنوان "فلسطين معكم"، تستهدف إغاثة المتضررين من الزلزال بالجنوب التركي والشمال السوري من أبناء الشعبين التركي والسوري، ومن ضمنهم فلسطينيون فقدوا حياتهم.
نحن إخوة في الانسانية
— الماجدات (@almajedat2019) February 7, 2023
وجسد واحد يشتكي منه الآن عضوٌ قريب?
فلنتداعى له بالكلمة والدعاء
شاركونا المساحة الصوتية لنظهر دعمنا المعنوي والمادي لإخواننا المنكوبين في سوريا وتركيا
في تمام الساعة 7 بتوقيت فلسطين
وذلك أضعف الايمان!#فلسطين_معكم pic.twitter.com/x7u6sP9lti
ويقول إبراهيم العلي؛ أحد المشرفين على الحملة، إنها انطلقت "من باب رد الجميل" و"الواجب الذي يفرض علينا الوقوف إلى جانب الشعبين التركي والسوري وأبناء شعبنا الفلسطيني" في المناطق المنكوبة بالزلزال.
ويشير "العلي"، ويشغل منصب المدير العام للجمعية التركية للتضامن مع فلسطين "فيدار" إلى أن حملة "فلسطين معكم" تداعت لها عشرات المؤسسات الفلسطينية العاملة على الأراضي التركية وسخرت ما يلزم من دعم لوجستي ومساعدات عينية وكوادر التطوعية جنبًا إلى جنب ضمن الفرق التركية العاملة على الأرض.
ويوضح أن نحو 20 فريقا من متطوعين ومدربين على الإسعافات الأولية وجهود الإغاثة ينتشرون في العدد من المناطق التي ضربها الزلزال، مثل غازي عنتاب وكليس وكهرمان مرعش وأنطاكيا وعثمانية وشانلي أورفا.
ويعمل هؤلاء، وعددهم نحو 700 متطوع، بتناغم ضمن الأجهزة والمؤسسات العاملة في تلك المناطق، بحسب "العلي".
ويضيف أن هناك العديد من الجمعيات بدأت على الأرض في توزيع الوجبات الغذائية والمشروبات الساخنة على المتضررين، وهي تستهدف الوصول إليهم جميعًا دون تمييز بين أي جنسية وأخرى، انطلاقَا من مبدأ العمل الإنساني، وأن الضرر طال الجميع.
دمار مُخيف في مدن سوريّة وتركيّة بعضها سُوّي بالأرض!
— مؤسسة الخير ـ مكتب الشرق الأوسط (@AKFMiddleEast) February 7, 2023
الوضع الإنساني في الشمال السوري كارثي! وآلاف العائلات افترشت الشوارع بعد الزلزال المدمر الذي ضرب #الجنوب_التركي و #الشمال_السوري السوري
شاركنا حملتنا الإغاثية العاجلة لدعم المتضررينhttps://t.co/urnnrGwByL#زلزال_سوريا_تركيا pic.twitter.com/wexEmsrDpH
استجابة واسعة
ويشيد بـ "الاستجابة الواسعة" من الفلسطينيين في تركيا لنداءات التبرع بالدم أو المشاركة في أعمال الإغاثة والإنقاذ، ضمن حملة "فلسطين معكم".
ويتابع: "فوجئنا بالأعداد التي فاقت ما هو مطلوب من للمشاركة في هذا العمل النبيل انطلاقًا من مدن أخرى لم يصبها الزلزال خصوصًا من يقطنون في إسطنبول، التي تبعد مئات الكيلو مترات عن مركز الزلزال".
ويقول محمد أبو طاقية؛ الناطق باسم حملة "فلسطين معكم" في تركيا، إنها انطلقت أولًا كحملة تضامن مفتوحة من منتصف يوم أمس للتعبير عن التضامن المعنوي مع الشعب التركي والسوري، ثم بعد ذلك شملت عدد من حملات الإغاثة والتبرع بالدم.
ويضيف "أبو طاقية"، وهو صحفي فلسطيني يحل ضيفًا دائمًا عبر وسائل إعلام تركية، أن الحملة مدعومة من مجموعة كبيرة من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية الناشطة في تركيا بالتنسيق مع نظيراتها الموجودة في التشات والداخل الفلسطيني.
وذكر أن الهدف من "فلسطين معكم"، إرسال رسائل تضامن ودعم وإسناد للأتراك في ظل هذه الظروف العصيبة.
ويشير إلى أنها تتم بتنسيق وتواصل حثيث مع المؤسسات التركية المتعلقة بإدارة الكوارث وبالذات رئاسة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد" والهلال الأحمر التركي للوقوف إلى تفاصيل الاحتياجات اللازمة للعائلات التي وقفت تحت تأثير الزلزال.
ويردف "أبو طاقية": "رغم الطقس والبرد إلا أن العشرات حضروا للتبرع بالدم، كما هناك تواصل مع مؤسسات إغاثية في الإقليم لحثها على تسخير جهودها لدعم المتضررين في مناطق الزلزال".
ويشير إلى أن الحملة تعمل على متابعة أحوال الفلسطينيين والاطمئنان على أوضاعهم في المناطق المشمولة بالزلزال، إذ تتابع من فقد ذووهم الاتصال بهم عبر الجهات الرسمية والجهود الشعبية.
وينبه "أبو طاقية" أيضًا إلى أن المعلومات عن بعض الفلسطينيين وعائلاتهم بتلك المناطق لازالت شحيحة جدا بحكم ما تعيشه المنطقة، مبديا أسفه كون رقم الضحايا مرشح للارتفاع بالنظر إلى أن الآلاف لازالوا تحت الأنقاض، كما قال.
"مؤلم وجلل"..
وبالعودة إلى "العلي" فقد وصف الوضع الحالي بـ "المؤلم والجلل"، لافتًا الانتباه إلى أن هناك آلاف العائلات تتواجد خارج منازلها بعد أن دمرت مساكنها أو تصدعت وتخشى العودة إليها، ويمضون أوقاتهم حاليًا في المساجد والمدارس والخيام التي تقدمها هيئة حكومية تركية.
ويشدد على أن المطلوب من المؤسسات الدولية أن تقوم بدورها خصوصا في الشمال السوري التي تعد جزءًا من أراضي الدولة السورية التي تخضع لولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
ويبدى "العلي" أسفه لأن وكالة "أونروا" لا تعمل في ساحة الشمال السوري حيث تعتبرها "مناطق خطرة" ولا تقدم للاجئين الفلسطينيين فيها أي خدمات رغم وجود نحو 15 ألف لاجئ ضمن كشوفاتها يعيشون في تلك المناطق.
كما أن اختصاص عمل الوكالة لا يشمل الأراضي التركية باعتبارها خارج مناطق عملياتها الخمس (سوريا، لبنان، الأردن، الضفة الغربية، قطاع غزة).
ويتابع: "نتمنى على المجتمع الدولي خصوصا الأمم المتحدة أن تمارس ضغوطا على الأونروا للوصول الى المناطق المنكوبة بالزلزال وإغاثة اللاجئين".
القلوب تذرف دموعها و دعاءها لأجل الضحايا ?
— مؤسسة الخير ـ مكتب الشرق الأوسط (@AKFMiddleEast) February 7, 2023
10 مدن تركية بالاضافة إلى #للشمال_السوري أُعلن عنها "مناطق منكوبة"
فهل تتخيل الفاجعة..!
إصنع فرقاً وساهم في إنقاذ حياة https://t.co/urnnrGwByL#زلزال_تركيا #زلزال_سوريا_تركيا #زلزال_سوريا #هزة_أرضية pic.twitter.com/9skYzgIS5W
وتعيش قرابة 3200 عائلة فلسطينية في الجنوب التركي والشمال السوري في ظل أوضاع معيشية ونفسية يصفها ناشط فلسطيني مطلع على أحوالهم عن قرب بـ "القاسية".
وفي تصريح لـ "وكالة سند للأنباء"، أفاد فايز أبو عيد؛ مسؤول الإعلام في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، بأن نحو 1700 عائلة تتواجد في الشمال السوري و1500 أخرى في الجنوب التركي، وتعيش في أوضاع إنسانية ونفسية ومعيشية صعبة.
وارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين في سوريا وتركيا جرّاء الزلزال إلى 57، ولا تزال عمليات البحث جارية عن عالقين آخرين تحت الأنقاض، بحسب إحصائية محدثة لوزارة الخارجية الفلسطينية.