الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

اضطراب ما بعد النجاة.. لماذا نشعر بالذنب لأننا لا نزال بخير؟

حجم الخط
عقدة ذنب النجاة
واشنطن - وكالات

قد يشعر البعض بإحساس الذنب العارم والتقصير إذا ما قُدِّر له النجاة من أحد الكوارث الطبيعية أو الحوادث المؤلمة والحروب، ويتفاقم ذلك الشعور حتى يهدد سلامة الشخص وعرقلة قدرته على أداء مهامه اليومية بشكل طبيعي.

وتُعرف هذه الحالة باسم "عُقدة الناجين" أو "عقدة ذنب النجاة"، وهو نوع خاص من الشعور بالذنب يتطور لدى الأشخاص الذين نجوا من موقف يهدد حياتهم وسلامتهم الشخصية بينما راح ضحيته آخرون.

ووفقاً لموقع Healthline للصحة النفسية، يشعر الناجون بالذنب لأنهم نجوا بينما تضرر آخرون وعانوا التبعات المؤلمة للحادث القاسي، إذ يعتقدون أنه كان بإمكانهم فعل المزيد لإنقاذ الآخرين، أو على أقل تقدير أن يقللوا من معاناتهم.

هل شعور الناجي بالذنب اضطراب؟

يعتبر ذنب الناجي أحد أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو ما يُعرف بـPTSD، وقد يُنظر إليه على أنه أحد الأعراض المعرفية المرتبطة بالمزاج العام للمصاب باضطراب ما بعد الصدمة، والذي يشمل الشعور المشوه بالذنب والأفكار السلبية عن الذات والنظرة الدونية لها التي قد تصل إلى حد الإيذاء الذاتي.

الشعور بالندم المتواصل

بعد النجاة من الصدمة والحادث المؤلم كالنجاة من غرق سفينة مثلاً أو النجاة من الحرب، أو كارثة طبيعية كالزلزال قد يشعر الناس بمشاعر الندم الشديد مثل مشاعر الذنب أيضاً.

وقد يفكر الشخص في الأحداث التي وقعت ويتخيل الأشياء التي كان من الممكن أن يفعلها أو كان ينبغي عليه فعلها وكان من الممكن لها أن تغير نتيجة الوضع في نهاية المطاف، وفقاً لاعتقادهم.

ويمكن أن تؤدي إعادة صياغة الأحداث إلى تفاقم الشعور بالذنب والندم، خاصةً إذا شعر الناس أن أفعالهم (أو تقاعسهم) قد فاقمت العواقب.

وفي كثير من الحالات يتأثر هذا النوع من "الاجترار" أو إعادة تخيُّل الموقف وتفاصيله وحَبْك نهايات وسيناريوهات مختلفة له، بما يُعرف باسم تحيز الإدراك المتأخر.

كيف أتعامل مع هذا الاضطراب؟

إذا وجدت نفسك تعاني الشعور بالندم والذنب بعد حدث أليم، فهناك أشياء يمكن القيام بها للتحكم في تلك المشاعر، منها بعض استراتيجيات المساعدة الذاتية التي قد تكون فعالة لتحسين مشاعرك، مثل:

1- اسمح لنفسك بالحزن: من المهم أن تعترف بالخسارة التي وقعت وتتصالح مع رحيل الذين فقدوا على إثرها وأن تسمح لنفسك بالحزن عليهم كما ينبغي، وامنح نفسك الوقت وخذ الأشياء برفق ولا تتعجل.

2- افعل شيئاً إيجابياً: سواء كان ذلك لنفسك أو للآخرين، خذ هذه المشاعر القوية والمُرهقة ووجهها من أجل إحداث تغيير في العالم.

في بعض الأحيان يكون مجرد القيام بأشياء بسيطة لشخص آخر ومساعدته هو العلاج الأمثل لمشاعر عقدة ذنب النجاة القوية.

3- التفكير بعقلانية والتركيز على العوامل الخارجية التي أدت إلى وقوع المصاب المؤلم: يجب عليك التدرب في تحويل تركيزك على المتغيرات الخارجية التي خلقت الموقف نفسه، لأن ذلك يمكن أن يساعدك على التخلي عن اللوم الذاتي الذي يساهم في الشعور بالذنب.

4- تدرب على مسامحة نفسك: حتى لو كانت أفعالك مسؤولة عن إيذاء شخص آخر بشكل أو بآخر، فإن تعلم كيفية مسامحة نفسك يمكن أن يساعدك على المضي قدماً واستعادة النظرة الإيجابية والعمل فيما بعد بشكل مؤثر إيجابياً في الآخرين لتعويض التقصير السابق.

5- اعلم أنها مشاعر طبيعية وشائعة: الشعور بالذنب لا يعني أنك مذنب فعلاً بارتكاب أي خطأ، لأأن الحزن والخوف والقلق والحزن والشعور بالذنب هي ردود فعل طبيعية تماماً في أعقاب مأساة أو حادث مؤلم.

ومع ذلك من المهم الحصول على العلاج المناسب إذا كنت تعاني مثل هذه الأعراض الحادة، إذ لا يقتصر الأمر على مخاطره الصحية والعقلية فحسب، بل قد يتفاقم إلى درجة من الخطورة قد تهدد سلامتك وحياتك، خاصةً إذا كانت هناك أعراض أخرى لاضطراب ما بعد الصدمة.