الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

انفوجرافيك مخططات التهويد تحكم الخناق على حياة الفلسطينيين في الأغوار الشمالية

حجم الخط
333325076_877390520200940_1944419739020324577_n.jpg
الأغوار الفلسطينية- زيد أبو عرّة - وكالة سند للأنباء

تشهد الأغوار الفلسطينية تصاعدًا ملحوظًا في اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، وخطوات غير مسبوقة للتضيق وخنق الوجود الفلسطيني في أرضه التي ولد وترعرع وعاش فيها.

فمشاريع الاستيطان والسيطرة على الأرض وتهويدها لا تتوقف أبدًا، في ظل استباحة المستوطنون لآلاف الدونمات وتسييجها، ومصادرة المعدات والمركبات الزراعية والشخصية وتخريب المزروعات وإغلاق المراعي تحت حراسة جيش الاحتلال، في محاولات مستمرة لإجبار الأهالي على ترك أراضيهم والهجرة من الأغوار والسيطرة على ما تبقى من أراضيهم.

داخل بيت بدائي مبني من الطوب وسقفه من الصفيح "الزينكو" في خربة حمصة التحتا في الأغوار الشمالية، شرق الضفة الغربية، يعيش محمود بشارات مع عائلته في ظروف معيشية صعبة وسط تصاعد انتهاكات الاحتلال.

ويعتمد "بشارات" على الخلايا الشمسية لتزويد منزله البدائي بالحد الأدنى من الكهرباء، فيما صادر الاحتلال جراره الزراعي مطلع العام الجاري أثناء عمله في حراثة أرضه بالمنطقة.

بصوت يشوبه الألم يحدثنا بشارات: "تعرضت مساكننا وبركسات المواشي خاصتنا للهدم 6 مرات بشكل كامل منذ عام 1996 وحتى اليوم، إلى جانب الإخطارات المتواصلة بحجة البناء في منطقة أثرية، ورفع قضايا على المواطنين من قبل المستوطنين".

الأغوار - مزارع.jpg


ومؤخرًا، صادر الاحتلال مركبة بشارات الزراعية "التراكتور"، وتم حجزها لـ 17 يومًا، حتى دفع غرامة مالية بقيمة 7021 شيكلًا، وذلك بسبب عمله في حراثة الأرض في خربة حمصة.

ويكمل حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "المستوطنون وجنود الاحتلال يحاولون إخراجنا من أرضنا ضمن سياسة إسرائيلية لتهجير أهالي الأغوار جميعهم من أراضيهم".

ولا يفرّق الاحتلال بين الأراضي التي يملكها المواطنون الفلسطينيون ولديهم الإثباتات الخاصة بها، أو أنها ليست لهم، فهم يريدون السيطرة وسرقة كل الأراضي في المنطقة، يقول "بشارات".

ويوضح أن "إسرائيل" تطمع في فرض سيطرتها الكاملة على الأغوار؛ كونها منطقة غنية بالموارد الطبيعية وخزان ضخم من المياه، وكذلك تعد البوابة الشرقية الفلسطينية المتاخمة لنهر الأردن والحدود الأردنية الفلسطينية".

فاتورة بقاء باهظة..

من جانبه، يشير الناشط الحقوقي في الأغوار الشمالية، عارف دراغمة، إلى أن المواطن الفلسطيني في الأغوار الشمالية يدفع فاتورة بقاءه وصموده، ويلات واعتداءات وعربدة من قبل الاحتلال ومستوطنيه.

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "ما يعيشه المواطن الفلسطيني في الأغوار هو ألم متجدد يسوقه الاحتلال ومستوطنيه، ضمن سياسة عنصرية للاحتلال ومستوطنيه الذين يلاحقون الفلسطيني في كل شيء".

ويبيّن دراغمة أن المستوطنين شنّوا خلال الفترة الأخيرة حربًا لتدمير المزروعات والبسطات والحقول والبيوت البلاستيكية، وحرمان الفلسطيني من المراعي الخضراء لمواشيه في الأغوار، ضمن حرب إرهاب المواطن الفلسطيني بكل الأشكال، وفق قوله.

ويوضح: "الاحتلال بات يتبّع سياسة واضحة في الاستيلاء على كل شبر من الأغوار الفلسطينية، لعلمه بأهمية هذه المناطق كما يعلم بأهمية هذه المناطق للفلسطينيين".

هدم الأغوار.webp

مساعي للسيطرة التامة..

أما الناشط في مقاومة الاستيطان بالأغوار، فارس فقها، فيلفت إلى أن المستوطنين يواصلون السيطرة على مناطق شاسعة في الأغوار، وعلميات التسييج على جانب شارع "خط 90"، ووضع بوابات حديدية، كجزء من الحرب على المواطن الفلسطيني في المنطقة والتضييق عليه وتهجيره.

ويوضح في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "عمليات التسييج تتم على طول الطريق من منطقة شويعر حتى خزوق موسى، والممتدة على آلاف الأمتار، إضافة لإقامة البوابات لمنع الفلسطيني من الوصول لآلاف الدونمات الزراعية خلف السياج، ومنها المراعي الخصبة والمناطق التي تعد متنفسا للمواطن الفلسطيني الذي بات محاصرا بالتكتلات الاستيطانية".

ويتخوف "فقها" من أن قدوم الحكومة الإسرائيلية الحالية "الموسومة بتطرفها"، سيشكل دافعًا واضحًا للسيطرة التامة على الأغوار وتسهيل تهجير أهلها وإجلاؤهم عنها.

توافق سياسي وأمني..

بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي، سري سمور، إن هناك تركيز إعلامي "إسرائيلي" في الآونة الأخيرة على الخان الأحمر مثلًا، فيما يتحرك بعيدًا عن التركيز الإعلامي في مناطق عديدة بكل هدوء وتسارع، بعيدًا عن الكاميرات، كالتسارع الاستيطاني الذي تشهده الأغوار.

ويكمل حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "تهديدات إيتمار بن غفير وحكومة الاحتلال المتطرفة حول الاستيطان، تأتي متوافقة مع رؤية عسكرية لأجهزة أمن الاحتلال وجيشه".

ويرى "سمور" أنه من الضروري مواجهة هذه المخططات الاستيطانية، ومواجهة أي فرض أمر واقع في أي مكان في الضفة.

إطلاق نار - الاغوار.jpg


وتجثم على أراضي الأغوار الفلسطينية 36 مستوطنة، غالبيتها زراعية، أقيمت على 12 ألف دونم، إضافة إلى 60 ألف دونم ملحق بها.

فيما يبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في منطقة الأغوار 27 تجمعًا ثابتًا، على مساحة 10 آلاف دونم، وعشرات التجمعات الرعوية والبدوية.

ويسيطر جيش الاحتلال والإدارة المدنية "الإسرائيلية" على أكثر من 400 ألف دونم أخرى بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة.

وأنشأت "إسرائيل" 90 موقعًا عسكريًا في الأغوار، منذ احتلالها عام 1967، فيما يحظر على السكان الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو أي نشاط آخر في هذه المناطق.

وهَجَّر الاحتلال ما يزيد عن 50 ألفًا من سكان الأغوار الفلسطينية، بالإضافة إلى تجمعات سكانية كاملة، بحجة إقامتهم في مناطق عسكرية.

333617821_882870809646760_1015685455168295386_n.jpg