الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

جسّد فيها رحلة طفلٍ ما زال يحلمُ بالعودةِ للقدس..

عن قصيدته "أغنية أمام السور".. الشاعر حسن قطوسة يحصد جائزة "القوافي"

حجم الخط
334860668_901600754377492_7618891144351468382_n.jpg
رام الله- فرح البرغوثي- وكالة سند للأنباء

قلمٌ سيّال نشأَ وترَعرَعَ على حُبّ الوطن، وشريانه النابض "القدس"، ليُجسّد بين سطور قصائده على نحو 10 أعوامٍ متتالية حبّه هذا، ويُتوّج في المحافل الدولية، بعد أن حصَدَ مؤخرًا جائزة "القوافي"، في مهرجان الشارقة للشعر العربي، مُحلّقًا بآماله وأحلامه بعيدًا عن قيود الاحتلال كافة.

واستطاع الشاعر والمُعلّم الفلسطيني حسن مازن قطوسة أن يضيئ ليالي الإمارات برفقة 12 شاعرًا وشاعرةً من الوطن العربي، في هذه المسابقة، بعد أن نالت قصيدته "أغنية أمام السور" إعجاب حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمي.

و"قطوسة" شاعرٌ منذُ نعومة أظفاره، وُلِد في قرية دير قديس غربي رام الله عام 1984، وينتمي لأُسرةٍ تعشقُ الأرضَ والعملَ بها، حصلَ على شهادة بكالوريوس اللغة العربية وآدابها من جامعة بيرزيت، كما أنهى الدراسات العليا في تخصص النقد الأدبي، ويعمل كمُعلّم في إحدى مدارس المدينة.

تجسّدت موهبة الشعر بشكلٍ فعلي للمُعلّم عام 2014؛ نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أهمها "الفيسبوك"، وخلال سنواته هذه، حصد عددًا من الجوائز المحلية والدولية عن قصائده "من وحي الخريطة"، و"على باب القدس" و"أغنية أمام السور".

326689689_496706569258982_7243303789638522356_n.jpg
 

"من وَحْي التَجربة"..

"لَئن مَنَعت حَواجِزُهم مَرامي.. أزوُركِ خِلسَةً لَوْ في المَنام"، بهذه الكلمات بدأت قصيدة الشاعر حسن قطوسة التي تُجسّد في أبياتها حوارًا ذاتيًا لطفلٍ فلسطيني يستذكرُ تفاصيلَ رِحلته إلى مدينة القدس في التسعينيات من القرن الماضي، ولم يتسنَّ له العودة بعدها بتاتًا؛ ليعيشَ بين لَوْعَة البُعد والحِرمان والعيشِ على أطلالِ الماضي وذكرياته.

ويقصّ في حديثٍ ماتع مع "وكالة سند للأنباء": "أنا لا أكتب شيئًا إلا من وَحْي التَجربة، وأردتُ أن أكتبَ شيئًا عن المدينة المُقدّسة، وأن أُعبّر عن حبّي لها وارتباطي بها، ولم أَجدْ في الذاكرة إلا هذه الرحلة التي كنتُ فيها طفلًا صغيرًا أثناء رحلةٍ مدرسية في التسعينيات، وهي المرة الأولى والأخيرة التي سُمح لي بالدخول فيها؛ بسبب المنع الأمني".

ويضيف: "عُدتُ في ذاكرتي، وتوقفتُ عند الكثير من تفاصيل هذه الرحلة، وعن شعورِ هذا الطفل الصغير عند زيارة قُبة الصخرة، وعند دخول باب العامود، وعن شعوره عندما كان المُعلّم يتحدّث لهم عن مَعالم المدينة، وشعوره الآن عندما يُمنع أن يدخلَ إليها وأن يُصلي ركعةً واحدةً في أقصاها".

326517663_5729933260405952_5715216503723614368_n.jpg
 

"مفاجأةٌ بالفوز ودافعٌ بالأمل"..

وكُتبت أبيات القصيدة البالغ عددها أكثر من 30، على عدّة مراحل، ولم يكُن "ضيف سند" يتوقعُ أن تحصدَ جائزةً دولية، وأن تدفعَهُ للتحليقِ مُجددًّا بعد أن كان على "شفا حُفرةٍ من اليأس".

وبنبرةٍ تملؤها السعادة، يزيد: "هناك مجلة تحمل اسم القوافي، تصدر عن بيت الشعر في الإمارات، قمتُ بنشر قصيدتي أغنية أمام السور فيها".

ويردف: "وفي مُبادرةٍ من صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي قام بالاطّلاع على جميع أعداد هذه المجلة واختيار قصيدةٍ واحدةٍ من كل عدد".

ووقع اختيار "القاسمي" على قصيدة "أغنية أمام السور" من عدد المجلة المنشور في شهر مارس/ آذار 2022، وتم تكريم 12 شاعرةً وشاعرًا عربيًا في مسابقة "القوافي الذهبية"، ضمن فعاليات "مهرجان الشعر العربي"، وتخصيص أُمسيةٍ شعريةٍ لهم، كما طُبعت كافة القصائد وجُمعت في ديوانٍ واحد.

وعن شعور الفوز، يُجيب قطوسة: "الكلام يعجزُ عن التعبير.. مُنذُ عام 2014 وأنا أكتبُ وأُكتب، لكنّ هذه أول مرةٍ تمتدُ لي فيها الأيام البيضاء، وهذا الاهتمام والنظر لقصيدتي بعينِ العطفِ والحنان.. امتلأتُ بالفرح والتفاؤل والتحدي والعنفوان، وأخذتُ شيئًا مما أستحق".

ويُكمل حديثه: "اجتمعتُ مع نجوم الشعر في العالم العربي بالشارقة، وأُتيحت لي فرصة الصعود للمنبر وقراءة قصائدي أمامهم، بعد أن تمنيتُ كثيرًا لقاءهم، وهذه المسابقة أنقذتني بعد أن كُنت على شفا حُفرةٍ من اليأس، ودفعتني مُجدّدًا للتحليق في أقصى سماوات المجال".

ويُهدي "قطوسة" فوزه، "لكلّ حجرٍ وشجرةٍ وبشرٍ في فلسطين، وللشهداء الذين يرتقطون يوميًا في كلّ مكان دفاعًا عن أراضيهم وحقهم، ولمدينة القدس وأهلِها الصامدين والصابرين".

وبعد هذه الدفعة من "الأمل والتحليق"، أيقنَ ضيفنا أنّ "الحرفَ يفتحُ جميعَ الأبواب المُغلقة"، لذلك يُخطّط مُستقبلًا لنشر ديوانٍ شعري خاص به، مُرددًا: "الحمد لله الذي يفتح بالحرف ما لا يُفتح بالسيف.. القادم عظيم وجميل بإذن الله، ومع الشِعر حتى القبر".

326533419_846466586427945_2877027015813011326_n.jpg
 

تحدياتٌ ودعمٌ شحيح..

ويُتقنُ الشاعر "قطوسة" كتابة أكثر من جنسٍ أدبي؛ كالرواية والقصة القصيرة والخاطرة، إلى جانب ممارسة النقد الأدبي.

ويُبيّن أنه لا ينفصل كمُعلّم في سلوكه العام عن موهبته وهوايته كشاعر، وينعكسُ ذلك من خلال مشاركته في جميع الأنشطة المدرسية، وفي الغرفة الصفيّة عبرَ تفاعله مع النصوص والقصائد، والإشارة للطلاب عن مواطن جمال وعمق اللغة، من وَحْي أن "الشعر هو الذي يحفظ سحر اللغة العربية وجمالها".

وعن التحديات التي يواجهها، يُوضح "قطوسة" أن رحلة الذهاب والإياب إلى الأردن ثُمّ الشارقة كانت "موتٌ أحمر وعذاب"؛ تخلّلها ساعات طويلة من الانتظار والتعب.

ذلك عدا عمّا يُعانيه من تحدياتٍ نفسية نتيجة حرمانه من زيارة المدينة المُقدّسة (القدس) والصلاة فيها، وقِلَة الدعم والاهتمام للمجال الأدبي.

وعن ذلك يختتم مُتسائلًا: "قصيدة أغنية أمام السور منشورة مُنذُ أكثر من عام في مجلة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.. نحنُ بحاجة لدعمٍ كبير من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في فلسطين.. لماذا لم يلتفتوا لهذه القصيدة ولم تأخذ حقها وصداها الإعلامي!".

326806905_1150784268973330_1327112927635712591_n.jpg