أثارت حادثة استهداف مركبة رئيس نقابة المهندسين- فرع نابلس، الليلة الماضية، ردود فعل منددة ومستنكرة من العديد من القوى والفصائل والمؤسسات الفلسطينية، تزامنًا مع مطالبات بكشف الفاعلين ومحاسبتهم.

وأطلق مجهولون النار، بعد منتصف الليل، تجاه مركبة المهندس يزن مصباح جبر أثناء وقوفها أمام منزله في المنطقة الشرقية بمدينة نابلس، وأصابوها بـ 10 رصاصات.

استهداف للسلم الأهلي..

وقال جبر لـ "وكالة سند للأنباء" إنه فوجئ أثناء توجهه لصلاة الفجر بأن زجاج مركبته مكسور، وبعد الفحص تبين أن السيارة تعرضت لإطلاق أكثر من 10 رصاصات أصابت زجاج المركبة وهيكلها.

وأضاف: "أبلغنا الشرطة والمباحث، والذين حضروا بدورهم وباشروا بجمع الأدلة، وقد بينت كاميرات المراقبة أن الاعتداء وقع الساعة الثانية عشرة والنصف ليلًا، وأن مسلحًا ترجل من سيارته وأطلق النار".

وأعرب عن أمله بأن تصل الأجهزة المختصة والمحافظة للفاعلين بأسرع وقت "وأن لا يتم تقييد الاعتداء ضد مجهول".

وشدد نقيب المهندسين في نابس، على أن إطلاق النار على مركبته "لم يستهدفه شخصيًا، وإنما استهدف السلم الأهلي والمؤسسات وكل من يخدم وطنه ومجتمعه".

تخريب للصف الوطني..

من جهته، استنكر القيادي في حركة "حماس"، حسين أبو كويك، حادثة إطلاق النار التي استهدفت مركبة جبر.

ووصف "أبو كويك" في تصريحات صحفية، الحادثة بـ "العمل المشين والاعتداء الآثم". مؤكداً أن الحدث يخدم أجندات لا وطنية.

ودعا، الأجهزة الأمنية للتحرك السريع والكشف عن الجناة، وفضحهم وتقديمهم للمحاكمة العادلة، درءاً للفتنة وإحقاقاً للحق، وحفاظاً على السلم الأهلي.

وطالب القيادي في "حماس"، فئات الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية والإسلامية كافة لشجب واستنكار هذه الاعتداءات وأمثالها، الهادفة لزرع الفتنة، وتخريب الصف الوطني، وتهديد النسيج الاجتماعي الفلسطيني.

مساس بحرية التعبير..

من ناحيته، قال القيادي بالجبهة الشعبية زاهر الششتري لـ "وكالة سند للأنباء" إن إطلاق النار على سيارة المهندس جبر تأتي في سياق المساس بحرية التعبير.

وحذر "الششتري" من العودة لمربع الانتهاكات والمساس بأشخاص اعتباريين بالمجتمع لهم دورهم الريادي الذي حصلوا عليه عن طريق الديمقراطية والانتخابات الحرة والنزيهة.

وأضاف: "نستنكر هذا العمل الخارج عن عادات وتقاليد وقيم شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لأوسع حملة إرهابية من الاحتلال وقطعان مستوطنيه، ونطالب السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية بالكشف عن حقيقة ما جرى وإلقاء القبض على الفاعلين".

عمل لا أخلاقي..

وعبر عضو مجلس نقابة الأطباء، خالد حشاش، عن استنكار نقابته وإدانتها لمثل هذا الاعتداء على أي مواطن فلسطيني.

ولفت "حشاش" النظر إلى أن المهندس جبر شخصية نقابية لها سجل مشرف في العمل النقابي، وهو شخصية مرموقة لها احترامها، وليست له عداوات شخصية.

واعتبر في حديث لـ "وكالة سند للأنباء"، أن هذا الاعتداء "عمل لا أخلاقي وغريب على قيم شعبنا".

وطالب الأجهزة المختصة بسرعة الكشف عن الفاعلين ودوافعهم وتقديمهم للعدالة ليكونوا عبرة لغيرهم لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات التي تهدد السلم الأهلي.

توتير الأوضاع..

وندد سامر عنبتاوي، منسق تجمع مؤسسات المجتمع المدني بنابلس، بهذا الاعتداء "الخطير"؛ الذي طال شخصية نقابية اعتبارية. معتبرًا أنه اعتداء على الكل والنسيج المجتمعي بنابلس ويهدف لتوتير الأوضاع بشكل كبير.

ووصف "عنبتاوي" في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" الاعتداء بالعمل الجبان؛ كونه وقع بعد منتصف الليل، محذرًا من أن السكوت عنه وعدم ملاحقة الفاعلين يفتح الباب أمام قضايا أخطر.

وطالب الكل بالوقوف أمام مسؤولياتهم من خلال الأجهزة الأمنية والسلطة من جهة، وكل مكونات ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات من جهة أخرى للوقوف بشكل حازم ضد هذه الاعتداءات.

ونبه إلى أن هذا الاعتداء "يخدم كل من لا يريد لنابلس الخير والاستقرار، ومن لا يريد حرية العمل النقابي والمؤسسي".

ونوه إلى أنه "في الوقت الذي تعيش فيه نابلس تحت الحصار والاجتياحات الإسرائيلية، يتم إشغال الناس بهذه القضايا".

وأضاف: "هذا الاعتداء يوجه رسالة للأجهزة الأمنية أنه لا يجوز المرور عليه مرور الكرام خاصة وأن هناك اعتداءات أخرى سابقة لم يتم وضع اليد على مرتكبيها".