الساعة 00:00 م
الثلاثاء 16 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.32 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.77 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل ينفّذ "بن غفير" تهديده باستكمال هدم منازل المقدسيين خلال رمضان؟

حجم الخط
هدم المنازل في القدس خلال رمضان.
القدس - بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء

ضمن سياسة التصعيد التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتلويح بتصعيد خلال شهر رمضان المبارك، توعّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بمواصلة عمليات هدم منازل المقدسيين وتهجيرهم خلال شهر رمضان، ضاربًا بعرض الحائط حرمة الشهر الفضيل وحساسيته الدينية.

ويرى محللون ومتابعون مقدسيون أن تهديدات إيتمار بن غفير، تندرج بمحاولة اغتنام الفرض وتحقيق إنجاز لصالحه، في حين يرى آخرون أنها مجرد "جعجعات إعلامية فارغة".

وفي 6 آذار/ مارس الجاري، أوعز "بن غفير" للشرطة الإسرائيلية مواصلة عمليات هدم منازل مقدسية خلال شهر رمضان، بحجة البناء دون ترخيص، على الرغم من أن سلطات الاحتلال كانت تمتنع عادة عن تنفيذ عمليات هدم بالقدس خلال رمضان؛ نظرا لحساسية الشهر الدينية.

تحقيق إنجاز..

المحلل السياسي المقدسي جمال عمرو، يقول إن حكومة الاحتلال تريد اغتنام الفرصة وتحقيق إنجازات تسجل باسمها، في ظل ما يعانيه المجتمع الإسرائيلي من فوضى.

ويضيف عمرو في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "بات من الواضح أن ما يدير حكومة الاحتلال اليوم هو عقل تلمودي توراتي متشدد، أبرز وجوهه بنيامين نتنياهو ومن بعده "بن غفير" و بتسلئيل سموتريتش الذين تسببوا مؤخراً بأزمة عميقة جداً في المجتمع الإسرائيلي".

ويوضح عمرو، أن هذه "الأزمة تتمثل بأزمة ثقة كبيرة بين الشعب والحكومة، والشعب والشعب، وما بين اليمين واليسار، بالتالي هناك فوضى عارمة ومحاولة لاغتنام الفرصة وإسقاط كل الاعتبار لقدسية كل ما يتعلق في فلسطين".

ويتابع: "يسعى هذا الفريق لتثبيت أن حياة الإنسان الفلسطيني لا قيمة لها، وأنه لا قيمة لقدسية وحرمة المسجد الأقصى، ولا أهمية لتقسيمات الأراضي الفلسطينية (أ،ب،ج)، وبالتالي هم ذاهبون إلى أقصى مدى لإهانة كل فلسطيني وعربي ومسلم".

ويصف ضيفنا أن ما يجري من عمليات هدم بالقدس هو "استعلاء واستكبار"، حيث يتم الهدم تحت حجج واهية وفارغة، كالتذرع بعدم ترخيص المنازل، في ذات الوقت الذي لا يمنحون فيه تراخيص بناء بالقدس.

وتضطر العديد من العائلات المقدسية دفع غرامات باهظة جداً، في سبيل الحصول على ترخيص أو إرجاء هدمها، تبعًا لـ "عمرو".

ويكمل: "الاحتلال يسعى لإلغاء قدسية المكان والزمان، بالتالي فإن عدم قدسية الزمان تعني بأن الهدم قد يكون في يوم عيد الأضحى أو عيد الفطر، أو يكون في رمضان أو خارج أيامه".

ويعقّب: "المتطرف بن غفير يطبق هذه النظرية كونه لا يعترف أصلًا بالاسلام، فهو وأنصاره يركلون القرآن ويسبون النبي جهارًا نهاراً داخل الأقصى، وعند باب السلسلة، وفي كل مسيراتهم ومناسباتهم".

إضافة لذلك، فإن "بن غفير" يحاول تنفيذ وعوده للناخبين الذين انتخبوه، ويشكلون كتلة بشرية يمينية هائلة ومتطرفة جداً، مضيفًا: "هو يريد أن ينفّذ وعده بتهميش الفلسطيني وسلخ كل مقدس له، فلا قدسية ولا احترام لرمضان ولا لأصحاب رمضان".

ويستطرد: "هذه العنجهية هي التي تدفعه لتحقيق مآربه ووعوده، وبالتالي سيعمل فعليًا على هدم منازل المقدسيين في رمضان".

ورغم كل التحذيرات الصادرة عن الأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بأن الشعب الفلسطيني لا يقبل الضيم ولا الظلم وأن هناك بوادر فعلية لانطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة مدمرة، إلا أن "بن غفير" ينتقل من ميدان تنكيل لميدان آخر، دون أن يلتفت لأي تحذيرات، وفق وجهة نظر "عمرو".

هدم (38).jpg
 

"جعجعات فارغة"..

من ناحيته، يختلف المختص بالشأن الإسرائيلي، محمد هلسة، مع "عمرو"، معتبراً أن تصريحات "بن غفير" حول استمرار عمليات الهدم ما هي إلا "جعجعات فارغة".

ويشير "هلسة" إلا أنه قبل الحديث عن قرارات "بن غفير" والتعليق عليها، فإنه يجب فهم طبيعة العلاقة، التي تبدو في ظاهرها متناقضة، داخل النظام السياسي الإسرائيلي.

ويوضح "هلسة" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "نتنياهو يمثل رأس النظام السياسي الإسرائيلي، ويقف على يمينه اليمين القومي، وعلى يساره يقف اليمين الحريدي، ويشكلون جميعهم الحكومة الحالية".

ويضيف: "منذ تولي نتنياهو رئاسة الوزراء ووصل الى تفاهمات ائتلافية مع اليمين، بات يطلق يده لتنفيذ أجندة اليمين والذي يمثّل بن غفير جزءاً منه".

ويبدو للمتابع من بعيد، أن "نتنياهو" يغض الطرف عن سلوك "بن غفير"؛ وذلك بسبب مآرب وأهداف نتنياهو الذي يبحث عن جمهور مناصر له، كونه أتى ضمن أجندة اليمين على أساس التغيير، على حد تعبير "هلسة".

ويكمل: "وكون المجتمع الإسرائيلي من أقصى يمينه إلى أقصى يساره هو مجتمع متعطش دائماً لقضايا الهدم والقتل وإيذاء الفلسطينيين، فإن نتنياهو يرغب في أن يجند هذا المجتمع بأكمله خلفه وخلف حكومته، ويطلق يد بن غفير، ولا يعترض أفعاله".

واما الهدف الآخر لنتنياهو، وهو الأهم بنظر "هلسة" فإن نتنياهو يسعى لحرق أوراق "بن غفير" داخل المجتمع الإسرائيلي وحتى على مستوى المجتمع الدولي.

ويبيّن "ضيف سند" أن سلوك بن غفير البربري والعنتري أسقط كثيرًا من أوراقه داخل المجتمع الإسرائيلي في مواجهة التحديات الفعلية على الأرض، ويردف: "منذ أن دخل مربع الحكم وحمله لوزارة الأمن القومي، تبع ذلك سلسلة من العمليات التي هزت الكيان الاسرائيلي، وتسببت بقتلى وجرحى".

ويستدرك: "سقطت شعارات بن غفير بأنه قادم لأجل الأمن الشخصي للمواطنين، وبدأ يفقد مناصريه وجمهوره".

ويوضح "هلسة"، أن استطلاعات الرأي الاسرائيلية تقول إن هناك غضبًا شديدًا في المجتمع الإسرائيلي ضد "بن غفير"، وأن المجتمع بات يتعامل معه بأنه غير قادر على تنفيذ وعوده، وذلك نتيجة تظاهر نتنياهو بأنه لا يسمع ولا يرى ما يقوم به وزير أمنه على الأرض.

ولكن اذا ما وصلت الأمور إلى نقطة تعود بالضرر على صورة نتنياهو أمام المجتمع الدولي، فلن يتردد بوضع كوابح وتقليص أجنحة "بن غفير"، كما حدث عند اقتحام الأخير للمسجد الأقصى، فرغم زوبعة تصريحاته إلا أنه لم يكرر الاقتحام، وفق "هلسة".

اقتحام بن غفير للأقصى.jpg
 

وكذلك الأمر في موضوع هدم المنازل خلال شهر رمضان، حيث يورد ضيفنا أن "نتنياهو" له اعتباراته مع المجتمع الدولي والوضع الإقليمي ومع الدول العربية في مسار التطبيع، فهو ينظر إلى الصورة الأوسع والمكاسب التي سيجنيها من الهدوء، أكثر بكثير من تلك التي سيجنيها من هدم بعض المنازل التي ستثار حولها عواصف وردات فعل، وبالتالي خسارة علاقات تعمل عليها حكومة "نتنياهو"، حسب "هلسة".

لذلك، يعتقد "هلسة" أن "نتنياهو" لن يسمح لـ "بن غفير" بتنفيذ قراراته المتعلقة في شهر رمضان، سواء في قضايا الهدم أو أي قضايا أخرى، معتبرًا أن ما يصدر عن "بن غفير" هو مجرد "جعجعات".

ويختم بالقول: "المجتمع الإسرائيلي والدولي معنيين بتمرير شهر رمضان بأكثر قدر من الهدوء، فالجميع يعلم بأن شرارة رمضان يصعب إطفاؤها في حال اشتعلت".