الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

تبادل للطعام بين الجيران وفوانيس وزينة.. رمضان غزة بين الماضي والحاضر

حجم الخط
أجواء رمضان في غزة
غزة - إيمان شبير - وكالة سند للأنباء

بترانيم الفرح، وأضواء الزينة، والتبريكات التي تسبق ثبوت هلال رمضان، يستقبل الغزيون شهر الصيام، كل منهم بعاداته التي توارثها عن آبائه وأجداده، إلا أن بهجة حلول الشهر الفضيل هي القاسم المشترك بين الجميع.

وما بين الماضي والحاضر، تبقى التفاصيل والملامح الرمضانية المليئة بضحكاتِ الجار مع جاره، والأكلات الخاصة التي يتميّز بها شهر رمضان، كالفول والحمص التي لا تكاد تخلو منهما المائدة، وطلقات المدفع التي يعتمد عليها الفلسطينيون في معرفة مواعيد الصيام والإفطار، لها سعادة خاصة.

وتتزين مدينة غزة في الأيام التي تسبق شهر رمضان، استعدادًا لاستقبال شهر الصيام، بأجواء رمضانية تبعث الفرح في النفوس التي أثقلتها هموم الحياة والحصار المفروض على القطاع، ففي كل حارةٍ وزقاق وشارع، تفوح رائحة الأكلات التي لها طابعًا خاصًا رغم مرور الزمن.

زينة.jpg

"وحوي يا وحوي"..

"وحوي يا وحوي إياحو.. روحت يا شعبان إياحو.. وحوينا الدار جيت يا رمضان.. هل هلالك والبدر أهو بان"، بهذه الكلمات يستهل الحاج أبو نهاد عبد الله حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، قائلًا: "أجمل ما يُميز شهر رمضان الفضيل الكلمات العذبة التي تتردد ليلة رمضان، وبعد الفطور والسحور، تجعلنا نشعر بنفحات هذا الشهر".

ويسرد بلهجتة اليافوية: "أكثر ما يُميّز رمضان قديمًا، هو الحب المنتشر بين أوساط العائلات والجيران، ومشاعر الخوف على الجار وحرصه على تأمينه بالمأكولات والمشروبات، والمؤازرة اليومية التي تنتهي بقلوب صافية وضحكات من القلب".

ويستذكر الحاج "أبو نهاد" (88 عامًا) شهر رمضان الكريم في الزمن الماضي، رجوعًا إلى الأربعينيات، "قبل الإفطار كان عادة جميلة بين الجيران، يأخذون أطباقًا من الطعام المُجهّز لديهم ويوزعونه على الجيران، فتصبح مائدة الطعام عليها أكثر من نوع من الأطعمة، والجميع يتبادل الأكل".

وفي سؤالنا "ماذا عن أنواع الطعام في فترة الأربعينيات؟"، يُجيب: "إنّ المأكولات كانت بسيطة جدا، مثل الفول المطحون، الملوخية، ومرقة من الحبوب أو الأعشاب التي كان يزرعها الناس، وكنا نأكل على الأرض".

ويلفت ضيفنا إلى أن "المسحراتي في الزمن القديم الجميل كان يُوقظ النائمين على موعد السحور، ولا يترك بيتًا إلا ويطرق بابه وينادي على اسمه، مرددًا: اصحى يا نايم وحد الدايم.. رمضان كريم".

وبصوته الدافئ يُتابع الحاج "أبو نهاد"، "جمعة الأهل والأحباب والأبناء جميلة وتبعث الدفء والطمأنينة في النفوس"، موضحًا أن صلة الرحم قديمًا كانت أكثر قداسة من اليوم.

زينةة.jpg

"أهلًا رمضان"..

أما الحاج أبو يونس بكر (72 عامًا) من مدينة غزة، يقول لـ "وكالة سند للأنباء"، إن طقوس رمضان تكمنُ في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، التي تسبق ثبوت هلال رمضان، وما إن يثبت يتبادلون التهاني والتبريكات.

وعن أكثر ما يُميّز شهر رمضان قديمًا، يُجيبنا بعد ابتسامة: "قطايف غزة غير، تنتشر محلات بيع القطايف في جميع أسواق قطاع غزة من شمالها إلى جنوبها؛ لأنها تراثية وشعبية يتناولها الجميع".

وبلهجته العفوية يتابع: "أنا يا بنتي بحب القطايف بالجبنة واللبن، بس إم يونس الله يعطيها الصحة بتحب المكسرات أصلًا الغالي للغالي".

ويُشير إلى أن الغزيين يتميزون بأكلة "الملوخية" في أول أيام شهر رمضان، موضحًا أن اللون الأخضر يُبشّر بالخير دائمًا. بحسب تعبيره.

ويعود الحاج أبو يونس بذاكرة الحنين إلى الماضي قائلًا: "باتت طقوس رمضان مجرد ذكريات عابرة، مع أنها كانت تبعث بالنفس السرور، لكن اليوم اختفت تفاصيل الدفء وصفاء النية بسبب الإنترنت والسوشال ميديا".

"رمضان يجمعنا"..

الطفلة أسماء الشعراوي (14 عامًا) تقول بنبرةٍ تعكس بهجة رمضان عليها: "الأجواء في شهرنا المبارك جدًّا مميزة بتفاصيلها والأجواء العائلية المليئة بالنقاشات والحوارات".

وتُوضح "الشعراوي" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن والديها يُخصصون يومًا لشراء مستلزمات البيت في شهر رمضان، وخاصة الزينة التي يعتبرونها جزء لا يتجزأ من بهجة العائلة في تفاصيل شهر الصيام.

وعن تحضيرات استقبال الشهر الفضيل، تسرد بضحكةٍ "الشعراوي" قائلةً: "كل الدار بتقف على رجل وحدة، وبنحب نجهّز البيت من تعزيل وتكنيس وشطف، وتعليق الفوانيس وزينة رمضان".

وتتُابع: "أن اللمة العائلية الدافئة حول مائدة الإفطار تُزهر في الروح معاني سامية، فالدفئ العائلي في شهر رمضان له رونق خاص، ورمضان يجمعنا".

وتضيف "الشعراوي"، أن مائدة رمضان تتميز بأكلاتها فلا تكاد تخلو أي سفرة فلسطينية من "التمر والسمبوسك"، وأيضًا القطايف بحشواته المختلفة.

وفي سؤالنا "ماذا عن الفانوس، ماذا يعني لك؟" تُجيب بفرحة عارمة، "فانوس رمضان هو جزء من الزينة الرمضانية تتزين فيها كل الشوارع، ويعتبر رمز للفرحة وعادة متجددة وهي من أجمل الأشياء التي يتناقلها أجدادنا".