الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"جسر العودة".. وثائقي يسرد تفاصيل الماضي والحاضر في "صفد" و"وبئر السبع"

حجم الخط
فيلم جسر العودة
زينب الأغا - وكالة سند للأنباء

في مشاهد تروي حكايات الماضي وما حملته من فرح وألم، يسرد الفيلم الفلسطيني "جسر العودة" تاريخ مدينتي صفد وبئر السبع قبل احتلالهما عام 1948، من خلال روايات من عاشوا فيها وعرفوا تفاصيلها، إلى جانب مشاركة جيل الشباب في سرد الرواية، والتركيز على عراقة الحضارة والثقافة في المدينتين قبل النكبة.

وتتنقل مشاهد الفيلم الذي أنتجته جمعية "كيان" النسوية بالداخل المحتل، بين شوارع صفد الواقعة في أقصى شمال فلسطين، وبئر السبع جنوبًا.

ويقول مخرج الفيلم عصام بلّان إنه اختار هاتين المدينتين للتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية واحدة، تجمع أبناء الشعب الفلسطيني بأكمله، بالرغم من البعد والاختلاف الجغرافي والاجتماعي.

ويشير بلان في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" إلى أن الفيلم يستضيف شخصيات تعود أصولها إلى هاتين المدينتين.

وأقيم العرض الافتتاحي الأول للفيلم في قرية الزرنوق مسلوبة الاعتراف بالنقب، بمشاركة عشرات الفلسطينيين.

أحداث الفيلم

في بداية الفيلم، تظهر الحاجة أم فايز - التي توفيت بعد التصوير معها- وهي من مهجري صفد، تجلس بمنطقة مرتفعة مطلة على المدينة، وتبدو صامتة وبملامح غاضبة، مستعيدة ذكرياتها في مدينتها المحتلة.

وبالمقابل نرى الفتاة الفلسطينية "آلاء" تسير بين أهم معالم صفد؛ للبحث عن بيت جدها المهجر من المدينة، وتلتقي بالمؤرخ الفلسطيني جوني منصور ليكملا معا جولة في أحياءها، واستحضار حياة عائلاتها وبيوتها وتاريخها.

وتنتقل الكاميرا إلى مدينة بئر السبع، لتظهر في مشاهدها الفتاة النقباوية "أمجاد"، تلتقي بالمحاضر ابن النقب منصور النصاصرة في محطة القطار التاريخية، ليدور بينهما حوار حول أهمية المدينة الثقافية والحضارية والتاريخية ما قبل النكبة، ومن ثم تنتقل معهما الكاميرا بجولة إلى أهم المعالم التاريخية في المدينة.

وبانتقال الكاميرا بشكل مستمر بين المدينتين، يظهر للمشاهد أن الفيلم يتحدث عن المعاناة والمأساة التي حلّت على الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده في خلال النكبة.

وعن ذلك يقول المخرج بلّان إن الفيلم استند إلى حوارات دارت بين الشخصيّات المشاركة عوضًا عن إجراء المقابلات مع كل شخصيّة على حدة، لتلتقي ذاكرة الشخصيات وأحلامها معًا في سرديّة بصريّة وحواريّة كوّنت نسيج الفيلم.

جسر العودة 2.jpg
 

جسر بين الماضي والحاضر

ويرجع سبب تسمية الفيلم بهذا الاسم "جسر العودة"؛ للتركيز على أهمية الجسر الذي ينقل الروايات والموروث الثقافي الفلسطيني من جيل عايش النكبة إلى الجيل الجديد، بالاعتماد على شهادات معاصريها وترسيخ حق العودة الذي لا تنازل عنه، بحسب القائمين على الفيلم.

أما ما يميزه عن باقي الأفلام الوثائقية التي عرضت قضية النكبة الفلسطينية، يشير المخرج بلّان إلى أنه استعمل أسلوب إخراجي مميز، معتمدا على عرض المعلومات والمضامين المختلفة من خلال الحوارات التي دارت بين شخصيات الفيلم.

ويضيف:"استعمال الكاميرا المتحركة التي كانت تتابع الشخصيات بشكل مستمر من مكان إلى آخر، يجعل المشاهد يعيش مع هؤلاء الشخصيات ويتأثر معهم ويستحضر أهمية الأماكن التي كانوا يزورونها ويتوقفون عندها".

ويلفت بلّان إلى استخدامه الصور الأرشيفية لتلك المدينتين وتوظيفها بشكل مناسب داخل الحوارات للتأكيد على الأهمية التاريخية والثقافية والحضارية للحياة الفلسطينية فيهما قبل النكبة.

وكذلك استعمال الحوار واللغة البسيطة للمضامين؛ لتكون مفهومة وواضحة ومتاح فهمها لجمهور واسع لا يقتصر فقط على شريحة معينة من الجمهور، وفق المخرج.

جسر العودة 4.jpg
 

روايات النساء

ويبين بلّان، أنه تم تسليط الضوء على روايات النساء؛ "لاستعراض الجوانب المغيبة من موروثنا الثقافي، فقلما نرى في الأفلام الوثائقية الفلسطينية دورًا مهمًا للنساء الفلسطينيات في النضال والمقاومة".

ويهدف صانعو الفيلم إلى إحياء القضية الفلسطينية وذكرى النكبة والتهجير وتعزيز الانتماء والتمسك بالهوية الفلسطينية وحق العودة، ورفع وعي الشباب الفلسطينيين وتنمية شعور الانتماء والفضول لمعرفة المزيد، تبعًا لمخرجه.

ويندرج فيلم "جسر العودة" ضمن الأعمال المهمة التي وثّقت مأساة فلسطين، وساهمت برفع الوعي الوطني والانتماء، لدى الفلسطينيين.

جسر العودة 1.jpg