استطاع الباحث والمهندس الفلسطيني محمد عبد الكريم عامر من مدينة طوباس، رسم درب تألقه في مجال الهندسة الميكانيكية، حين كرّس نفسه للبحث والتطوير، فتجاوزت أبحاثه العلمية المتقنة 30 بحثاً، حصد خلالها على عدد من براءات الاختراع، ليشقّ اسمه واسم فلسطين في مجالات جديدة.

وأبدع الباحث "عامر" في مجالات الهندسة المختلفة في دولة تايوان ومنها التبريد والتكييف والخلايا الشمسية وإزالة الجليد وسوائل النانو وتطبيقاتها، إلى جانب الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة والميكاترونكس وغيرها، فيما حصد 7 براءات اختراع في مجال تبريد الإلكترونيات.

وفي نهاية العام الماضي، حظي "عبد الكريم" اهتمامًا واسعًا من عدد من وسائل الإعلام في تايوان، بعد أن حصل على براءتي اختراع نوع جديد من شفرات وإطارات المراوح لتحسين معدل التدفق وتقليل الضوضاء.

ووُصف الفلسطيني المخترع بـ "الموهبة المحترفة الرفيعة"، وحصل على "بطاقة أزهار البرقوق" وهي تصريح إقامة دائمة في تايوان تُعطى للأجانب الذين قدموا مساهمات خاصة للبلاد، كما يتم منحها لكبار المهنيين والمستثمرين هناك، وفق ما قال لنا.

بداية الشغف..

و"عامر"، من مواليد عام 1991، ومن سكان محافظة طوباس، درس في مدارسها حتى الثانوية العامة، وبعدها انتقل لدراسة هندسة "الميكاترونكس" في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية. 

وعن شغفه بالميكاترونكس؛ يلفت "عامر" خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أنّ هذا التخصص كان جديدًا وفريدًا عند تسجيله في الجامعة، فأحب أن يخوض غماره ويتعرف عليه، وبعدما قرأ عنه، رأى أنه يشمل تخصصات الكهرباء والمكانيك والحاسوب بعضها مع بعض، فكانت خبرة جميلة وممتعة، وكانت الشرارة للانطلاق في رحلة الإبداع.

لم يقبل محمد الوقوف عند درجة البكالوريوس في "الميكاترونكس"، فقرر التوجه إلى تايوان، إحدى الدول الرائدة في مجال صناعة الإلكترونيات وتصنيع منتجات الحواسيب.

وهناك، أكمل عامر دراسة الماجستير والدكتوراة في جامعة "تشياو تونغ" في مجال الهندسة الميكانيكية، حيث أتم الماجستير في سنة ونصف، والدكتوراة خلال أربع سنوات بحثية.

ويضيف عامر: "وأخيرا عملت في شركة تايوانية كباحث لتطوير التكنولوجيا فيها وإعداد الخطط المستقبلية لها، وحاليا أعمل كمساعد بحث وتدريس في جامعة فلسطين التقنية – خضوري، وذلك خدمة لوطني وشعبي آملًا أن أكون على قدر المسؤولية".

أبحاث وبراءات اختراع..

 ويوضح ضيفنا أن مجال الأبحاث التي عمل عليها تضمنت مجالات مختلفة، منها التبريد والتكييف، والخلايا الشمسية، وإزالة الجليد، وسوائل النانو وتطبيقاتها، والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والميكاترونكس وغيرها.

أما بالنسبة لبراءات الاختراع، يُحدثنا "عامر" أن جميعها كانت في مجال تبريد الالكترونيات، وذلك لأن تايوان هي محطة أنظار جميع دول العالم في مجال تصنيع الشرائح الإلكترونية، حيث أنها تسبق دول العالم بخمسين سنة على الأقل في هذا المجال.

حلمٌ فلسطيني..

ويحلم "ضيف سند" بخدمة وطنه وشعبه من خلال تخريج أفواج قادرة على بناء مشاريعها الخاصة بنفسها وبكل ثقة، وفق قوله.

ويتابع: "آمل أن أكون قادرا على بناء حاضنة داخل الجامعة، قادرة على عمل مشاريع تنموية للقطاع الخاص الموجود في السوق، ومنها بناء مشاريع وفرص عمل لجميع الخريجين".

ويوجه دعوته للجهات المختصة وشعبنا الفلسطيني لدعم الشباب وتشجيعهم، مضيفا: "لدينا طاقات شبابية قادرة، وتشجيع هؤلاء الشباب ودعمها سيقود إلى تطوير المجتمع المحلي وتطوير السوق المحلية أيضا".

ويحمل عامر رسالته للجميع، قائلًا: "أنت قادر، وهناك فرص عمل، لا تستمع أبدا لأي شخص يحاول كبح طموحك، أنت قادر على تحمل المسؤولية برضى الله ورضى الوالدين ومن ثم مجهودك الشخصي".

ويختم ضيفنا حديثه: "حلمي هو رؤية الابتسامة الجميلة التي أراها على وجه والديّ عند رؤيتهم لي، وأن أكون عند حسن ظنهم، وأن أرفع اسم وطني عاليا في جميع المحافل الدولية إن شاء الله".