الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

حفيظ دراجي: المقاطعة وسيلة ناجحة لرفض الاحتلال

المقاطعة الرياضية.. ساحة أخرى لمواجهة "إسرائيل" وعزلها عالميًا

حجم الخط
المقاطعة الرياضية
القدس – وكالة سند للأنباء

"الموقف سلاح والمصافحة اعتراف، وموقفي الوطني لا يسمح لي التنافس مع شخص يقتل شعبي الفلسطيني، هذا مبدأ لا تراجع عنه"، بهذه الكلمات عبّر العدّاء اللبناني مازن شريم عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني بعد انسحابه من سباق 200 متر في بطولة العالم للأساتذة "الماسترز" بألعاب القوى والمقامة في "بولندا"، بعدما جمعته القرعة بلاعب إسرائيلي.

ويقاطع العديد من اللاعبين العرب والمسلمين حول العالم مسابقات دولية في حال جمعتهم مع لاعبين إسرائيليين، رفضًا منهم للتطبيع مع الاحتلال.

ويروى "شريم" في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" لحظة اتخاذه قرار المقاطعة، بالقول: "تأهلتُ إلى نصف النهائي، إلا أن القرعة أوقعتني مع لاعب صهيوني، وأنا من عائلة مقاومة في لبنان، وفلسطين قضيتي، فاتخذت قراري سريعا بالمقاطعة".

وينحدر "شريم" من قرية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتل، كما أن والده وعمه قاتلا في صفوف المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان، كما يُبين.

ويوجه اللاعب رسالة لجميع أقرانه من الرياضيين العرب بضرورة اتخاذ قرار المقاطعة لإسرائيل، حفظًا للقضية الفلسطينية، وقضية القدس التي تعد القضية المركزية العالمية، داعيًا لرفض التطبيع مع "إسرائيل" حتى لو كانت الأنظمة مطبعة، وفق قوله.

وشهدت الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً في عدد رافضي التطبيع الرياضي مع الاحتلال الإسرائيلي، عربياً ودوليًا، ولن يكون آخرها رفض اندونيسيا استقبال الفريق الإسرائيلي للمشاركة من بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 20 سنة بسبب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

ماذا يمكن أن تفعل المقاطعة الرياضية؟

تجيب على هذا السؤال، منسقة الحملة الأكاديمية والثقافية لمقاطعة "إسرائيل" بالضفة الغربية، ندى حسين: "إن المقاطعة الرياضية تشكل أداة فعالة في مواجهة تواطؤ المؤسسات والأجسام الدولية مع إسرائيل".

وتردف "حسين" في حديثها لـ"وكالة سند للأنباءأن ذلك من شأنه تسليط الضوء على نفاق الأجسام والاتحادات الرياضية الدولية والمهَيمَن عليها غربياً مثل الـ"فيفا" والـ"ويفا" واتحاد الجودو الدولي وغيرها.

وتكمل: "تلك الأجسام واظبت وبحجة عدم خلط الرياضة بالسياسة، على رفض أي محاسبة أو إقصاء لإسرائيل، رداً على جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية التي اقترفتها بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية".

وأوقعت تلك الاتحادات الدولية أقصى العقوبات التعسفية بحقّ بعض الرياضيين الذين رفضوا التطبيع مع الاحتلال، كما حدث مع لاعب الجودو الجزائري البطل فتحي نورين ومدربه، وحرمان إندونيسيا من استضافة بطولة كأس العالم للشباب، وفق ضيفتنا.

وترى "حسين" أن المقاطعة الرياضية من شأنها فرض عزلة عالمية على "إسرائيل" ومن ثم إسقاطها، كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وحرمانه من المشاركة في الألعاب الأولمبية حتى عام 1992.

محاولات لكسر العزلة..

وتشير "ضيفة سند" إلى أن أهم دلالات تصاعد المقاطعة الرياضية، هو بدء الاحتلال محاولة كسر العزلة الرياضية عبر تأسيس فريق عمل مختص بمواجهة المقاطعة الرياضية".

وتؤكد: "الاحتلال يفهم أثر المقاطعة وتهديدها جيدًا، وظهر ذلك في تصريحات محامي فريق عمل مواجهة المقاطعة الرياضية، آلان ديرشوفيتز، بقوله: قد تبدأ بالرياضة، لكنّها لن تنتهي بها، في إشارة إلى جهود مقاطعة إسرائيل".

وبيّنت أنه يمكن تعزيز حالة المقاطعة من خلال نشر التوعية حول معايير مناهضة التطبيع الرياضي، وأهمية ونجاعة المقاطعة الرياضية، حتى يقف الرياضيون جميعهم متوحدين كأداة ضغط حقيقة في مواجهة تواطؤ المؤسسات والأجسام الدوليّة، المهيمن عليها من دول غربية.

وتقول: "لا بد من نشر وتصعيد المقاطعة الرياضية لإسرائيل في المحافل الدولية؛ لنصل لمرحلة نستطيع فيها إرغام هذه الأجسام على طرد إسرائيل من عضويتها".

وسيلة لنصرة فلسطين

من جهته، يرى المعلّق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي، أن تصاعد مقاطعة "إسرائيل" على مستوى الرياضي، أمر طبيعي جدًا، خاصة بما يتعلق بالأجانب والأوروبيين الذين يكتشفون يومًا بعد الآخر الوجه الحقيقي لـ "إسرائيل".

ويضيف "دراجي" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "العالم يتأكد كل يوم ويزداد قناعة بأن ما يعانيه الشعب الفلسطيني على مدار سنوات أمر لا يحتمل، ويقتضي من الجميع فعل أي شيء نصرته".

ويوضح أن الحركة الرياضية العالمية -سواء أفرادًا أو جماعات- وجدوا في المقاطعة وسيلة للتعبير عن مواقفهم، وإسماع صوتهم، ونصرة الشعب الفلسطيني وقضيته، حسب تعبيره.

ويرى ضيفنا، أن "تزايد المقاطعة أمر طبيعي؛ كونه يقابله تصاعد القتل والتشريد والاستيلاء على الأراضي، ويقابله أيضًا، مقاومة كبيرة جدًا للشعب الفلسطيني بكل أشكالها".

قلق إسرائيلي..

من جانبه، يشير المختص بالشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، إلى أن تواصل مسلسل مقاطعة "إسرائيل" في الفعاليات الرياضية والثقافة وغيرها، من شأنه تجديد عزلة الاحتلال دوليًا، ويزيد من حالة رفضه ونبذه على مستوى العالم، وبالتالي يضرب في مصداقيتها وشرعيتها.

ويضيف "أبو عامر" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن ذلك يرفع مستوى كراهية "إسرائيل" حول العالم في ضوء سياساتها العدوانية، مشيرًا إلى وجود قلق إسرائيلي حقيقي من تفاقم هذه المقاطعة، سواء من أشخاص أو نقابات أو حتى جهات رسمية كدول وحكومات.

ويلفت إلى أن هذا يعطي دفعة قوية لنشطاء مقاطعة "إسرائيل" وأنصار القضية الفلسطينية، لزيادة مستوى نشاطهم وفعاليتهم في تكثيف مثل هذه المقاطعات في شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

ويرى "أبو عامر" أن هذه المقاطعات ردّ أولي على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ثم أنها تأتي في سياق محاولة تغطية الدور المأمول للدول العربية والإسلامية، التي عجزت عن ذلك؛ لتعويض العجز في السياسة الرسمية.

وتضرب هذه المقاطعة في عصب التوجه الإسرائيلي، لاكتساب المزيد من مشروعيتها على مستوى العالم، وتحاول تقويض جهود التطبيع، وفق "أبو عامر"، مشيرًا إلى أن تصاعد المقاطعة يعطي انطباعًا بأن "إسرائيل" بكل قدراتها وامكانياتها، عاجزة عن تسويق نفسها على مستوى العالم كدولة طبيعية بين الدول.