الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

أفيتار.. بؤرة "المحيط الاستيطاني" في الضفة الغربية

حجم الخط
بؤرة أفيتار.webp
نابلس - وكالة سند للأنباء

قديمًا عرّف الفلسطينيون المستوطنات بأنها "جزر إسرائيلية" في محيط عربي، وفي الوقت الحاضر يعمل قادة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي لبناء "مستوطنات استراتيجية فاصلة"؛ كي تصبح القرى الفلسطينية جزء في محيط استيطاني.

ويُحاول الاحتلال تطبيق مشروعه الاستيطاني عبر بؤرة "أفيتار" المقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة في جبل صبيح التابع لبلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية.

واقتحم الوزيران في حكومة الاحتلال؛ بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اليوم الاثنين، رفقة 20 من نواب الكنيست وقرابة 3 آلاف مستوطن، البؤرة، في محاولة لاستعادتها مجددًا وترجمة الوعود الانتخابية التي أطلقوها بهذا الصدد.

ماذا تعني السيطرة على أفيتار؟..

يقول خالد منصور، الناشط بالمقاومة الشعبية، إن البؤرة الاستيطانية مقامة على منطقة تقع في الشمال الشرقي من مدينة نابلس، على جبل صبيح الذي يطلّ على القرى الشرقية والجنوبية للمدينة.

وأوضح منصور في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الجبل يفصل بين محافظتي نابلس ورام الله. مؤكدًا أن السيطرة عليه تعني السيطرة على الشارع الرئيسي "نابلس- رام الله"، أو "نابلس- الأغوار".

"وهذا يعني استراتيجيًا تحويل كل من نابلس ورام الله لكنتونات منعزلة ومنفصلة وسط محيط من المستوطنات، والسيطرة الكاملة على المناطق الجنوبية لنابلس والإطلال عليها من مشارف الجبل المرتفع، ومراقبتها بشكل دائم"، وفق الناشط خالد منصور.

وبيّن الناشط في المقاومة الشعبية، أن المستوطنين "لا يعملوا وفق عشوائية؛ بل من أجل تقطيع أوصار المناطق الفلسطينية، وتحقيق مقولة قرى عربية في محيط استيطاني".

جس نبض..

اقتحام بن غفير وسموتريتش للمستوطنة، عدّها مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، "محاولة لجسّ نبض" إعادة بناء "أفيتار" مجددًا بعدما أخلاها جيش الاحتلال في وقت سابق.

وأخلى جيش الاحتلال، بؤرة "أفيتار" مؤقتًا في بداية تموز/ يوليو 2021، بموجب اتفاقية موقعة بين وزير الجيش آنذاك، بيني غانتس، ومستوطنو البؤرة، على أن يتم فحص ملكية الأرض وإن كانت ذات ملكية خاصة فلسطينية.

وقبل مغادرة منصبه في شهر شباط/ فبراير 2022، وافق المستشار القانوني لحكومة الاحتلال أفيحاي مندلبليت على مخطط استيطاني لإعادة مئات المستوطنين لبؤرة "أفيتار"، وسمح بإعادة إنشاء مدرسة دينية استيطانية وشرعنة البؤرة بأكملها.

وقال دغلس لـ "وكالة سند للأنباء" إنّ ابن غفير يقود حربًا لاستعادة شيئًا من كرامته التي أهينت على جبل صبيح، إثر المقاومة الشعبية التي انطلقت في بيتا، وما صاحبها من ارباك ليلي ومظاهرات شعبية عارمة.

ويؤكد أن ابن غفير يسعى منذ فترة لاستئناف مشروع الاستيطان في تلك المنطقة، ويحاول جس النبض عبر هذه المظاهرات التي وجهت بعشرات الشباب، في مقاومة شعبية مستمرة.

جبل استراتيجي..

من جهته، وصف عبد الهادي حنتش، الباحث في شؤون الاستيطان، جبل أبو صبيح بـ "الاستراتيجي".

ولفت النظر إلى أن كل ما في المستوطنة أبنية فارغة وبعض الحاويات التابعة لجيش الاحتلال الذي أبقاها كمعسكر له، "واليوم يريد المستوطنون العودة وإقامة المستوطنة".

وبيّن حنتش لـ "وكالة سند للأنباء" أن "مشروع بن غفير يقوم على تسمين المستوطنات بعدد من شذاذ الآفاق على حساب الأراضي الفلسطينية"، وفق تعبيره.

ونبه إلى أن المستوطنة تطل على بلدات وقرى جنوب نابلس، "يريدون تحويلها لمستوطنة؛ لأن الاحتلال عندما يقوم ببناء أي مستوطنة يختار مناطق استراتيجية".

وأشار لوجود "مرحلة كسر عظم" بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين، "ومن غير المسموح الاستيلاء على الأرض؛ هذا قرار فلسطيني لا رجعة عنه".

ويخطط المستوطنون لإقامة مهرجان استيطاني كبير في مستوطنة "أفيتار"، والذي سيجري تحت حراسة مشددة من جانب جيش وشرطة الاحتلال، للمطالبة بـ "شرعنة" البؤرة والإعلان عنها كمستوطنة إسرائيلية.

وسيبقى جزء من المستوطنين في بؤرة "أفيتار"، سعيًا منهم لـ "فرض واقع على الأرض".