الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

مع آخر أيام عيد "الفصح"..

شخصيات مقدسية تُحذر من غدرٍ إسرائيلي محتمل ضد "الأقصى" والمصلين فيه

حجم الخط
اقتحام المستوطنين.
القدس - وكالة سند للأنباء

حذرت شخصيات مقدسية من خطورة التجهيزات الإسرائيلية؛ لاقتحام المسجد الأقصى المبارك يومي الأربعاء والخميس، آخر أيام عيد الفصح العبري، في ظل مؤشرات تؤكد وجود نيّة لدى الاحتلال ومستوطنيه بارتكاب حماقة كبيرة بحق المسجد، تطال حرمته والمصلين.

وعلى الرغم مما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية مساء اليوم الثلاثاء بشأن قرار حكومة الاحتلال بوقف اقتحامات المستوطنين بـ "الأقصى" اعتبارًا من صباح يوم غد وحتى نهاية شهر رمضان الفضيل، إلا أن الخطر لازال محدقًا بالمسجد.

وعلى ضوء ذلك أجمعت الشخصيات في أحاديثٍ منفصلة مع "وكالة سند للأنباء" على ضرورة تكثيف التواجد والرباط في باحات المسجد الأقصى والانتباه جيدًا من المعتكفين وحراس المسجد؛ لصدّ ومواجهة أي غدرٍ قد يحدث في أي لحظة كانت.

ومنذ بداية عيد "الفصح" العبري الذي حلّ يوم الخميس الماضي شهد المسجد الأقصى اقتحام 3595 مستوطنًا لباحاته _تبعًا لمراسلتنا_ نفذوا خلالها جولات استفزازية وطقوسًا تلمودية في باحاته وعند حائط البراق، بمشاركة كبار الحاخامات اليهود، وسياسيين، وقيادات أمنية إسرائيلية.

ترافق ذلك مع تواجد مكثف لشرطة الاحتلال في باحات المسجد وعند أبوابه وفي محيط البلدة القديمة بالقدس، تخلله اعتداء وحشي أكثر من مرة على المصلين ومنعهم من الاعتكاف فيه ، ما أسفر عن إصابات واعتقالات وإلحاق الضرر بالمصلي القبلي وعيادة المسجد.

الأكثر خطورة على "الأقصى"..

وفي هذا الإطار قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية حسن خاطر، إنّ يومي الأربعاء والخميس "الأكثر خطورة على المسجد الأقصى، ويجب أن يكون هناك رباط واعتكاف وانتباه من كل المصلين والحرّاس".

وأوضح "خاطر" أنّ المفاجآت واردة خلال اليومين القادمين، خاصة في ظل يأس هذه حكومة الاحتلال وشعورها أنها لم تنجز شيئًا من وعودها حيال تهويد "الأقصى" بشكل نهائي، "فقد تلجأ للغدر وارتكاب جرائم بحق المسجد".

ودعا لاستمرار الرباط والاعتكاف وشدّ الرحال إلى المسجد؛ تحديدًا في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، والانتباه للاقتحامات المكثفة التي تزداد وتيرتها خلال فترة الأعياد اليهودية.

ونبه "خاطر" إلى أنّ "إسرائيل" تحاول فرض وقائع خطيرة على المسجد الأقصى بـ "قوة السلاح عبر نشر قوات بأعداد كبيرة وغير مسبوقة في باحات المسجد وأبوابه وأزقة البلدة القديمة، التي تكاد أن تنافس أعداد المصلين".

ووصف هذه الوقائع بـ "التطور الخطير" مضيفًا: "لهذا قد تُشكّل لهم فرصة ذهبية غدًا أو بعد غد، لإحداث مفاجآت وتطرّف أكبر في الأقصى من منطلق أن المناسبة توشك على الانتهاء، ورغبة منهم في ترميم الصورة، وإحداث فارق في واقع المسجد لصالحهم".

ورأى أن الخطورة الأشد تكمن في رغبة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وشركائه، البرهنة للمتطرفين على قدرتهم في إحداث تغيير جوهري بـ "الأقصى" خلال فترة حكمها "فهم وعدوا بأشياء كثيرة كالهيكل المزعوم، لكنهم اصطدموا بالواقع ولم ينجحوا حتى الآن بتحقيق إلا فتات، ما يدفعهم لمحاولة إحداث اختراق وتطرف بالمسجد".

وشددّ "خاطر" على أن الاعتكاف بالمسجد الأقصى عبادة وليس موقفًا سياسيًا، "وتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي من دائرة الأوقاف؛ لكنّ المستوطنين يُصرّون على الاقتحام، وكل المؤشرات تدل على أن اليومين القادمين سيرتكب الاحتلال حماقة؛ ليبرهن قدرته على تنفيذ وعوده".

من جهته، عدّ المختص والباحث في شؤون القدس جمال عمرو ما يجهزه المتطرفون من مخططات خلال اليومين القادمين "خطيرًا"، مشيرًا إلى أن عشرات المستوطنين اقتحموا المقبرة اليوسفية صباح اليوم وهاجموا المقابر وعبثوا بنوافذ "الأقصى" المدمرة.

ولفت "عمرو" إلى أن شبابيك المسجد الأقصى التي دمرّها الاحتلال خلال الاقتحام الأخير، تعود لفترة المماليك وتحتاج لوقت كي يعاد إصلاحها.

وبيّن أن اقتحامات الاحتلال للمقبرة اليوم وعدم وجود نوافذ في "الأقصى"، كلها توحي لمسرحّ معد سلفا كي يتم مهاجمة المسجد والمرابطين خلال اليومين القادمين.

واعتبر ضيفنا مسيرة المستوطنين في المقبرة اليوسفية "استعراضًا عسكريًا" بحماية من أجهزة أمن الاحتلال، الذين مرّوا بأسلحتهم بجوار نوافذ المسجد الأقصى، في محاولة لترهيب المصلين وردعهم.

وحذر "عمرو" من أن "الاحتلال ماكر لذا سيبقى الحذر والتوتر عنوانًا لهذه المرحلة، ما يستوجب جهوزية المرابطين لصدّ أي محاولة إسرائيلية غادرة"، قائلًا: "إسرائيل تريد أن تحصل على صورة نصر تُسجل بها إنجازًا أمام الناخبين والممولين الإرهابيين فاحذروا".

من ناحيته بيّن الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب أنّ "الأعياد التوراتية هي بمثابة كابوس على المسجد الأقصى بسبب استغلالها من قبل غلاة المتطرفين"، منوهًا إلى أن منظمات "جماعات الهيكل" هم المكلفون بتنظيم اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وانتهاك حرمته.

ورأى "أبو دياب" أن تشديدات الاحتلال والتضيقيات المفروضة على المصلين وتحركات الزائرين المسلمين للقدس و"الأقصى" جعلت الأوضاع أكثر تعقيدًا وصعوبة.

وقال إن الأيام الختامية للأعياد عادةً ما تُمثل ذورة الاقتحامات لـ "الأقصى"، ويجري خلالها دفع أموال للمستوطنين لتشجيعهم على المشاركة فيها.

وأوضح فخري أبو دياب أن سلطات الاحتلال تحاول استكمال مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد من خلال تفريغه من المصلين والمعتكفين، لكنّهم فشلوا وزادات أعداد المصلين رغم القمع والتضييق.

يُذكر أن الاقتحامات المتكررة لـ "الأقصى" واعتداءات الاحتلال على المعتكفين، أدت إلى توتر الأوضاع الميدانية وتصعيد المواجهة في أنحاء الأراضي الفلسطينية والداخل المحتل، بالإضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وقطاع غزة وسوريا.