الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

العيدية.. أصول "فاطمية" بدأت بالكعك والذهب

حجم الخط
العيدية.
نابلس- لبابة ذوقان- وكالة سند للأنباء

مع انبعاث فجر العيد، وبدء مراسمه الخاصة في كل مكان، يحزم الرجال "جيوبهم" ويملؤوها بالعيديات، وينطلقون في جولاتهم المعتادة كل عيد؛ لزيارة "الولايا"، وتقديم العيدية لهن.

وتختلف تفاصيل "العيدية" عند العائلات الفلسطينية، فمنهم من يحمل الحلوى أو المكسرات أو الهدايا إضافة للنقود، للقريبات من الدرجة الأولى، كالأخت أو الابنة، ومنهم من يكتفي بالنقود، إلا أن ما يجمع تلك التفاصيل فرحة الفتاة وهي ترى والدها واخوتها وعائلتها الممتدة وهم يتوافدون لمنزلها، وقد حضّرت لهم ضيافة مميزة ترحيبًا وحبًّا. َ

عادات متوارثة..

السيدة آلاء نوفل من قرية دير شرف قرب نابلس، تحدثنا عن طقوس العيد لديهم وتقول: "كان والدي رحمه الله يجهّز هدايا العيد قبل أيام من حلوله، كانت غرفته تمتلئ بعلب الحلويات كالبقلاوة أو البرازق والكعك وغيرها، ليحملها للمنازل التي يزورها مع أخوتي في العيد، إضافة لعيدية النقود المعروفة لدى الجميع".

وتردف: "بعد وفاة والدي ظلّ أخوتي يحافظون على هذه العادة، ويشتركون جميعهم بشراء الحلويات ويتقاسمون ثمنها عليهم، وبذلك يتوزع الحمل على الجميع".

ولأن العيد فرحة للأطفال قبل غيرهم، تحرص آلاء على تحضير العيدية لأطفال العائلة وأطفال الحارة كل عيد، وعن ذلك تقول: "لا يمكن أن أغفل أي طفل في العيد، أتذكر كيف كنا نفرح بالعيدية مهما كانت بسيطة ورمزية ونحن أطفال، لذلك أقدمها لكل الأطفال حولي، فسعادتي بالعيد من سعادتهم وفرحتهم بالعيدية".

عيدية مشتركة..

أما السيدة هناء ريحان من قرية تل قرب نابلس فتقول: "عدد المنازل التي تزورها عائلتي كبير جدا يفوق 60 بيتًا، لذلك يتقاسم رجال العائلة العيديات ويجمعونها سوية ويقدموها لكل سيدة بمغلف نيابة عن الجميع".

أما عن عيدية الأطفال، فتخبرنا: "نقدّم الألعاب لأطفال العائلة كعيدية لهم، وهناك من يقدم النقود أيضًا لهم، فعيدية الأطفال من المستحيل تجاوزها"، وبابتسامة تردد: "من أجمل المشاهد في العيد وأنت ترى الطفل يفتح محفظته ويعدّ النقود التي جمّعها من العيديات".

وإلى قرية سكاكا قرب سلفيت، فتعبّر السيدة "أم عمر" عن شعورها بالتضامن مع الرجال الذين ينفقون الكثير من الأموال للعيديات، وتقول: "بالنسبة لنا في البلدة لا يوجد تقييد وإلزام بشكل معيّن أو قيمة معينة للعيدية، وإذا ما رأينا عادة جميلة ومحببة في مناطق أخرى يمكن أن نقتدي بها دون أن تكون ملزمة للجميع، على عكس بعض المناطق أو العائلات التي تقيّد نفسها بعادات معينة قد تكون مرهقة كثيرًا للرجال".

وتردف في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء" :"بالنسبة لعائلتي فهم يقدمون العيدية عبارة عن نقود ومكسرات وشوكولاته، وفي حال كانوا بزيارة لابنتهم خارج القرية فهم يحرصون على اتباع تقاليد تلك القرية في تقديم العيدية".

وتستدرك: "الأصل أن نجود بالموجود، وأن تقدّر النساء الوضع المادي لمحارمها، دون إشعارهم أنهم مقصرين معها"، مضيفة: "ما يعنيني شخصيًا هو دخول والدي وأخوتي وأقاربي للمنزل دون تكليف، المهم اللمة والجلوس بجو عائلي مريح".

أما السيد "أبو مصعب" من جنين، فيعبّر عن سعادته وهو يجهّز العيدية لأخواته ومحارمه، ويقول: "العيدية عادة متوارثة ونلتزم بها مهما كانت ظروفنا، فهي تُدخل السعادة على قلوب النساء والأطفال".

ويستطرد: "في بعض الأحيان عندما يكون هناك بيننا من هو غير مقتدر على تقديم العيدية، فلا يقدمها، لكن ذلك لا يعني أن يقطع رحمه بالعيد ولا يزورها، فالأصل هي الزيارة وصلة الرحم وليست العيدية".

أصل العيدية..

لكن، ما أصل العيدية؟ وكيف بدأ الناس بالاعتياد عليها وجعلها أهم طقوس الأعياد لدى المسلمين؟

الباحث والمؤرخ مروان الأقرع، يخبرنا أن أصل العيدية يعود لعهد الفاطميين، حيث كان من عادة الخلفاء الفاطميين، في عيدي الفطر والأضحى، إهداء الأمراء وكبار الدولة وأولادهم ونساءهم أطباقًا مملوءة بالحلوى والكعك، وفي وسط كل منها صرة بها نقود ذهبية، ويقول :ومن هنا جاء تقليد العيدية".

ويضيف الأقرع في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "اعتاد الفلسطينيون منذ القدم على الذهاب في العيدين الفطر والأضحى لتعييد الولايا، ويأخذون معهم النقود والحلويات، وإذا كان رب الأسرة غير موجود، فإن الأم تصطحب ابنها مهما كان صغيرًا أثناء ذهابها لتعييد الولايا، حيث يقوم الولد بإعطاء العيدية لقريبته، وكذلك الكبار يقدمون للصغار العيدية، وغالبًا ما تكون العيدية نقودًا".

ويكمل: "ومنذ أواخر العهد العثماني، وفي مدينة نابلس تحديدًا، اعتاد الناس على الخروج بعد صلاة العيد لزيارة المقابر ومن ثم يذهبون لمعايدة بعضهم في الداووين والأسواق، وكان الرجال يذهبون الى بيوت بناتهم وأخواتهم المتزوجات، فيزورونهن ويعيدوهن دراهم عيدية، وكان الأصهار يقدمون الحلويات ضيافة للعيد، وكان الكبار يوزعون العيديات على الأطفال".