الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

في أيام العيد.. مهن رزق مؤقت وبهجة لا غنى عنها

حجم الخط
ألعاب العيد.
غزة - مجد محمد - وكالة سند للأنباء

يحلّ العيد، وتحلّ معه أرزاق لشبان وعائلات تتخذ أيامه موسمًا لمهن مؤقتة، ارتبطت ارتباطًا وثيقًا ببهجة العيد، وأصبحت طقوسًا لا غنى عنها، في محاولة لرسم البهجة على وجوه الصغار والكبار، وللتغلب على الأوضاع الاقتصادية التعيسة التي يعيشها الشباب الغزي في آن واحد.

وتمتلئ شوارع قطاع غزة عقب صلاة عيد الفطر، بالعديد من هذه المهن، التي يبدأ أصحابها بالتجهيز لها قبل أيام من بدء العيد.

وللاقتراب أكثر من هذه المهن وأصحابها، التقت "وكالة سند للأنباء" بعدد منهم، ليعبّروا عن سعادتهم بحلول العيد حاملاً معه الرزق والفرح.

الأرجوحة الدوَّارة

ورغم انتشار العديد من الملاهي والمنتزهات تبقى لعبة الأرجوحة الدوارة في قطاع غزة، مهنة تأبى الاندثار، يتوافد إليها الأطفال للهو مقابل عائد مادي يقدمونه لصاحب الأرجوحة.

127D4612-EB72-4F29-93B3-CD696F31B194.jpeg
 

يقول الشاب إبراهيم محمد (35 عاماً)، من مخيم البريج وسط قطاع غزة، إنه للعام السابع على التوالي يستغل فترة الأعياد لتحسين وضعه المالي في ظل انعدام فرص العمل، عبر العمل على الأرجوحة منذ ساعات الصباح حتى المساء.

ويضيف إبراهيم في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أنه بدأ العمل على الأرجوحة والتي تتسع تقريبا لـ20 طفلاً، منذ منتصف رمضان، وسيستمر حتى فترة العيد، برفقة أشقائه الثلاثة.

ويحاول الشاب إبراهيم رسم البسمة على شفاه الأطفال، من خلال تزيين الأرجوحة والمكان المحيط بها، وتشغيل أناشيد العيد والأطفال، ويعبّر عن ذلك بالقول: "سعادة الأطفال هي سعادتي وأنا أعتبرهم أبنائي".

ومن ضمن المهن الموسمية، التي تنتشر في شوارع قطاع غزة، خلال عيد الفطر ركوب الخيل والدراجات النارية والتكاتك، مقابل عائد مادي تقريبا شيكل أو اثنين، أو 20 شيكل خلال الساعة.

2.jpg
 

كما تنتشر عربات الأطفال الملونة، والتي تتزين بالبالونات وصور الرسوم الكرتونية المختلفة، وتحمل سماعة يحرص صاحبها من خلالها لإدخال الفرحة والسرور على الأطفال من خلال بث أناشيد الأطفال، والترحيب بالعيد.

1.jpg

3.jpg
 

بسطات "الفشة والطحل"..

وما أن تمر في شوارع قطاع غزة خلال فترة العيد، حتى تجد انتشاراً لبسطات الأطعمة كالفشة والطحل والكبدة، والكباب من خلال بيع وجباب سريعة "سندويشات".

على أحد مفترقات مخيم النصيرات، يتخذ الشاب عبد منصور (27 عاماً)، زاوية له قرب منزله منذ 6 أعوام، للعمل على بسطة بيع "ألفشة والطحل"، مشيرًا إلى أن هذه المهنة تدر عليه عائداً مادياً مناسباً خلال فترة العيد، حيث يقبل الأطفال والكبار على شرائها.

ويقول منصور لـ"وكالة سند للأنباء": "إن الوضع الاقتصادي هو من ولّد لديه هذه الفكرة، وأنه وجد إقبالاً كبيراً على ما يقدمه من وجبات، خصوصاً أنه صار بمقدور الجميع، أن يشتري بثمن ساندوتش الفلافل، وجبة أخرى تحتوي على اللحوم وبعض مشتقاتها، كالنقانق والطحل، بمبلغ لا يتجاوز 2 شيكل".

ويلفت منصور، إلى مساعدة والدته له في عمله، من حيث تجهيز الأطعمة التي تحتاج تجهيزها في البيت، كما أن أحد أشقائه يعمل معه على البسطة.

الألعاب وغزل البنات..

وفي محله الصغير أسفل منزله، يجتهد الشاب مصعب أكرم (23 عاماً)، منذ ساعات الصباح بتزيين بسطته بألعاب العيد، وعرضها بشكل يجذب نظر الأطفال إليها، كالدمى والأسلحة البلاستيكية والبالونات، والسلاسل الملونة.

ويستغل مصعب –وهو طالب جامعي- إجازة العيد كل عام، للعمل على بسطة الألعاب لتحسين وضعه المادي لاستكمال دراسته الجامعية، حيث يمتلك أيضاً ما يسمى لعبة "الترامبولين" أو "المنطة"، حيث يقفز عليها الأطفال لمدة ربع ساعة تقريباً مقابل أجرة 1 شيكل فقط.

وإلى جانب البسطة والترامبولين، يجهز مصعب حلوى "غزل البنات"، بأشكال وألوان مختلفة، وتقديمها للأطفال عبر عود خشبي، لرسم البسمة على وجوه الأطفال في العيد.

مجدية على الصعيد الشخصي

من جانبه، يقول الخبير في الشأن الاقتصادي أحمد أبو قمر، إن هذه المهن مجدية على الصعيد الشخصي، ولكن على صعيد الاقتصاد الفلسطيني ليس لها تأثير كبير وليست هي المطلوب.

ويضيف أبو قمر في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن هذه المهن تمثل فرصة للكثير من المواطنين للخروج بشكل مؤقت من دوامة البطالة، والتي تشكل نسبتها بين العموم 46 %، وبين الشباب والخريجين خصوصاً 70%.

ويلفت، إلى أن هذه المهن الموسمية تشكل الاستفادة منها فقط نسبة 2% فقط، من إجمالي الـ 46% وهي نسبة البطالة بين العموم، مشيراً إلى أنها بارقة أمل محدودة لبعض الشباب الذين لا يجدون فرص عمل ولكنها تزول بانتهاء الموسم.

ويطالب أبو قمر،بتوفير فرص عمل لتخفيف حدة البطالة، لتحقيق تنمية حقيقية في الاقتصاد الفلسطيني وصولاً إلى الارتقاء بجميع المؤشرات المحلية من الناتج المحلي، وميزان المدفوعات والميزان التجاري.

ويضيف أبو قمر، أن هذه المهن لا علاقة لها بالناتج المحلي الذي يتأثر بالمصانع والإنتاجية، مثل قطاع خدمات المطاعم، وبيع الحلوى وغيرها.