الساعة 00:00 م
الجمعة 10 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

هذا وعد الضابط له..

الصحفي محمد منى.. غُيّب قسرا عن عائلته وبهجة العيد

حجم الخط
الصحفي محمد منى
نابلس- لبابة ذوقان- وكالة سند للأنباء

كانت عقارب الساعة تشير للثالثة ونصف فجرًا، عندما أرسل الصحفي محمد منى خبرًا على إحدى المجموعات الإخبارية يُفيد باقتحام قوات الاحتلال لمدينة نابلس، في لحظات استرقها لتزويد زملائه بالخبر، أثناء تحضيره وجبة السحور لعائلته لصيام يوم عرفة (أمس الثلاثاء).

ما هي إلا دقائق قليلة، حتى لاحظ محمد تواجد قوات الاحتلال في محيط منزله في منطقة زواتا غرب مدينة نابلس، أخبر زوجته وأطفاله الذين كانوا يقفون إلى جانبه استعدادًا لتناول وجبة السحور، لكن الجنود كانوا أسرع إليهم من تلك اللقيمات، فداهموا المنزل واعتقلوه من وسط عائلته، ليكون خلال لحظات هو الخبر!.

تروي زوجة محمد، سوسن أبو العلا لحظات اختطاف زوجها قبيل حلول العيد بيوم واحد: "كان الأمر مفاجئًا لنا وللأطفال، داهم الجنود المنزل وطلبوا بطاقة هوية محمد، وأخبروه بأمر الاعتقال، ودّعنا على عجل، وأوصانا بالصبر واحتساب الأجر، واستذكار من فقدوا آباءهم شهداء في العيد".

تكمل "أبو العلا" حديثها لـ "وكالة سند للأنباء": "خلال وجودهم بالبيت قال لي الضابط: أنا آسف، فأجبته: تأتي لاعتقاله ليلة العيد وتتأسف!، فرد علي بالقول: تركته لكم 3 سنوات خارج السجن، بمعنى أنه تركه لأعياد أخرى كثيرة وهذا يكفي!".

حضن محمد أطفاله مودعًا، وقال لهم: "أنا ما رح أخاف عليكم، في ناس كتير متلنا وأكثر، ومنهم من فقدوا آباءهم شهداء وسيمضي العيد دون أن يكونوا معهم أبدًا، ربنا يبتلينا ويعلم قدرتنا".

خرج محمد من البيت، وبقي طعام السحور دون أن يمسه أحد، نظر نجله حمزة (11 عامًا) من النافذة ليرى عشرات الجنود قرب المنزل، متسائلًا: "كل هؤلاء الجنود جاؤوا لاعتقال بابا، بابا قاهرهم".

وتسرد زوجة الأسير: "جهّز محمد الأطفال واشترى لهم ملابس العيد قبل أسبوعين، كنا متحمسين جدًا للعيد وتحضيراته، وكان ينوي دعوة أهله وأخوته لتناول الغداء في منزلنا يوم العيد، لكن كل شيء انقلب رأسًا على عقب، وأصبحنا نستقبل الناس ليقولوا لنا الله بعين وربنا يفرج عنه، بدلًا من التهنئة بالعيد".

والزميل الصحفي محمد منى أب لثلاثة أطفال، حمزة (11 عامًا)، وعبد الرحمن (7 أعوام)، ونجاة (عام ونصف).

"الطفل العنيد"..

بدأت حكاية الاعتقالات لدى سلطات الاحتلال بحق محمد منذ ان كان في سنته الأولى بالجامعة عام 2003، واستمر حتى عام 2005، كان يلقبه الضابط حينها بـ "الطفل العنيد"، وفق ما تحدثت به والدته الحاجة أم فتحي منى.

وتضيف والدة الأسير التي تلقت خبر اعتقال ابنها بصدمة وحزن كبيرين، أن ضابط الاحتلال توعد محمد منذ اعتقاله الأول بأن ينغص عليه مناسباته وأفراحه، وهو ما حصل تمامًا مع محمد قبيل عيد الأضحى هذا العام.

وتروي لـ "وكالة سند للأنباء": "قال له الضابط لن نجعلك تفرح بالدراسة ولا بالزواج أو الأولاد، وهم فعلًا يُنفذون ما توعدوا به، فقد اعتقل بعد زواجه بأيام قليلة، واعتقل مرة أخرى بعد قدوم ابنه البكر حمزة بأسبوع فقط".

وتستذكر ذلك اليوم: "كنت نائمة ليلتها في بيت محمد، وكان يوم طهور ابنه حمزة، عندما اعتقلته قوات الاحتلال ونغصّت عليه فرحته بطفله الأول، كما اعتقل في يوم ذكرى زواجه وذكرى ميلاده، وهو أمر متعمد، وفي يوم وقفة عرفة أيضًا قبيل يوم واحد من العيد".

وتردد: "تعمدوا دائما تنغيص فرحة محمد، لكن نجلي قوي ولن تكسره هذه الاعتقالات، وسيبقى ثابتًا كما عرفناه دائما".

ويعد الاعتقال الأخير للزميل الصحفي محمد منى هو الاعتقال السابع في سجون الاحتلال، ليصل مجموع اعتقالاته سبع سنوات ونصف، غالبيتها بالاعتقال الإداري.

وكان "منى" قد شارك في الإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه الأسرى الإداريين عام 2014، واستمر حينها لأكثر من 60 يومًا.

"وكالة سند للأنباء"، استنكرت بدورها اعتقال الزميل محمد منى، وقالت في بيانٍ صدر عنها إنّ تعمد الاحتلال اقتحام منزله واختطافه من بين أطفاله، قبل يوم واحد من عيد الأضحى المبارك، هو إمعان بالجريمة، ومحاولة بائسة لقتل فرحة عائلته، وكسر عزيمة الصحفيين.

وباعتقال "منى" يصل عدد الصحفيين الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال لـ 21 صحفيًا وفق معطيات رسمية.