الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

هروب مؤقت من وحش البطالة.. مهن صيفية تُغيث شباب غزة

حجم الخط
thumb (4).jpg
غزة – أحلام عبد الله – وكالة سند للأنباء

مُرّة هذه الحياة التي يعيشها ماهر، كفنجان قهوة "سادة" يقدمه لأحد الزبائن من داخل كشكه، الذي يقدم من خلاله المشروبات على شاطئ بحر غزة خلال فصل الصيف.

تستأنس الهموم بعضها ببعض في قلب ماهر الشاويش (33عامًا)، الذي اختار لكشكه اسم "عاهد" حيث عاهد عائلته العودة يوميا بما يسد رمقهم.

WhatsApp Image 2021-06-17 at 10.27.34 AM.jpeg
ملامح الرضا كانت بادية على وجه ماهر الذي يؤكد أن خليط البن الذي يتناوله أول زبون يرسم ابتسامته الصباحية.

يخبرنا ماهر أنه خريج تطوع في مؤسسات المجتمع المدني، ثم علق على مسيرته بعد التخرج:" مبدئي الدائم كان "التشغيل العادل للخريجين".

يضحك من فرط وجعه: "لا عدل ولا تشغيل وكمان عدوان!"

علميًا يؤكد المختصون النفسيون أن قلة العمل تهيئ صاحبها للإصابة بالتوتر والاكتئاب، فماذا عن عامل بالكاد يحصّل قوت يومه؟!

  مهن متنوعة 

"الغرقان بتعلق في قشة"، هكذا علّق أحمد العروقي (28 عاما)، ليشرح لنا الدافع وراء لجوئه مضطراً إلى بيع الذرة على شاطئ بحر غزة، والتي يعدُّها الآن ملاذا لجلب قوت يومه في ظل ما يعانيه القطاع من حصار مُطبق وندرة فرص العمل.

ينتظر أحمد العروقي حلول موسم الصيف ويبدأ أمله بالتضاؤل مع نهاية الموسم، الذي يتخذ منه مصدراً للرزق.

مع بداية فصل الصيف يشهد شاطئ بحر قطاع غزة انتشارا واسعا لبسطات الذرة وتفتح الأكشاك الصيفية أبوابها.

ويتخذ الشاب العروقي من مدخل إحدى الاستراحات على شاطئ بحر غزة مكاناً له، فيما يدفع لأصحاب الاستراحة أجرة نظير سماحهم له بالعمل أمام استراحتهم.

ينتظر العروقي نهاية شهر أبريل من كل عام ليبدأ رحلة رزقه الموسمي في بيع أكواز الذرة الطازجة، هربا من شبح البطالة الذي يلازمه طوال العام.

منذ ساعات الصباح حتى حلول المساء يجنى العروقي ما بين 20-30 شيكلا، وهو بالكاد يكفي لاحتياجات ومستلزمات أسرته، وفق قوله.

ويلجأ الشاب العروقي إلى إشعال موقده بالكرتون والأخشاب تقليلاً من التكاليف، في ظل تواضع ما يجنيه من بيع الذرة، بحسب تعبيره.

ويضيف "تستهوي رائحة الذرة المسلوقة والمشوية جميع المارة الذين يبادرون بشرائها لهم ولأطفالهم، خاصة أنها رخيصة الثمن".

ولا يختلف الحال كثيرا لدى الفتى محمد المجدولاوي الذي اتخذ هو الآخر سيارة ألعاب مزينة يركبها الأطفال على شاطئ البحر مصدر رزق له، يسد من خلالها رمق عائلته المكونة من 9 أفراد، بعد أن أقعد المرض والده عن العمل، كما روى لـ"وكالة سند للأنباء".

ويضيف الفتى المجدلاوي وهو يرتب زينة عربته: "قلة فرص العمل ووضعي المادي الصعب يجبرني على العمل في أي مهنة لأجل مصروف البيت، فأنتظر بشغف موسم الصيف".

بطالة تتمدد

مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة ماهر تيسير الطباع في حديث خاص "لوكالة سند للأنباء" أشار إلى أن نسبة البطالة في قطاع غزة تتجاوز 50%، ومعدل الفقر 60%، في حين أن 85% من سكان قطاع غزة بحاجة إلى مساعدات إغاثية عاجلة.

وأوضح الطباع أن الاحتلال ركز في قصفه خلال العدوان الأخير على المصانع الموجودة داخل المناطق الواقعة شرق وشمال القطاع، ما أحدث دمارا كبيرا في العديد من هذه المصانع، فألحق من يعملون فيها بقطار البطالة المتسارع بغزة.

وأشار أن 3 آلاف عامل تم تسريحهم من العمل نتيجة قصف المنشآت الاقتصادية، ليصبح إجمالي العاطلين عن العمل بسبب العدوان فقط قرابة 10 آلاف عامل.

وأوضح الطباع أن أكثر من 20 مصنعاً دُمرت كلياً، مشيراً إلى أن المناطق الصناعية محمية وفق القانون الدولي إلا أن الاحتلال استهدفها دون تحذير ولم يتم استخراج المعدات.

ولفت الطباع إلى أن الاحتلال يريد أن يحولنا لشعب مستهلك، داعياً الدول المانحة لدعم القطاع الصناعي وتحمل مسؤولياتهم في إعادة إعمار المنشآت الاقتصادية.